الصناعة هي القوة الدافعة وراء التنمية، ولكي تغدو مستدامة، فإنها تتطلب وجود بنية أساسية قوية. وبفضل العلوم والتكنولوجيا النوويين والدعم الذي تقدمه الوكالة، يجد الخبراء طرقًا فعالة من حيث التكلفة وابتكارية لمساعدة البلدان على بلوغ هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ٩ المتمثل في إقامة بنى أساسية قادرة على الصمود، وتحفيز التصنيع الشامل للجميع والمستدام، وتشجيع الابتكار.
الهدف ٩ من أهداف التنمية المستدامة: الصناعة والابتكار وإرساء البنية الأساسية
كيف تستفيد الصناعة من التكنولوجيات النووية؟
يقوم الخبراء بتطوير التكنولوجيا النووية واستخدامها لجعل المنتجات أكثر أمانًا وأفضل جودة وكذلك للارتقاء بالإنتاجية الصناعية. كما يمكن لهذه التقنيات أن تجعل العمليات الصناعية أكثر كفاءة، ورفيقة بالبيئة، وفعالةً من حيث التكلفة.
ويمكن استخدام تقنيات الإشعاع، مثل الحزم الإلكترونية أو أشعة غاما، لتعقيم المنتجات، وضمان سلامة الأغذية وجودتها، والحفاظ على القطع الأثرية الثقافية وترميمها، وإزالة الملوثات من مياه الصرف الصناعي والهواء. ويمكن أيضاً استخدامها لتعديل المواد لتحسين جودتها وعمرها، مثل جعل الكابلات مقاومة للحرائق، واستحداث مواد جديدة، مثل مواد تغليف الطعام القابلة للتحلل الأحيائي، واستخدام الهلاميات المائية في الطب لعلاج الجروح. ويستطيع الخبراء أيضاً، باستخدام المقتفيات الإشعاعية، تشخيص العمليات الصناعية وتحسينها، مثل تعقّب ورصد حركة وتوزيع الرواسب الناجمة عن أعمال البناء أو التجريف أو الإغراق في المناطق الساحلية أو العثور على موارد طبيعية قيمة داخل الأرض.
ويمكن للاختبارات غير المتلفة باستخدام الأشعة السينية أو أشعة غاما أو النيوترونات، مثل التصوير الإشعاعي الصناعي، أن تساعد الخبراء على التحقق من وجود الشقوق والعيوب، ما يساعد على ضمان جودة وسلامة المواد والهياكل، مثل الطائرات، وأنابيب الغاز والنفط. وتستخدم أيضاً للتحقق من سلامة المباني والجسور، خاصة بعد وقوع الكوارث الطبيعية.
كما توفر الاستخدامات الابتكارية غير الكهربائية لمحطات القوى النووية حلولاً ناجعة وفعالة من حيث التكلفة من خلال دمج إنتاج الطاقة مع الأنظمة والتطبيقات الأخرى. ويشمل ذلك استخدام الحرارة المتبقية من محطات القوى النووية لتحلية مياه البحر واستخراج الهيدروجين وإنتاجه وتوفير التدفئة والتبريد.