ثمّة أكثر من أربعة وعشرين بلداً ينظر في إضافة القوى النووية إلى مزيج الطاقة الوطني لديه باعتبارها مصدراً مستقراً للكهرباء، أو قرر أن يقوم بذلك. ويجب توخي الدقة في تخطيط وإعداد البنية الأساسية اللازمة لتحقيق أمان وأمن واستدامة برنامج القوى النووية، ويتطلّب هذا الأمر التزاما طويل الأجل.
تطوير البنية الأساسية
يشكّل إطلاق برنامج للقوى النووية مهمة كبرى تتطلّب التخطيط والإعداد على نحو دقيق والاستثمار في الوقت وفي المؤسسات وفي الموارد المالية والبشرية. ويتطلّب ذلك مدّة تتراوح بين ١٠ و١٥ سنة من الأعمال التحضيرية والتزاماً لحوالي ١٠٠ سنة. كما أنّ تطوير البنية الأساسية اللازمة للنجاح في الأخذ بالقوى النووية أو توسيعها يتطلّب الاضطلاع بالعديد من الأنشطة من قبيل بناء المؤسسات الوطنية، وإرساء إطار قانوني ورقابي، وتنمية الموارد البشرية، ووضع استراتيجيات مالية، ومعالجة مسألة التصرف في النفايات المشعّة وإشراك الجهات المعنية.
وقرار إطلاق برنامج للقوى النووية هو قرار سيادي بالنسبة إلى كل بلد. وليس للوكالة تأثير في اتخاذ هذا القرار. ولكن، عندما يُقرّر بلد ما أن يتخذ هذا السبيل، تُقدِم الوكالة الإرشادات والمشورة والتدريب والخدمات الاستعراضية في هذا الشأن. وقد وضعت الوكالة نهج المعالم البارزة وهو أسلوب لتنفيذ برامج القوى النووية مقبول دولياً. كما أنّه أسلوب متدرّج وشامل يُمكّن البلد من فهم الالتزامات والواجبات المرتبطة بوضع برنامج للقوى النووية يكون مأموناً وآمناً ومستداماً.
يتألّف نهج المعالم البارزة من ثلاث مراحل لتطوير بنية أساسية وطنية للقوى النووية. وتبدأ هذه العملية عندما ينظر بلد ما بدقّة في سياق سياسته العامة للطاقة في إمكانية اعتماد خيار الطاقة النووية، مما يؤدي إلى اتخاذ قرار مستنير بشأن ما إذا كان ينبغي المضي قدماً في تنفيذ برنامج للقوى النووية أم لا. وبمجرّد أن يُتّخذ القرار، يتعيَّن وضع الأطر والمؤسسات والبنية الأساسية الداعمة مما يؤدي إلى استهلال عملية تقديم عطاء بنجاح أو إلى التفاوض بشأن عقد لإنشاء أوّل محطّة للقوى النووية. وبعد اختيار التكنولوجيا ومنح العقد، تُشيّدُ المحطة وتُعدُّ للتشغيل.
وتضطلع العديد من المنظمات بأدوار ومسؤوليات فيما يتعلّق باتخاذ القرارات وتنفيذ برنامج للقوى النووية، بما يشمل الوزارات الحكومية، والهيئات الرقابية النووية وغيرها من الهيئات الرقابية الأخرى، والمرافق، ومشغّلي الشبكات، ومعاهد البحوث، فضلاً عن الجامعات والجمهور. ويصف نهج المعالم البارزة آلية تنسيق، على سبيل المثال منظمة معنيّة بتنفيذ برامج الطاقة النووية، وذلك للجمع بين طائفة واسعة من الخبرات التقنية المتأتية من جميع هذه المؤسسات.
ويوثِّق منشور الوكالة المعنون المعالم البارزة لتطوير بنية أساسية وطنية للقوى النووية هذا النهج. وثمّة إرشادات ومواد أخرى صادرة عن الوكالة وذات صلة بتطوير القوى النووية، بما في ذلك معايير الأمان.
بعثة الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية
من بين خدمات الاستعراض التي تطلبها البلدان المستجدّة أكثر من سواها بعثة الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية. وبناء على دعوة توجّه إليهم، يستعرض خبراء من الوكالة وخبراء دوليون حالة تطوير القوى النووية في بلدٍ ما. وتُمكِّن التوصيات والاقتراحات المقدّمة في هذا الشأن البلدَ من تحديث خطة عمله الوطنية والمضي قدما في تنفيذ البرنامج. ويُنظر بالتفصيل في إطار الخدمات الأخرى التي تقدّمها الوكالة في جوانب محدّدة تتعلّق بالبنية الأساسية النووية.