بشكل عام تُقدم الوكالة المساعدة للدول الأعضاء من خلال تعليم وتدريب الموظفين ومن خلال الخدمات الاستشارية التقنية، وتقديم المواد، والأدوات، والمعدات، ودعم الأمان الإشعاعي وضمان الجودة.
برنامج العمل من أجل علاج السرطان
وتُقَدَّمٌ في إطار برنامج العمل من أجل علاج السرطان المساعدةُ في مجال مكافحة السرطان وذلك من خلال البعثات الاستعراضية المتكاملة لبرنامج العمل من أجل علاج السرطان، وحشد الموارد، وعبر إعداد وثائق استراتيجية من قبيل الخطط الوطنية لمكافحة السرطان والوثائق القابلة للتمويل الخاصة بجمع الأموال. وتُدعم أيضاً في إطار هذا البرنامجِ أنشطةُ الوكالةِ التي تُنفَّذُ من خلال برنامجِ التعاون التقني، وبرامج الصحة البشرية، وسائرِ البرامجِ الأخرى.
تؤدي التكنولوجيا النووية دوراً رئيسياً في مجال تشخيص السرطان وعلاجه. وعلى مدى العقود الستة الماضية، اكتسبت الوكالة قدراً كبيراً من الخبرات التقنية ومن الدراية فيما يتعلّق بنقل تكنولوجيات الطب النووي والعلاج الإشعاعي إلى البلدان النامية.
وقد أنشأت الوكالةُ برنامج العمل من أجل علاج السرطان في عام ٢٠٠٤ وذلك بهدف ضمانِ إدراج العلاج الإشعاعي صلب برنامج شامل يـُعنى بمكافحة السرطان والتواصلِ مع سائر المنظمات الدولية الأخرى، من قبيل منظمة الصحة العالمية، بغية التطرق إلى مسألة مكافحة السرطان بطريقة شاملة. ومنذ ذلك الحين، تعاونت الوكالة بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية، والوكالة الدولية لبحوث السرطان، والاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، ومع العديد من الجهات المتعاونة الأخرى ذات الصلة من أجل إقامة تحالف يضم شركاء عالميين ملتزمين بمجابهة التحدي المتمثّل في مكافحة السرطان في الدول الأعضاء في الوكالة المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. وتُركّز المساهمة التي تقدّمها الوكالة في إطار هذا التحالف على الطب الإشعاعي، بما يتماشى مع ولاية الوكالة.
التحديات المتزايدة التي تطرحها مكافحة السرطان
في عام ٢٠١٨، قُدِّرَ أنه كان ثمة أكثر من ١٨ مليون حالة إصابة جديدة بالسرطان وأن ٩.٥ مليوناً من هذه الحالات أدّت إلى وفيات، وذلك وفقاً للوكالة الدولية لبحوث السرطان. وبحلول عام ٢٠٣٠، من المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام لتبلغ أكثر من ٢٤ مليون حالة إصابة جديدة بالسرطان سنوياً تؤدي ١٣ مليون حالة منها إلى وفيات.
وستتحمّلُ التأثيرَ الأكبرَ لهذه الزيادةِ البلدانُ ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وبحلول عام ٢٠٣٠، من المتوقّع أن تبلغ نسبة الوفيات الناجمة عن السرطان في هذه البلدان حوالي ٧٠ بالمئة من إجمالي الوفيات الناجمة عن السرطان في العالم.
وتتضاعف حظوظ مرضى السرطان في التعافي من هذا الداء بشكل كبير عندما تتاح لهم فرص الحصول بشكل ميسور على خدمات الكشف المبكر عن السرطان وعلاجه.
وتتمثّل إحدى مساعي أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام ٢٠٣٠ في خفض عدد الوفيات المبكّرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية، بما في ذلك السرطان، بنسبة الثُّلث. ومن شأن تحقيق هذا الهدف الطموح إنقاذ حياة ما لا يقل عن ٤٠ مليون شخصاً من داء السرطان. بيد أَنّ ذلك يتطلّبُ تضافر جهود مجموعة واسعة من الشركاء من قطاعات متعدّدة من أجل تحقيق زيادة كبيرة في الموارد وترسيخ التزام سياسي قوي من أجل مكافحة السرطان على الصعيد العالمي بشكل فعال.