التكنولوجيا النووية لمكافحة التلوث بالمواد البلاستيكية (مبادرة نيوتيك)

يعتبر التلوث البلاستيكي أحد أكثر التحديات البيئية العالمية إلحاحاً اليوم وهو يشكِّل تهديداً مباشراً للتنمية المستدامة. ووفقاً للتوقعات، سوف يحتوي المحيط، بحلول عام ٢٠٢٥، على طن واحد من المواد البلاستيكية لكل ثلاثة أطنان من الأسماك، وبحلول عام ٢٠٥٠، قد يحتوي المحيط على مواد بلاستيكية أكثر من الأسماك. وغالباً ما تمتلئ

تُعدُ مبادرة نيوتيك مبادرة الوكالة الرئيسية لمعالجة التحدي العالمي الذي يمثله التلوث الناجم عن المواد البلاستيكية. إذ تجمع المبادرة بلدان وشركاء من كل أنحاء العالم لمكافحة التلوث البلاستيكي على جبهتين، في نقطة المصدر، من خلال إدخال تكنولوجيات جديدة لتحسين إعادة تدوير البلاستيك؛ وفي المحيطات، حيث يتجمع الجزء الكبير من النفايات البلاستيكية.

 

وبواسطة مبادرة نيوتيك، يشارك 63 بلدا في عملية الرصد البحري للمواد البلاستيكية الدقيقة، ويقوم 30 بلدا من انحاء العالم بتطوير تكنولوجيا ابتكارية لإعادة التدوير.

ومن شأن العلوم والتكنولوجيا النووية أن تؤدي دوراً أساسياً على كلا الجبهتين. ويمكن استخدام التشعيع لمعالجة البلاستيك الموجود وجعله قابلاً لإعادة الاستخدام - بما يزيد من امكانية إعادة التدوير والتمكين من -إعادة استخدام القيمة- على نحو أوسع وأعلى وتُستخدم العلوم النووية لتحديد المواد البلاستيكية وتتبعها ورصدها في المحيطات، لا سيما المواد البلاستيكية الدقيقة.

مواقع طمر النفايات بالمواد البلاستيكية وتشكل تهديداً بيئياً للنظم الإيكولوجية عند مصبات المياه، مثل الأنهار، والمياه الجوفية والمحيط. وعلاوة على ذلك، قد يؤدي حرق النفايات البلاستيكية إلى إطلاق غازات سامة.

إعادة تدوير نفايات البلاستيك

وما فتئت الوكالة في إطار برنامجها للتعاون التقني ومن خلال المشاريع البحثية المنسقة تضطلع بأنشطة قصد تحسين القدرات الوطنية لاستخدام تكنولوجيا التشعيع لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية. وفي 2021، انضم سبعة عشر بلداً إلى مكون إعادة التدوير من مبادرة نيوتيك، معظمها من آسيا والمحيط الهادئ. وقد ارتفع هذا العدد في عام 2022، بانضمام 38 بلداً إضافياً من أوروبا وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. وقد تم وضع المبادئ التوجيهية، التي تم تقديمها في أثناء حلقة عمل إقليمية في الفلبين في تشرين الأول/أكتوبر 2022، من أجل دعم إدماج تكنولوجيا الحزم الإلكترونية في عملية إعادة تدوير البوليمرات.

وفي آسيا والمحيط الهادئ، تركز الأنشطة على إعادة استخدام نفايات البوليمرات وإعادة تدويرها من خلال التعديل بالتشعيع من أجل إنتاج السلع الصناعية. وتشارك عشرة بلدان في المنطقة في هذه المبادرة، منها أربعة بلدان تجريبية - أندونيسيا، وتايلند، والفلبين، وماليزيا - وهي في الطليعة، تقوم بتطبيق ومزج بين مختلف الأساليب في سياق إعادة تدوير نفايات البوليمرات.

وقد تم اختبار هذه التكنولوجيا في البلدان التجريبية وهي جاهزة للترقية. ويُعد هذا بمثابة خطوة رئيسية صوب تطبيق مبادرة نيوتيك، إذ أن ذلك يسجل انتقالاً من مرحلة البحث إلى مرحلة التطوير. وسيمثل التعاون الصناعي في البلدان التجريبية الأربعة عنصراً أساسياً للمرحلة الجديدة لهذه المبادرة. للشراكة معنا اضغط هنا.

الرصد البحري

يهدف مكون رصد المواد البلاستيكية البحرية لمبادرة نيوتيك إلى تزويد أكثر من 50 مختبراً في كل أنحاء العالم بالتكنولوجيا والدراية الضروريتان لأخذ العينات وتحليل المواد البلاستيكية الدقيقة في المحيطات، والتمكين من الإبلاغ بشأن الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة "الحياة تحت الماء". وستشكل هذه المختبرات شبكة مختبرات الرصد لمبادرة نيوتيك من أجل دعم تنسيق بروتوكولات أخذ العينات والتحليل، وتعميم الخبرات، وأفضل الممارسات، وجمع البيانات بشأن التلوث البحري بالمواد البلاستيكية الدقيقة. ويشارك حالياً ثلاثة وستون بلداً في مكون رصد المواد البلاستيكية البحرية لمبادرة نيوتيك. وسيساعد هذا المكون على بناء قدرات المختبرات في جميع أنحاء العالم بُغية نشر التقنيات النووية والنظيرية ورصد آثار التلوث البحري بالمواد البلاستيكية وتقييمها. وستساهم أيضا المعلومات القائمة على الأدلة بشأن كثرة وآثار التلوث البحري بالمواد البلاستيكية في الشراكة العالمية بخصوص النفايات البحرية، وهي شراكة بين جهات معنية متعددة يقودها برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي يجمع بين الجهات الفاعلة المنخرطة في الوقاية والحد من النفايات البحرية والتلوث البحري بالمواد البلاستيكية.  

وإلى حد الآن، تم تزويد 21 مختبراً بقدرات جمع العينات البسيطة، ولدى خمسة مختبرات قدرات متوسطة لأخذ العينات وحصرها (باكستان، وتايلند، والفلبين، وكمبوديا، واليابان)، وتم تحديد سبعة مختبرات بقدرات متقدمة (الإكوادور، والإمارات العربية المتحدة، والبرازيل، وبليز، وبنما، وشيلي، والصين)، وتم تحديد مختبرين بصفة مركزين مرجعيين إقليميين، في أستراليا والكويت. وتتمتع المراكز المرجعية الإقليمية بقدرات متقدمة في مجال تحليل المواد البلاستيكية الدقيقة، بما في ذلك تحديد تواريخ السجلات البيئية. وستتمكن هذه المراكز المرجعية من الإبلاغ عن حالة وتوجهات تلوث البحار والمحيطات بالمواد البلاستيكية، والتمكين من بناء القدرات لدعم المختبرات الأخرى. كما أنّ مختبرات البيئة التابعة للوكالة في موناكو هي بمثابة مركز مرجعي.

وفي أمريكا اللاتينية والكاريبي، استكملت شبكة البحوث البحرية-الساحلية في أمريكا اللاتينية والكاريبي تنسيق بروتوكولات أخذ عينات المواد البلاستيكية الدقيقة وتحليلها. ويجري حالياً نقلها إلى بلدان المنطقة من خلال تنظيم تدريبات بشأنها وتطبيقها في البرامج الوطنية لرصد المواد البلاستيكية الدقيقة.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية