ينطوي الاستيلاد الطفري للنباتات، والمعروف أيضاً بالتنوع في النباتات، على استخدام الإشعاع الفيزيائي أو الوسائل الكيميائية لحثِّ التنوع الوراثي التلقائي في النباتات لإنتاج أصناف جديدة من المحاصيل. و"التطفير" هو مصدر معظم التنوع الوراثي والأداة التي تحفِّز التطور. وهو عملية طبيعية، تحدث تلقائيًّا وببطء، على مدى أجيال، لدى البشر والنباتات والحيوانات وجميع الكائنات الحية. ويخضع الكائن، خلال هذه العملية، إلى تغيير في حمض د.ن.أ، مما يؤدي إلى حدوث تغيُّرات بداخله. ويمكن تسريع الاستيلاد الطفري الطفرات باستخدام الوسائل الكيميائية أو الفيزيائية، كالإشعاع أو "التشعيع"، لاستحداث خصائص مفيدة كما في الزراعة على سبيل المثال.
ويمكن استخدام التشعيع لإنتاج أصناف نباتية تتميز بخصائص محسنة، مثل زيادة المحاصيل وقِصَر فترة الزراعة ومقاومة بعض الأمراض والحشرات وتأثيرات تغيُّر المناخ، كالظواهر المناخية الشديدة. وتساعد زراعة هذه الأنواع النباتية ونشرها على جعل الإنتاج العالمي للأغذية أكثر استقراراً وتلبيةً لاحتياجات المزارعين، ولا سيما في البلدان والمناطق النامية الأكثر عرضة لآثار تغيُّر المناخ.
وتتمتع الأصناف النباتية المستولدة باستخدام الإشعاع بنفس درجة سلامة الأصناف المطورة من خلال الاستيلاد التقليدي أو الاستيلاد بالاستعانة بالواسمات، حيث إن الإشعاع لا ينتقل إلى الأجيال التالية للنوع المطوَّر. ولذلك، يمكن استيلاد النباتات لأجيال عديدة لتحقيق النتائج الأفضل دون أن تتعرض للضرر أو تصبح مشعة. ويمكنكم التعرف على بعض الأمثلة في الأردن والمملكة العربية السعودية.