You are here

عقد الشراكات وتسخير الذرة من أجل السلام والتنمية

(الصورة من: نيكول جاويرث، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تحقيق أهداف التنمية المستدامة ليس بمهمة تُنفّذ بمعزل عن أمور أخرى: إذ تمثل الأهداف السبعة عشر وغاياتها نهجاً شاملاً إزاء التنمية العالمية يعتمد على التنسيق الوثيق. وينعكس ذلك في الهدف ١٧ المتعلق بعقد الشراكات. وتعدُّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية وشركاؤها من المقومات المهمة لهذه الأجندة العالمية من خلال مساعدة البلدان في استخدام العلوم النووية لتحقيق أهدافها الإنمائية وفي إحداث أثر دائم.

وهنا تقول إيما ويب، مدير قسم الاستراتيجيات والشراكات في الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "تشكل أهداف التنمية المستدامة مهمة كبرى لا يمكن لبلد أو منظمة أو شخص تحقيقها بشكل منفرد؛ وللشراكات أهمية حيوية لتحقيق النجاح المرجو". "وتقوم الوكالة بدور نشط في بناء وتمتين التعاون في أرجاء العالم نحو تحقيق هذه الأهداف".

وفيما تنفّذ البلدان استراتيجياتها وخططها في مجال التنمية الوطنية فإن العديد منها يقصد الوكالة وشركاءها لمساعدتها في استخدام العلوم والتكنولوجيا النووية لتحقيق تلك الأهداف. وتتيح شراكات الوكالة بعيدة الأمد مع جهات مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وكذلك تعاونها مع منظمة الصحة العالمية، للمنظمات الدولية أن تسهم بمهاراتها ومواردها في مجالات خبرة كل منها لدعم التنمية في أنحاء العالم. وهناك أكثر من ٩٠ بلداً لديها بالفعل أطر برنامجية قُطرية تحدِّد مجالات التعاون مع الوكالة دعماً لأولوياتها التنموية الوطنية.

(الصورة من: بتينا كاترين بنزنغر/الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

وتدعم الوكالة، بالتعاون مع شركائها، البلدان في بناء قدراتها، وتوسيع شبكاتها وتقاسم المعارف من خلال مشاريع التعاون التقني والأنشطة البحثية المنسَّقة. ويتمثل ما سبق في التدريب، والمنح الدراسية، وتقديم المعدات ومشورة الخبراء، إلى جانب أوجه أخرى. ومن خلال ذلك يعزز المهنيون معارفهم، ويصقلون مهاراتهم، ويحصلون على الأدوات التي يحتاجونها لتحقيق نتائج مستدامة، مثل تحسين الصحة من خلال الطب الإشعاعي وضمان الطاقة نحو المستقبل من خلال إدراج القوى النووية، على نحو مأمون وآمن، ضمن مزيج الطاقة الوطني.

وتُعدُّ العلوم والتكنولوجيا والابتكار من الأركان الأساسية لتحقيق التقدم المستدام. ويعزز التعاون تقاسم المعارف، ونقل التكنولوجيا، واتخاذ القرارات بالاستناد إلى شواهد.

وتماشياً مع غايات الهدف ١٧، توفر مشاريع الوكالة، الدولية والإقليمية، منبراً للبلدان النامية والمتقدمة لتوحيد جهودها وتوسيع معارفها في مجال الخبرات العلمية وحصولها عليها وأيضاً تعزيز الابتكارات التكنولوجية من أجل التنمية. وتساعد تلك المشاريع أيضاً المختصين في العمل بالتعاون فيما بينهم في دراسة قضايا ذات صلة والتصدي لها، مثل كيفية التخفيف من آثار التغير المناخي الناجمة عن انبعاثات غاز الدفيئة من الإنتاج الزراعي ، واكتساب أو تطوير مهارات جديدة، مثل التخطيط للعلاج الإشعاعي ثلاثي الأبعاد لرعاية مرضى السرطان.

(الصورة من: سوزانا لووف، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

ومن خلال هذه الأعمال العلمية، يمكن للعلماء جمع البيانات التي يحتاجها متخذو القرار لصوغ سياسات وبرامج بالاستناد إلى شواهد . ويمنح التركيز الشديد على البيانات والرصد في إطار الهدف ١٧ الوكالة وشركاءها حيزاً إضافياً لدعم التخطيط والبرمجة في مجال التنمية الموجَّهة نحو تحقيق نتائج.

وتقول ويب: "للاستخدامات السلمية للعلوم والتكنولوجيا النووية دور فريد في الاستجابة للأولويات الوطنية للبلدان وفي دعم التنمية المستدامة". وتابعت قائلة: "ومن خلال هذه الشراكات وغيرها فيما بين الوكالة والحكومات وكيانات أخرى يمكن أن تساعد العلوم والتكنولوجيا في دعم المجتمعات، وفي تحقيق الالتزام العالمي الطموح بأهداف التنمية المستدامة وتحقيق تقدُّم بشأن ’الأركان الخمسة‘ الواردة في ديباجة خطة عام ٢٠٣٠: الناس، والكوكب، والرخاء، والشراكات، والسلام".

(الصورة من: دين كالما/الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية