تسخير الذرة من أجل عالم خالٍ من الانبعاثات
أطلق المدير العام للوكالة مبادرة تسخير الذرة من أجل عالم خالٍ من الانبعاثات (Atoms4NetZero) خلال مؤتمر الأطراف COP27 في عام 2022. وترمي هذه المبادرة إلى تزويد واضعي السياسات وصانعي القرارات بنمذجة لسيناريوهات الطاقة التي تتيح الوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر وتأخذ بالإمكانات الكاملة للقوى النووية في المساهمة في إخلاء العالم من الانبعاثات من خلال إنتاج الكهرباء والحرارة والهيدروجين مع قدر منخفض من انبعاثات الكربون.
“القوى النووية هي التكنولوجيا الوحيدة التي يمكنها إنتاج كميات كبيرة من نواقل الطاقة المنخفضة الكربون الثلاثة اللازمة للوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر، وهي الكهرباء والحرارة والهيدروجين.
وتشمل السيناريوهات القيود التي تواجهها البلدان الساعية إلى بناء نظم للطاقة تتيح لها تحقيق أهدافها المتعلقة بإخلاء العالم من الانبعاثات. ويستخدم واضعو السياسات هذه السيناريوهات لتحديد الطريقة الفضلى لتخطيط الاستثمارات المقبلة في التكنولوجيات المنخفضة الكربون والشبكة الكهربائية.
كذلك، تساعد مبادرة تسخير الذرة من أجل عالم خالٍ من الانبعاثات على تقييم المساهمة المحتملة للمفاعلات النووية المتقدمة، بما فيها المفاعلات النمطية الصغيرة، في الاستراتيجيات الوطنية الطويلة الأجل الخاصة بالطاقة. ويشمل ذلك استخدام الطاقة النووية لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب إزالته منها مثل الصناعات ووسائل النقل التي تستهلك الطاقة بكثافة والتي تنتِج نحو 60 % من مجموع انبعاثات غازات الدفيئة. وستساعد المبادرة على وضع سيناريوهات ذات مصداقية باستخدام الأدوات التحليلية للوكالة مثل نموذج بدائل الاستراتيجيات الخاصة بإمدادات الطاقة وآثارها البيئية العامة (MESSAGE) وإطار نمذجة نظم الطاقة (FRAMES)، وغيرهما.
وبالإضافة إلى النمذجة، تشمل مبادرة تسخير الذرة من أجل عالم خالٍ من الانبعاثات عدداً من الأنشطة الأخرى لمساعدة البلدان على الانتقال إلى الطاقة النظيفة، بما في ذلك خدمات استشارية لدعم وضع استراتيجيات طويلة الأجل للطاقة، وحلقات عمل ودورات تدريبية لبناء القدرات، وأنشطة للتواصل الخارجي وإشراك الجهات المعنية.
وعُقد "المؤتمر الدولي الثاني بشأن تغير المناخ ودور القوى النووية لعام 2023: تسخير الذرة من أجل عالم خالٍ من الانبعاثات"، في فيينا في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وناقش المشاركون دور القوى النووية في انتقال بلدان العالم إلى الطاقة النظيفة، وفي ضمان أمن الإمدادات، والمساعدة على إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب إزالته منها، والمساهمة في تعزيز قدرة نظم الطاقة على تحمُّل تغير المناخ. وشدد المشاركون على أن الطاقة النووية تؤدي دوراً محورياً في مكافحة تغير المناخ ولكن يجب أن تتخطى عدداً من التحديات لزيادة القدرة النووية الحالية بمقدار الضعف أو أكثر. فوفقاً للعديد من الدراسات ذات الحجية، تُعَدُّ هذه الزيادة ضرورية للوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050.