في الوقت الحالي، تستخدم غالبية محطات القوى النووية في جميع أنحاء العالم مفاعلات الماء المضغوط. وفي هذه المفاعلات، يُستخدم الماء كمبرد ويُضخ تحت ضغط عالٍ ليصل إلى قلب المفاعل. وهناك، يسخن الماء نتيجةً للطاقة المنبعثة من انشطار النويات، ثم ينبعث في شكل بخار ويحرِّك التوربينات لإنتاج الكهرباء.
ولكن حين يُستخدم الملح كمبرد أولي بدلاً من الماء، يمكنه امتصاص كميات هائلة من الحرارة عند مستوى الضغط الجوي، مما يتيح تشغيل المفاعلات القائمة على هذه التكنولوجيا في درجات حرارة مرتفعة جداً. ويفضي ذلك بدوره إلى إنتاج حرارة عالية الجودة ويساعد على إزالة الكربون من العمليات الصناعية على غرار عمليات إنتاج الهيدروجين لتصنيع الصلب الأخضر ويتيح تجنب تلوث الجو بالكميات الكبيرة من غازات الاحتباس الحراري التي تنبعث حالياً عند إنتاج الهيدروجين بواسطة الوقود الأحفوري.
ويزداد الاهتمام الدولي بمفاعلات الأملاح المصهورة نظراً إلى قدرتها على توفير كميات كبيرة من الكهرباء بكفاءة وفعالية من حيث التكلفة، وعلى إنتاج حرارة عالية يمكن استخدامها لأغراض المعالجة في مجموعة متنوعة من التطبيقات الصناعية. وتتسم بالمزايا عينها المفاعلات المرتفعة الحرارة المبردة بالغاز (التي يُستخدم فيها غاز الهليوم كمبرد بدلاً من الأملاح المصهورة). وبالنسبة إلى المنطقة العربية، قد تؤدي هذه المزايا دوراً رئيسياً في تحديد مسار التحولات المقبلة في مجال الطاقة. فعلى سبيل المثال، يمكن للمملكة العربية السعودية استخدام مفاعلات الأملاح المصهورة في سعيها إلى إزالة الكربون من عملياتها الصناعية، بما يتماشى مع "رؤية السعودية 2030" التي تركز على الهيدروجين الأخضر. وبإمكان الأردن الذي تتوافر لديه احتياطيات كبيرة من اليورانيوم أن يستفيد أيضاً من مفاعلات الأملاح المصهورة لتحسين استدامة دورات الوقود النووي في البلد. وتنظر الإمارات العربية المتحدة أيضاً في إمكانية نشر مفاعلات الأملاح المصهورة بعد توقيعها اتفاقاً في عام 2023 لتقييم جدوى هذه الخطوة.
استكشفوا الطريقة التي يمكن بها للطاقة النووية أن تحل محل الفحم في إطار الانتقال إلى الطاقة النظيفة.