وتدير بترا سلامة دورة تدريبية إقليمية للمدرسين لإدخال العلوم النووية في المدارس الثانوية في الفلبين. وتدير، كمسؤول أول عن إدارة البرامج، مشاريع تقنية مختلف مجالات من العلوم والتكنولوجيا النووية. (الصورة من: معهد البحوث النووية الفلبيني)
تلقَّت سلامة عروض عمل مغرية من عدد من شركات الكيماويات الرائدة في العالم، لكنها رفضتها بعدَ أن تلقَّت مكالمة هاتفية غيَّرت، كما تقول، مسارَ حياتها المهنية نهائياً: "تهانينا، تمَّ اختيارك لوظيفة موظفة فنية مبتدئة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية!"
والتحقت سلامة بشعبة العلوم الفيزيائية والكيميائية بالوكالة، حيث قدَّمت دعماً تقنياً لإعداد وتنفيذ الأنشطة في مجال بحوث المواد للتطبيقات النووية وتطبيقات الطاقة حول العالم.
وتتذكر سلامة الوقت الذي عملت به كمسؤولة عن إدارة البرامج للعديد من الدول العربية قائلة: "كانت خطوتي التالية هي الانتقال من وظيفة تقنية إلى وظيفة إدارية بدرجة أكبر في إدارة التعاون التقني بالوكالة، الأمر الذي أتاح لي فرصة إدارة مشاريع كانت في الغالب تقنيةً في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا النووية التي تتراوح من الغذاء والزراعة إلى تطوير الطاقة النووية". "ولا يمكنني أن أتخيَّل تحولاً أفضل من الانتقال إلى منصب يمزج جميع جوانب اهتماماتي: تلك المنصبّة على الجوانب التقنية والإدارية والتنموية، وأن أقترحَ حلولاً مبتكرةً لتحديات العالم الواقعي بالاستعانة بالتكنولوجيا النووية."
وبعدَ أن بلغت نهاية أول تعيين لها لمدة سبع سنوات بالوكالة في عام ٢٠١٩، شرعت سلامة في التعاون مع جامعة طوكيو، كباحثة مدعوَّة، لدعم تطبيق التكنولوجيا الإشعاعية في تطوير المواد المتقدمة وأنظمة الوقاية من الإشعاعات. وتقول سلامة: "إن عملية التعلم المستمر هذه أساسية لعمل المسؤول عن إدارة البرامج، وبالتالي فإن تجربة استكشاف وتطبيق التكنولوجيات الجديدة، التي أتاحتها جامعة طوكيو، كانت تجربةً معرفيةً ثريةً وغنيةً بالمعلومات".
ويتذكرها رئيسُ الفريق الذي انضمت إليه في طوكيو باعتزاز. ويقول إيموتو تاكيشي، البروفسور بجامعة طوكيو: "تتسم بترا بموقف مذهل إزاء "إنجاز الأمور"، جنباً إلى جنب مع الشخصية الإيجابية وأخلاقيات العمل الراسخة، ما يجعلها متخصصة تقنية هائلة ومديرة هائلة بالقدر نفسه". "وعلى وجه الخصوص، أسهمَ استعدادها للتصدي لتحديات جديدة ومهاراتها في التواصل إلى إحراز تقدُّم في أجزاء مهمة من بحثنا."
وسلامة مديرة مشاريع في الحياة الواقعية أيضاً: فأثناء سعيها لتحقيق أحلامها المهنية والإسهام في إحداث تأثيرات إنمائية ملموسة، تقوم أيضاً بتربية ثلاثة أطفال صغار - الأمر الذي يتطلب تحقيق التوازن بين مهامّ مختلفة. وهنا تقول: "تلبية المتطلبات المستمرة لمهامي كمسؤولة عن إدارة البرامج، وفي نفس الوقت منح أطفالي كل الحب والدعم الذي يحتاجون إليه قد دفعني إلى بُعْد جديد. لم يكن الأمر سهلاً دائماً، لكن على المرء أن يرتقي إلى مستوى التحدي وأن يستمر في مساره".
وفي تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢٠، التحقت سلامة مجدداً بالوكالة في منصب مسؤول أول عن إدارة البرامج، حيث تولّت مهام إدارية وتنسيقية جديدة. وتقول سلامة: "كمسؤولين عن إدارة البرامج، نحن عازمون وملتزمون بمعالجة بعض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية العالمية الأكثر إلحاحاً وإيجاد وتوفير الحلول لها أينما دعت الحاجة."
هذا وتسعى الوكالة إلى تحقيق التكافؤ بين الجنسين في المنظمة وتشجع النساء على التقدم للوظائف. اقرأ المزيد عن تركيز الوكالة على التكافؤ بين الجنسين.