الطاقة الاندماجية

يُحرَز تقدُّم سريع في بحوث الطاقة الاندماجية التي تكتسب زخماً بوصفها حلاً لمكافحة تغير المناخ. فكمية الطاقة التي يمكن أن يولِّدها الاندماج لكل كيلوغرام من الوقود تزيد بواقع أربع مرات على كمية الطاقة المنتجة من الانشطار النووي، وبواقع يناهز أربعة ملايين مرة على كمية الطاقة المنتجة من حرق النفط أو الفحم، وذلك بدون انبعاث أي غازات دفيئة أو إنتاج نفايات نووية قوية الإشعاع أو طويلة العمر.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2023، شارك في مؤتمر الوكالة التاسع والعشرين للطاقة الاندماجية، الذي نظمته الوكالة واستضافته المملكة المتحدة، ما يقارب 2000 مشارك من أكثر من 80 بلداً ومن العديد من المبادرات المختلفة المتعلقة بالطاقة الاندماجية في القطاعين العام والخاص. وعلى مدى أسبوع كامل، اجتمع علماء ومهندسون مختصون بالاندماج وواضعو سياسات ورقابيون ورواد أعمال لاستعراض التطورات الحديثة ورسم الطريق المؤدي إلى مستقبل تُسخَّر فيه الطاقة الاندماجية. وشملت المجموعة المتنوعة من المواضيع التي نوقشت خلال الدورات العلمية الاحتواء المغنطيسي، والاندماج بالقصور الذاتي، وعلوم المواد، وتصاميم الأجهزة، وفيزياء البلازما. وإضافةً إلى ذلك، نوقش عدد من المسائل الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالاندماج مثل الإنصاف في الوصول إلى الطاقة، والترخيص الاجتماعي، والمشاركة العامة، والشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وخلال المؤتمر، قدَّم المدير العام العدد الأول من المنشور المعنون "IAEA World Fusion Outlook" (الآفاق العالمية للوكالة في ميدان الاندماج)، وهو مرجع عالمي للمعلومات الموثوق بها عن آخر التطورات في مجال الطاقة الاندماجية، وأعلَن أن الاجتماع الافتتاحي للفريق العالمي المعني بالطاقة الاندماجية سيُعقد في عام 2024 ولن يضم هذا الفريق علماء ومهندسين مختصين بالاندماج من المختبرات والمراكز التجريبية فحسب، بل سيضم أيضاً مجموعة متنوعة من الجهات المعنية تشمل واضعي سياسات وممولين ورقابيين وشركات خاصة، من أجل إقامة حوار سيدفع >بعملية تطوير الطاقة الاندماجية إلى الأمام.

وفضلاً عن ذلك، سيعمل خبراء الاندماج مع الوكالة لتحديد عناصر رئيسية مثل التعاريف والخصائص والمعايير المتعلقة بالاندماج بغية مساعدة الجهات المعنية على التوصل إلى فهم مشترك لأن ذلك سيكون أساسياً لنشر مفاعلات الاندماج حول العالم.