أجرت الوكالة أولى بعثاتها على الإطلاق في المملكة العربية السعودية في إطار خدمتها الاستشارية للنظم الإدارية في الفترة من 19 إلى 22 أيار/مايو 2025.
ولقد أنشئت الخدمة الاستشارية للنظم الإدارية التابعة للوكالة لدعم البلدان الحديثة العهد بالمجال النووي في إرساء بنية أساسية نووية متينة وفعالة، استجابة للاستنتاجات المستخلصة من بعثات الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية التي أبرزت وجود أوجه تضارب في تنفيذ النظم الإدارية فيما بين البلدان المستهلة لبرامج جديدة للقوى النووية.
وكجزء من التزام الوكالة الأوسع نطاقا بدعم البلدان في الأخذ بالقوى النووية في مزيج الطاقة لديها، تساعد الخدمة الاستشارية IMSAS المنظمات النووية على تطوير وصيانة نظم إدارية ملائمة للمرحلة الراهنة من برنامج القوى النووية. والنظام الإداري هو مجموعة من العناصر المترابطة أو المتفاعلة - بما في ذلك الهيكل التنظيمي والمسؤوليات والموارد والعمليات - التي أُنشئت لتحقيق الأهداف التنظيمية بطريقة فعالة وناجعة.
وتستهل المملكة العربية السعودية برنامجاً للطاقة النووية كجزء من استراتيجيتها للتحول نحو قطاع طاقة متنوع وبِنَاءِ قدرات وطنية في تقنيات الطاقة المتقدمة، وكل ذلك كجزء من رؤيتها لعام 2030. ودعما لهذه الخطة، تتبع المملكة العربية السعودية نهج المعالم المرحلية البارزة الخاص بالوكالة وتتعاون بهمة مع الوكالة من خلال خطة عمل متكاملة منسقة لدعم إرساء بنيتها الأساسية النووية.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2024، طلبت شركة الدويهين للطاقة النووية، المعيَّنة كجهة مالكة/مشغِّلة لأول محطة للقوى النووية، من الوكالة إجراء بعثة في إطار الخدمة الاستشارية IMSAS لاستعراض ما إذا كان النظام الإداري الحالي في شركة الدويهين للطاقة النووية مناسباً وكافياً لدعم أنشطتها الحالية والمخطط لها.
وخلال الاستعراض، قام فريق الخدمة الاستشارية IMSAS - المؤلَّف من أربعة خبراء خارجيين من السويد والمملكة المتحدة و هنغاريا والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن ثلاثة موظفين من الوكالة - باستعراض الوثائق وأجرى مناقشات تقنية مع شركة الدويهين في الرياض.
وقالت ليليا دولينتس، رئيسة قسم خدمات بنية تكنولوجيا المعلومات في الوكالة: "لقد توصَّل فريق الخدمة الاستشارية IMSAS إلى أن شركة الدويهين تملك نظاماً إدارياً متطوراً يدعم المنظمة بشكل فعال في تنفيذ أنشطتها الحالية والمستقبلية. وإننا نشيد بشركة الدويهين لما بذلته من جهود حتى الآن لتطوير نظامها الإداري، الذي سيساعد على دعم التنفيذ الآمن والفعال لبرنامج القوى النووية في المملكة العربية السعودية."
وحدد فريق البعثة، في مسودة تقريره النهائي، الصادر في الجلسة الختامية، أربع ممارسات جيدة تقوم بها شركة الدويهين. وشمل ذلك تطوير نظامها الإداري باستخدام نهج منظم قائم على المشاريع يكفل التخطيط والتنسيق الفعالين؛ والتوثيق الواضح لأطر الحوكمة والإدارة، مما يوفر للموظفين فهما متيناً للأدوار والمسؤوليات؛ والانتقال إلى نظام إداري إلكتروني بالكامل لتعزيز إمكانية الوصول وسهولة الاستخدام.
كما أشير إلى توصيتين وأربعة اقتراحات. وشمل ذلك فرصاً لإدخال تحسينات تتعلق بتعزيز اتساق توثيق النظام الإداري، وإضفاء الطابع الرسمي على النهج المتبع في تطوير العمليات، ورفع مستوى التحمل الكامل لمسؤولية النظام الإداري داخل المنظمة.
وقال السيد خالد الغزلان، الرئيس التنفيذي لشركة الدويهين للطاقة النووية: "كان هدفنا من طلب استقبال البعثة هو أن تُجري الوكالة استعراضاً موضوعياً ومحايداً للكيفية التي ندير بها عملياتنا اليومية، ولا سيما نظامنا الإداري". "وكانت نتائج البعثة ممتازة، وستدعم التوصيات والاقتراحات المقدمة إلى حد كبير جهودنا المستمرة للتحسين. ونؤكِّد التزامنا المستمر بالتعاون مع الوكالة من خلال خطة العمل المتكاملة في جميع مراحل مشروعنا، لضمان إنشاء جهة مالكة-مشغِّلة تتمتع بالكفاءة؛ كما نشكر الوكالة وفريق الخدمة الاستشارية IMSAS على هذه البعثة البناءة والمثمرة. ولقد كانت هذه البعثة دليلا على أن المملكة تمضي بثقة نحو بناء برنامج نووي مدني مستدام، مدعوم بكفاءات وطنية وشراكة دولية متينة".
وسيُقدَّم تقرير البعثة النهائي إلى شركة الدويهين للطاقة النووية في غضون ثلاثة أشهر.