في كل دقيقة من كل يوم، يقع زلزال في مكان ما في العالم. ومن بين نصف مليون زلزال يشهدها العالم كل عام، هناك نحو مائة ألف يمكن الشعور بها، ويؤدي نحو مائة إلى أضرار جسيمة. ويمكن أن يكون لهذه الزلازل تأثير بالغ في حياة الناس وفي المدن، إذ قد تؤدي إلى تعطيل شبكات الطرق وتهديد البنية الأساسية الحيوية مثل السدود. ولمساعدة البلدان على تحسين تأهبها لهذه الكوارث الطبيعية، زادت الوكالة مؤخراً من الخدمات التي تقدمها في مجال الاختبار غير المتلف، من خلال افتتاح مركز تدريب جديد وإصدار مبادئ توجيهية تهدف إلى بناء القدرات المتصلة باستخدام هذه التقنية المنقذة للأرواح.
وبعبارات بسيطة، يتيح الاختبار غير المتلف للمستخدمين فحص الأشياء والهياكل دون تحطيمها. وتُستخدم تقنيات الاختبار غير المتلف لتقييم سلامة المنشآت الصناعية والهياكل والمكونات دون الإضرار بالجزء الذي يخضع للفحص. وقد أثبتت هذه التقنيات أهميتها في تقييم أمان البنية الأساسية، لا سيما في أعقاب الكوارث. فبعد الزلازل التي وقعت في تركيا وسوريا والإكوادور في عام 2023، وانفجار عام 2020 في بيروت، على سبيل المثال، أدى الاختبار غير المتلف دوراً رئيسياً في تقييم المباني والهياكل، مما ساعد على حماية المدنيين وفرق الإنقاذ في أوضاع محفوفة بالمخاطر.
وبغية تلبية الطلب المتزايد من جانب البلدان على المساعدة، شيدت الوكالة مركزاً متخصصاً في مجال الاختبار غير المتلف في مختبراتها في زايبرسدورف بالنمسا، من أجل توفير التدريب العملي ودعم جهود التصدي للطوارئ.
وقالت السيدة تزانكا كوكالوفا-ويلدون، مديرة شعبة العلوم الفيزيائية والكيميائية في الوكالة: "إن إتاحة إمكانية نقل معدات الاختبار غير المتلف المحمولة بسرعة يحدث فرقاً كبيراً في تقديم المساعدة في الوقت المناسب إلى الدول الأعضاء عقب وقوع كارثة". وأضافت قائلة: "ولا يقتصر الأمر على إدارة الكوارث. فالاختبار غير المتلف يساعد المهندسين المدنيين أيضاً في جهود الوقاية والاستعداد، من خلال تحسين فحوصات الصيانة الدورية".
وتعزيزاً للتوحيد في عملية تدريب المهندسين واعتمادهم، أصدرت الوكالة مؤخراً أيضاً منشوراً باللغة الإنكليزية بعنوان مبادئ توجيهية لمناهج التدريب على الاختبار غير المتلف في مجال الهندسة المدنية. وهذا المنشور هو الأول من نوعه على الإطلاق، ويسعى إلى ضمان التوحيد والتنسيق في برامج تدريب المهندسين المدنيين المتصلة بالاختبار غير المتلف على الصعيد العالمي.