تدير الوكالة قاعدة بيانات تحتوي على مدخلات مأخوذة من 3000 زوج من الأمهات والأطفال، لتوفر الصورة الأشمل حتى الآن عن استهلاك الرضع للحليب البشري حول العالم. وتضم قاعدة البيانات مجموعة عالمية متزايدة من الدراسات المستندة إلى تقنية نووية قائمة على قياس أكسيد الديوتيريوم بعد إعطاء الجرعة للأم (تقنية إعطاء الجرعة للأم)، لتحديد كمية الحليب البشري التي يستهلكها الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية. وتشمل قاعدة البيانات حاليا بحوثاً من 31 بلداً في جميع المناطق، بما في ذلك المغرب.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن اقتصار التغذية على الحليب البشري في الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل هو النهج الأمثل من حيث الفوائد الصحية والنمو البدني والعقلي. وفي الوقت الراهن، يعتمد قدر كبير من البيانات المتاحة عن ممارسات الرضاعة الطبيعية على البيانات المقدمة من الأمهات أنفسهن عن أنواع الأغذية والسوائل التي يتناولها أطفالهن. بيد أنَّ تقنية إعطاء الجرعة للأم توفر طريقة قائمة على النظائر المستقرة، دون أي تدخل طبي، لقياس انتقال الحليب من الأم إلى الرضيع بدقة (انظر القسم المعنون "تقنية إعطاء الجرعة للأم" أدناه)، وهي بذلك تمثل وسيلة موضوعية للوقوف على ممارسات الرضاعة الطبيعية.
وقالت السيدة بيرني كيستيل، أخصائية التغذية في الوكالة: "كان هدفنا من إنشاء قاعدة البيانات هو تكوين مجموعة فريدة ومتزايدة من البيانات المأخوذة من الدراسات القائمة على تقنية إعطاء الجرعة للأم، بما يتيح إجراء تحليلات مبتكرة للبيانات وضمان الاستفادة المستمرة من الدراسات السابقة حول معدلات استهلاك الحليب البشري. ومن خلال إعادة توظيف هذه البيانات الوفيرة بتجميعها للاستفادة منها بطريقة جديدة، تكفل قاعدة البيانات إمكانية الكشف عن معلومات فريدة من نوعها بشأن سلوكيات الرضاعة الطبيعية".
وقد جرت العادة في البحوث المتعلقة بمعدلات استهلاك الحليب البشري على أن الدراسات الفردية لا تقبل التعميم بسبب صغر حجم العينات المستخدمة فيها، حيث يتفاوت عدد المشاركين بين 30 زوجاً و100 زوج من الأمهات والأطفال. وبحكم الطابع العالمي الذي تتسم به قاعدة البيانات، فإنَّها تتيح للباحثين العاملين في هذا المجال في مختلف أنحاء العالم أن يساهموا باستمرار بما لديهم من بيانات أصلية، كما تكفل دراسة التفاوت العالمي المحتمل في العلاقة بين ممارسات الرضاعة الطبيعية ومتغيرات أخرى، مثل الحالة الاقتصادية والاجتماعية وتركيب جسم الأم.
وفي هذا الصدد، قالت السيدة كيستيل إن "قاعدة البيانات تجمِّع العديد من الدراسات وتوفق بينها، وهي بذلك تتيح النظر إلى البيانات من منظور مختلف وطرح أسئلة جديدة. ويمكن استخدام البيانات المجمعة لتسليط الضوء على العوامل المختلفة التي يمكن أن تعوق الاقتصار على الرضاعة الطبيعية أو تيسر، والمساعدة على تحديد الثغرات البحثية. وفي نهاية المطاف، فالكشف عن العوامل التي تؤثر في استهلاك الحليب البشري يمكن أن يسهم في فهم الأسباب التي تحول دون أن يكون الاقتصار على الرضاعة الطبيعية هو القاعدة السائدة عالميًّا".
وقاعدة البيانات متاحة للباحثين المساهمين فيها ولغيرهم من المهتمين بالحصول على البيانات المستمدة من الدراسات القائمة على تقنية إعطاء الجرعة للأم لاستخدامها في تحليلات ثانوية. وتخضع محتويات قاعدة البيانات لمراقبة الجودة من قبل فريق معني بإدارة قواعد البيانات من خلال النظام الذي تستخدمه الوكالة لجمع البيانات عبر الإنترنت، وهو النظام الدولي لتكامل البحوث (نظام آيريس)، حيث تُنتقى المساهمات للتأكد من احتوائها على المتغيرات الأساسية مثل استهلاك الحليب البشري، وعمر الطفل وجنسه، وعمر الأم وتكوين جسمها، لتسهيل تجميع البيانات والمقارنة بينها. وتتولى الوكالة أيضاً تنسيق طلبات الاستخدام، بما يشمل التأكد من استخدام البيانات على نحو مسؤول لأغراض علمية، وتوفير البيانات ذات الصلة، والاعتراف اللائق بالمساهمين وذكرهم بوصفهم مؤلفين مشاركين عند إعادة استخدام البيانات لأغراض أخرى.
ويمكنكم المساهمة في قاعدة بيانات الوكالة بشأن استهلاك الحليب البشري بالنقر هنا.