تحسين جودة الصور

موازنة جودة الصورة مع جرعة الإشعاع

يُستخدم التصوير الطبي لتشخيص المشاكل الصحية بدقة وفي الوقت المناسب، مما يسمح بعلاج أكثر فعالية للمرضى. وقد شهد استخدام الإشعاع المؤين للتصوير زيادة هائلة في السنوات الأخيرة ولكنه مصحوب كذلك ببعض المخاطر. ولسوء الحظ، فتحسين جودة الصور الطبية يعني دائماً زيادة الجرعة الإشعاعية للمريض، وهذا بدوره يزيد من مخاطر الإشعاع.

ولهذا السبب، فإن الهدف من التصوير الطبي لا يتمثل في تقديم صورة مثالية ولكن تقديم صورة كافية من الناحية التشخيصية لمشكلة صحية محددة. وهذا هو جوهر التحسين: موازنة جودة الصورة مع جرعة الإشعاع.

ويتطلب تطبيق مبدأ التحسين هذا على التعرض الطبي نهجاً خاصاً، لأن الجرعة المنخفضة جداً من الإشعاع لها نفس درجة سوء الجرعة العالية جداً منه: يمكن أن تكون الصور المتحصل عليها ذات جودة تشخيصية غير مناسبة.

ويجب أن يبدأ تحسين العمليات المستخدمة في التصوير الطبي بفحص قسم التصوير في المؤسسة الجاري تقييمها، وعلى وجه الخصوص فحص الجرعات الإشعاعية التي تعطى للمرضى وجودة الصور المتحصل عليها.

وتتطلب هذه العملية نهجاً جماعياً وينبغي أن يشتمل ذلك على أخصائي أشعة أو طبيب متخصص في الطب النووي يكون مسؤولاً عن المنطقة، وفني إشعاع طبي مشرف (مصور أشعة)، وفيزيائي طبي، وربما مهندس خدمة. ويأتي كل من هؤلاء المهنيين في هذه العملية بما لديه من تجارب وخبرات خاصة. كما يجب وضع أي عملية تحسين على قاعدة صلبة للجودة، بحيث يجري التأكد من تحلي سلسلة التصوير بالاتساق ومعايير الأداء العالي.

وتدعم الوكالة المهنيين في مجال التصوير الطبي مباشرة من خلال التدريب أو بشكل غير مباشر من خلال وضع الإجراءات والمبادئ التوجيهية ذات الصلة بشأن مكونات ومتطلبات التصوير الطبي الآمن والفعال.

ويمكن لخدمات التدريب في الوكالة، من خلال عملية منظمة، أن تلبي احتياجات فرادى المهنيين (على سبيل المثال من خلال الزمالات والزيارات العلمية)، ومن خلال الدورات التدريبية الوطنية للدول الأعضاء. كما تقدم الوكالة دورات تدريبية إقليمية ودولية على وجه الخصوص في مجال التحسين والجودة، وتُعنى هذه الدورات بأخصائيي الأشعة، والفيزيائيين الطبيين، وتقنيي تكنولوجيا الإشعاع وغيرهم من المهنيين الطبيين. ويتمثل الهدف منها في إنشاء ممارسات الجودة ودعم عمليات التحسين.