أعربت الحكومة الأردنية عن التزامها بالتخفيف من عبء السرطان المتزايد في البلد وتنوي إطلاق خطتها الوطنية الأولى لمكافحة السرطان وخطة عمل مرتبطة بها للفترة 2023-2030. وسيتم إعداد هاتين الوثيقتين الرئيسيتين استناداً إلى نتائج البعثة الاستعراضية المتكاملة لبرنامج العمل من أجل علاج السرطان (بعثة imPACT الاستعراضية) التي أوفِدَت إلى الأردن خلال الفترة الممتدة من 30 نيسان/أبريل إلى 5 أيار/مايو وضمَّت فريقاً دولياً شمل خبراء في مجال السرطان من الوكالة ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان.
وقال البروفيسور فراس الهواري، وزير الصحة الأردني، إن "السرطان عبء متزايد في الأردن، وتقرُّ الحكومة بمدى أهمية تعزيز مكافحة السرطان على جميع المستويات". وأضاف أن "وزارة الصحة طلبت من الوكالة وشركائها أن يوفِدوا بعثة من بعثات imPACT الاستعراضية لفهم ما تحقَّق من تقدُّم وما تبقَّى من ثغرات بعد الاستعراض الذي أجرته بعثة imPACT في عام 2012، ولضمان إحراز تقدُّم استراتيجي في المجموعة الكاملة من المداخلات الرامية إلى مكافحة السرطان".
وخلال عام 2020، سُجِّل في الأردن 559 11 حالة إصابة جديدة بالسرطان و190 6 حالة وفاة بسبب السرطان، وفقاً لتقديرات المرصد العالمي للسرطان (مرصد GLOBOCAN) التابع للوكالة الدولية لبحوث السرطان. وفي منحى يتسق مع الاتجاهات السائدة في العالم، من المتوقع أن يزداد عبء السرطان في الأردن. وأفادت الوكالة الدولية لبحوث السرطان في هذا الصدد بأنه يُتوقَّع تسجيل 509 21 حالات جديدة سنوياً حتى عام 2040.
ويجري الخبراء المشاركون في بعثة imPACT الاستعراضية تحليلاً شاملاً للوضع على صعيد مكافحة السرطان في بلد ما ويقدِّمون توصيات ذات أولوية تُنفَّذ على مراحل وتخص إجراءات المتابعة على المستوى الوطني. وبعد أشهر من الأعمال التحضيرية بالوسائل الافتراضية ومن التواصل مع وزارة الصحة وجهات معنية أخرى، سافر الفريق المؤلف من 18 خبيراً دولياً إلى العاصمة عمان وقصد مدينتَي إربد والزرقاء لزيارة بعض مرافق الرعاية الأولية والرعاية الثالثية ولتتبُّع العمل فيها. وتواصل الفريق أيضاً مع عدد كبير من الأطراف المعنية وشارك في التخطيط الاستراتيجي الهادف إلى تعزيز مكافحة السرطان في الأردن.
وذكرت ميريام ميخائيل ليته، وهي اختصاصية أشعة في شعبة الصحة البشرية لدى الوكالة، ما يلي: "أسفر التقييم الذي أجرته بعثة imPACT عن توصيات تقنية ملموسة خاصة بالأردن واقتراحات لتحسين التصوير الطبي المتعدد الوسائل والعلاج الإشعاعي، تماشياً مع مبادرة أشعة الأمل التي أطلقتها الوكالة. وهذه التدابير مهمة للغاية وستعود بأكبر المنافع على الأشخاص المصابين بالسرطان في الأردن".
ومبادرة أشعة الأمل هي مبادرة رئيسية أطلقتها الوكالة لزيادة فرص الحصول على خدمات العلاج الإشعاعي في البلدان التي تكون فيها هذه الخدمات إما غير متوافرة وإما غير كافية لتلبية الطلب عليها.
وأوضح السيد أندريه كارفاليو، وهو عالِم في قسم الكشف المبكر والوقاية والعدوى لدى الوكالة الدولية لبحوث السرطان، أن "دور الوكالة الدولية لبحوث السرطان في تقييم تدابير الوقاية من السرطان والكشف المبكر عنه هو أساسي لضمان توافر استراتيجيات فعالة مرتكزة على الأدلة من أجل دعم الخطة الوطنية لمكافحة السرطان والتخفيف من عبء السرطان في البلد".
وزار أعضاء البعثة مجمع مستشفيات البشير العمومي ومركز الحسين للسرطان الذي عُيِّن مركزاً متعاوناً مع الوكالة لدعم مبادرات السرطان، وكذلك الخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية الأردنية. وأبدى مركز الحسين للسرطان اهتمامه الكبير بالمشاركة في مبادرة أشعة الأمل التي أطلقتها الوكالة بوصفه مركز إسناد في المنطقة.