في حين أنَّ الوقود النووي بعد استهلاكه لا يكفل إمكانية إحداث تفاعلات نووية متسلسلة يمكن استخدامها في توليد الكهرباء، فإنَّه يظلُّ محتوياً على مواد نووية يمكن استغلالها في صنع الأسلحة. ولهذا السبب يُعدُّ التحقُّق من الوقود المستهلك مكوِّناً محوريًّا في العمل الذي تضطلع به الوكالة في مجال الضمانات النووية.
وعادة ما يُخزَّن الوقود المستهلك تحت الماء لغرض التبريد. ويمكن أن ينطوي التحقُّق من الوقود النووي المستهلك تحت الماء على عملية معقَّدة وتستغرق وقتاً طويلاً. وتتطلب هذه العملية من مفتشي الوكالة أن يتخذوا مواقع فوق أحواض الوقود النووي المستهلك ليلتقطوا صوراً لكلِّ مجمعة من مجمعات الوقود المستهلك، التي قد يصل عددها إلى المئات في المرة الواحدة. وقد حُدِّدت هذه العملية باعتبارها من المجالات التي يمكن أن تؤدي فيها الروبوطيات دوراً مفيداً، وفي عام ٢٠١٧، أطلقت الوكالة مسابقة لجمع الأفكار والتماس الحلول لزيادة الفعالية والكفاءة في عملية التحقُّق من الوقود المستهلك.
وحين يضطلع مفتشو الضمانات النووية بأنشطة التفتيش في المرافق النووية حول العالم، كثيراً ما يستخدمون جهازاً بصريًّا صغيراً محمولاً باليد يسمَّى جهاز الرؤية المحسَّن باستخدام ظاهرة تشيرينكوف (جهاز الرؤية المحسَّن). ويُستخدم جهاز الرؤية المحسَّن في التحقُّق من وجود الوقود النووي المستهلك المخزَّن تحت الماء، حيث يوضع عادةً بهدف تبريده بعد تفريغه من قلب المفاعل. ويُكلَّف المفتِّشون بالتحقُّق من تطابق كمية الوقود المخزَّنة مع الكمية المعلن عنها من السلطات الوطنية، ومن عدم إزالة أي جزء من هذه الكمية ومن ثمَّ احتمالية تحريفه عن الاستخدامات السلمية.
وفي الوقت الراهن، يُضطر مفتشو الضمانات إلى الإمساك بجهاز الرؤية المحسَّن من أعلى قنطرة معلَّقة فوق حوض الوقود المستهلك وإمعان النظر من خلال عدسة في كلِّ مجمعة من مجمعات الوقود. وطلبت الوكالة من المشاركين في مسابقة "تحدي الروبوطيات" تقديم تصاميم تنطوي على تركيب جهاز رؤية ظاهرة تشيرينكوف من الجيل التالي (جهاز الرؤية من الجيل التالي)، المزوَّد بالقدرة على التسجيل الرقمي، داخل منصة عائمة روبوطية صغيرة تتحرك بالدفع الذاتي على سطح حوض الوقود المستهلك. وعن طريق تثبيت جهاز الرؤية من الجيل التالي في وضع رأسي، يمكن للمركبة الآلية السطحية أن تتيح التقاط صور أوضح في فترة زمنية أقل.
من المثير للغاية أن يتمكن المرء من المساهمة في جهود منع الانتشار وأعمال التحقق المهمة التي تضطلع بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.