You are here

الطب الإشعاعي والتكنولوجيا الإشعاعية يساعدان في مكافحة السرطان في الأردن

,

عاملة طبية تُحلِّل صورة مريض باستخدام التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني-التصوير المقطعي الحاسوبي (PET–CT) في مركز الحسين للسرطان. (الصورة من: د. كالما/الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

ثلاث كلمات − أنت مصابٌ بالسرطان − هي كلمات قد تغيِّر حياتك تغييرا جذريّا. في مركز الحسين للسرطان في عمّان بالأردن، يتم كلّ عام تشخيص وعلاج ما يتراوح بين ٤٠٠٠ و٥٠٠٠ إصابة جديدة بالسرطان. ومركز الحسين للسرطان هو أحد المستشفيات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط في مجال توفير العلاج لمرضى السرطان من المنطقة، وثلث مرضاه قادمون من خارج البلد. ويتم في هذا المستشفى استخدام الطب النووي والتكنولوجيا المتقدمة من أجل تشخيص الأمراض وعلاج المرضى، وقد تلقَّى المستشفى الدعم من الوكالة.

وقال السيد أكرم نايف الإبراهيم، رئيس وحدة الطب النووي في المستشفى "إنَّ مركز الحسين للسرطان يقدّم لمرضى السرطان من البالغين والأطفال رعاية متقدّمة وشاملة في جميع أنواع السرطان". وأضاف قائلا "إنَّ لدينا معدات لتشخيص المرض تشمل التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني-التصوير المقطعي الحاسوبي (PET–CT) فضلا عن التصوير المقطعي الحاسوبي بالانبعاث الفوتوني المفرد (SPECT) تُمكِّنُنا من تعقّب وتحديد هذا المرض المروّع".

وتوفّر تقنيات وتكنولوجيات الطب الإشعاعي − التي تشمل تخصصات في الطب النووي، وعلم الأشعة التشخيصي، والعلاج الإشعاعي − وسائل فعالة لمكافحة السرطان.

وكما أبرز السيد الإبراهيم فإنَّ هذه الوسائل توفّر مزايا لا مثيل لها، عبر إتاحتها لرؤى معمقة بشأن الوظائف الفيزيولوجية، والعمليات البيولوجية والمورفولوجيا التي تقدم معلومات أكثر تحديداً حول وظائف الأعضاء والأمراض.

وقال السيد الإبراهيم أيضا "إنّ نسبة الشفاء بين مرضى السرطان تعتمد اعتمادا كبيرا على مرحلة المرض وقت تشخيصه، وبالتالي فإنّ الكشف المبكّر عن المرض يظلّ عاملا رئيسيا"، مضيفا أنّ الوكالة دعمت شراء المعدات التشخيصية، بما يشمل تركيب معدات من الجيل الجديد خاصّة بالتصوير المقطعي الحاسوبي بالانبعاث الفوتوني المفرد-التصوير المقطعي الحاسوبي (SPECT–CT) بحلول نهاية عام ٢٠١٧.

وقال أيضا إنَّ وجود معدات طبية متقدّمة بحوزتنا ليس وحده كافياً: إذ إنّ توفير التدريب اللازم للعاملين الطبيين هو أيضا عامل يكتسي نفس القدر من الأهمية، مضيفاً بأن المساعدة المقدَّمة من الوكالة في هذا المجال في إطار التعاون التقني كانت مساعدة بالغة الأهمية. "وإنّ التعاون من أجل زيادة الخبرة لم يستفد منه المهنيون الطبيون الأردنيون فحسب بل استفاد منه أيضا غيرهم من المهنيين الطبيين في المنطقة."

بَلِّغوا الرسالة

إنّ رفع درجة الوعي بشأن الكيفية التي يمكن بها للطب النووي أن يساعد في علاج السرطان ليس بالأمر السهل في بلدان ما زالت كلمة "سرطان" تعتبر فيها كلمة محرّمة. وقال الإبراهيم إنّ حملة توعية الجمهور التي ينظمها مركز الحسين للسرطان تتضمّن برامج متنوّعة للتواصل بهدف الترويج لشعار "التشخيص الصحيح هو منتصف الطريق نحو العلاج الصحيح". ويستضيف المركز في إطار هذه الحملة حلقات عمل ويتواصل مع الهيئات المدنية المحلية كجزء من الجهود المبذولة في سبيل رفع درجة الوعي لدى عامة الناس بأهمية الكشف المبكّر والوقاية وحشد الأموال للمساعدة على دعم مركز الحسين للسرطان.

وقال كذلك إنّ تجاوز الأفكار النمطية الثقافية والاجتماعية حول السرطان وتشجيع الناس على إجراء الفحوص في هذا الشأن أمران يسيران جنبا إلى جنب. وأوضح أنّ المرضى ممن هم في طريق التعافي وأسرهم يؤدون أيضا دوراً مؤثّراً في تبليغ الرسالة بشأن الكيفية التي تساعد بها "التكنولوجيا الجديدة" على مكافحة السرطان.

تدريب دقيق في مجال الطب النووي والتشخيص

يأوي مركز الحسين للسرطان، في إطار جهوده الرامية إلى ضمان وجود طاقم طبي رفيع المستوى، مركزا مخصصا للتدريب يقدّم خدمات التعليم والتدريب بشأن الطب النووي والتشخيص من بين تخصصات أخرى في مجال رعاية مرضى السرطان.

ويقدم مركز التدريب هذا دورات تعليمية طبية وغير طبية لكل من موظفي مركز الحسين للسرطان ومهنيي الرعاية الصحية من جميع أنحاء البلد والمنطقة. وهو يتضمّن برنامجا تعليميا شاملا تماما في مجال التمريض في سياق علم الأورام، ويوفّرُ مبادئ توجيهية وإجراءات مفصّلة بشأن الاستخدام المأمون لمعدات الطب النووي والتشخيص. وقال الإبراهيم "إنّ هدفنا هو التأكّد من أن الإجراءات التي تقتضي عمليات المسح بالتصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني-التصوير المقطعي الحاسوبي (PET–CT scans)، والتصوير المقطعي الحاسوبي بالانبعاث الفوتوني المفرد (SPECT)، والعلاج-التشخيص (theranostics)، هي إجراءات تتم بأقصى درجة من الحذر والعناية." وأضاف قائلا، إنّ المزايا المتأتية من ذلك كثيرة ولكن إذا لم يتم اتباع الإجراءات السليمة، تكون المخاطر على سلامة المرضى كبيرةً. "وتشمل التكنولوجيات الخاصة بالعلاج-التشخيص (Theranostic) إجراءات قائمة على مواد نانوية من أجل تحسين التصوير والعلاج، وهي تقدّم أحدث منتجات وخدمات الرعاية الصحية في مجال الطب الأحيائي."

وترتبط مسائل الأمان، فيما يتعلق بالطب الإشعاعي، بمستوى تعرض المرضى والطاقم العامل ممن يشارك في تقديم خدمات الرعاية الصحية للإشعاعات. ولضمان تحقيق أقصى قدر من المزايا وأدنى حدّ من المخاطر، من الضروري أن تعتمد التطبيقات النووية في مجال الطب على إيلاء الاهتمام على نحو مضمون بجميع الجوانب المتعلّقة بالأمان الإشعاعي، وإجراء قياس ملائم للجرعات، وإجراءات توكيد الجودة. وسيحدُّ ذلك بشكل كبير من خطر تعرض العاملين والجمهور للإشعاعات بدون مبرّر، وخطر ارتكاب أخطاء فيما يتعلّق بالجرعات التي تقدّم للمرضى.

الدعم المقدم من الوكالة

قدَّمت الوكالة، من خلال برنامجها للتعاون التقني، المساعدة إلى مركز الحسين للسرطان على وضع برامج تدريبية في مجال الطب النووي والتشخيص. وقال الإبراهيم إنّ زيارات الخبراء التي أجرتها الوكالة، بما في ذلك الدعم المقدّم من خلال خدمة الوكالة في إطار البعثة الاستعراضية المتكاملة لبرنامج العمل من أجل علاج السرطان، هي زيارات ساعدت على تقييم قدرات الأردن واحتياجاتها فيما يتعلّق بمكافحة السرطان. وأضاف قائلا، إنّ التدريب الذي قُدِّم إلى الأطباء المختصين في الطب النووي، وأخصائيي العلاج الإشعاعي، والفيزيائيين الطبيين قد ساهم في تكوين طاقم من الموظفين ذوي قدرات عالية وعلى أهبة الاستعداد لرعاية مرضى السرطان. وقد تم دعم هذا التدريب من خلال إتاحة خبرات، وتقديم منح دراسية، وتنظيم دورات تدريبية، وتبادل للمعلومات مثلما هو الشأن في مجال العلاج الإشعاعي للأورام والفيزياء الطبية.

وبهدف تحسين البرنامج الخاص برعاية مرضى السرطان في الأردن، يشمل اتفاق الترتيبات العملية لعام ٢٠١٥ الذي تم التوقيع عليه بين الوكالة ومركز الحسين للسرطان ثلاثة مجالات رئيسية للتعاون هي: التدريب المباشر للمهنيين المتخصصين في مجال الطب النووي، وتنظيم اجتماعات وحلقات عمل بشأن الممارسات الإكلينيكية، ووضع مناهج الوكالة للمهنيين المتخصصين في مجال الطب النووي، وهذه المناهج هي عبارة عن برنامج من أحدث البرامج التدريبية يهدف إلى تحسين معارف المهنيين المتخصصين في مجال الطب النووي من جميع أنحاء العالم، وتوسيعها وتحديثها باستمرار.

وسينصبُّ تركيز المحفل العلمي للوكالة هذه السنة على موضوع "التقنيات النووية في مجال الصحة البشرية: الوقاية والتشخيص والعلاج". وستُنظَّم هذه الفعالية في الفترة من ١٩ إلى ٢٠ أيلول/سبتمبر ٢٠١٧، وستشمل الجلسات المزمع عقدها مناقشات بشأن مواضيع حول رعاية مرضى السرطان على نحو شامل، والعلاج الإشعاعي، والعلاج-التشخيص.

إنَّ نسبة الشفاء بين مرضى السرطان تعتمد اعتماداً كبيراً على مرحلة المرض وقت تشخيصه، وبالتالي فإنّ الكشف المبكّر عن المرض يظلّ عاملاً رئيسياً.
أكرم نايف الإبراهيم، رئيس وحدة الطب النووي، مركز الحسين للسرطان، الأردن

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية