دفع الطلب المتزايد على الكهرباء الواسعة النطاق والمنخفضة الكربون العديد من الدول إلى التفكير في القوى النووية لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة. وفي ظل وجود تسعة مفاعلات نووية قيد الإنشاء في أربعة بلدان تقوم بإدخال القوى النووية لأول مرة، فإن إظهار الالتزام بالصكوك القانونية الدولية ومعايير الأمان والمبادئ التوجيهية فيما يخص الأمن والطاقة النووية ومتطلبات الضمانات يمثل جانباً مهماً في الإعداد لبرنامج للطاقة النووية. ويشمل هذا مسألتي التصرف في الوقود المستهلك والنفايات المشعة والتخلص منهما.
وقال ميخائيل تشوداكوف، نائب مدير عام الوكالة ورئيس إدارة الطاقة النووية إنه بالنسبة للبلدان المستجدة مثل بنغلاديش وبيلاروس وتركيا والإمارات العربية المتحدة، ينبغي معالجة مسألة التصرّف في الوقود المستهلك والنفايات المشعـِّة منذ بداية أي برنامج للقوى النووية ويجب عدم إغفالها، لأنها تؤثر على كل من الاقتصاد وقبول الجمهور للقوى النووية.
وتدعم الوكالة دولها الأعضاء في وضع سياسات بشأن الوقود النووي المستهلك. ويتم دمج هذه المساعدة في الدعم الشامل الذي تقدمه الوكالة للبلدان المستجدة في شكل مبادئ توجيهية، وبعثات الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية، وحلقات العمل الإقليمية والوطنية والدولية بشأن القضايا المتعلقة بتطوير البنى الأساسية.
ولطالما دعا السيد يوكيا أمانو، المدير العام للوكالة، البلدان المستجدة إلى الانضمام إلى الاتفاقية المشتركة بشأن أمان التصرف في الوقود المستهلك وأمان التصرف في النفايات المشعة والتصديق عليها. وقال إن مبادئ الاتفاقية يجب أن تكون جزءاً من البنية الأساسية النووية الوطنية خلال تطوير أي برنامج نووي.
وبعثات الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية أدوات مهمة لتقييم حالة البنية الأساسية النووية الوطنية وتقديم توصيات وإرشادات لتطوير برامج القوى النووية بشكل مأمون وآمن ومسؤول.
وأكد ميلكو كوفاشيف، رئيس قسم إرساء البنية الأساسية النووية التابع للوكالة، قائلا: "من الممكن أن تُسْتغرَق العديد من العقود بداية من تشييد محطة قوى نووية حتى التخلص النهائي من جميع النفايات التي تنتجها. وهذا هو السبب في أنه من المهم وجود استراتيجية وخطط تقنية موثوق بها، وكذلك طرق تمويلها، منذ البداية لتنفيذ جميع الإجراءات المستقبلية بطريقة تضمن الأمان والأمن والموارد والكفاءات اللازمة في جميع الأوقات".
وتتمثل الرسالة الرئيسية المتعلقة بالنفايات التي تُسدى إلى الوافدين الجدد فيما يلي: يجب التصرف في النفايات المشعة بطريقة تتلافى فرض عبء لا مبرر له على الأجيال المقبلة.
وفيما يتعلق بالتصرف في الوقود المستهلك، تنصح الوكالة الوافدين الجدد بما يلي:
- التأكد من أن البنية الأساسية للتصرف في الوقود المستهلك والنفايات المشعة تم تطويرها بشكل كامل عند تنفيذ برامج القوى النووية. ومن الأفضل بناء هذه البنية الأساسية من خلال صياغة سياسة وطنية والاستراتيجيات ذات الصلة بشأن الوقود المستهلك والنفايات المشعة.
- مراعاة أن وضع وتنفيذ سياسة وطنية يتطلب منهجاً متدرجاً منظماً يدوم لعدة عقود.
- إنشاء البنية الأساسية للتصرف في النفايات في المراحل الأولى من التخطيط لبرامج القوى النووية.
نُشر هذا المقال في عدد حزيران/يونيه ٢٠١٩ للمجلة بشأن التصرُّف في الوقود المستھلَك الناتج عن مفاعلات القوى النووية.
