فرنسا واحدة من البلدان التي لديها أعلى حصة من القوى النووية في إنتاج الطاقة حيث لديها ٥٨ مفاعلاً للقوى النووية تنتج ما يقرب من ٧٢⁒ من الكهرباء في فرنسا في عام ٢٠١٨. وإلى جانب مسؤولية أسطول فرنسا النووي عن إنتاج هذه الطاقة، فهو مسؤول أيضاً عن إنتاج كمية كبيرة من الوقود المستهلك والنفايات المشعة.
وقال خبراء فرنسيون إن قوة السياسة الوطنية بشأن الوقود المستهلك في فرنسا، بالإضافة إلى التشريعات الصارمة ووجود هيئة رقابية قوية، يمكن أن تعزى إلى توحيد أسطولها النووي وسياسة إعادة تدوير الوقود المستهلك. وهذا يؤدي إلى توفير إمدادات فعالة وآمنة وخفض عبء النفايات المشعة.
وفي فرنسا، جميع وحدات التشغيل عبارة عن مفاعلات ماء مضغوط بثلاثة أنواع قياسية فقط، كلها من تصميم شركة فراماتوم: ثلاث حلقات ٩٠٠ ميغاوات كهربائي (٣٤ مفاعلاً)، وأربع حلقات ١٣٠٠ ميغاوات كهربائي (٢٠ مفاعلاً)، وأربع حلقات ١٤٥٠ ميغاوات كهربائي (٤ مفاعلات).
وبالتالي، تتمتع مفاعلات القوى النووية الفرنسية بأعلى درجة من التوحيد بين البلدان التي لديها أساطيل نووية كبيرة. وهذا يُترْجَم أيضاً إلى نهج موحد عند التعامل مع المرحلة الختامية لدورة الوقود النووي، والذي يتضمن التصرف في الوقود المستهلك والنفايات، والإخراج من الخدمة، والاستصلاح البيئي.
ولكي تتمكن فرنسا من التصرف فيما يقرب من ١١٥٠ طناً من الوقود المستهلك الذي تنتجه كل عام، قررت، كالعديد من البلدان الأخرى، في وقت مبكر إغلاق دورة الوقود النووي الوطنية لديها عن طريق إعادة تدوير الوقود المستهلك أو إعادة معالجته. وبالقيام بذلك، يمكن للصناعة النووية الفرنسية استرداد اليورانيوم والبلوتونيوم من الوقود المستخدم لإعادة استخدامهما، وبالتالي التقليل أيضاً من حجم النفايات القوية الإشعاع.
وتتضمن عملية إعادة تدوير الوقود النووي تحويل البلوتونيوم المستهلك، الذي يتشكل في مفاعلات القوى النووية كمنتج ثانوي لحرق وقود اليورانيوم، وتحويل اليورانيوم إلى "خليط الأكسيدين" (موكس) الذي يمكن إعادة استخدامه في محطات القوى النووية لإنتاج مزيد من الكهرباء.
وقال دينيس ليبي، نائب الرئيس الأول ورئيس شعبة الوقود النووي في هيئة كهرباء فرنسا، وهي شركة المرافق الكهربائية الفرنسية المسؤولة عن تشغيل محطات القوى النووية في البلاد: "إن إعادة تدوير الوقود المستهلك عنصر رئيسي في استراتيجية القطاع النووي الفرنسي، الذي يتمتع بأكثر من ٣٠ عاماً من الخبرة في هذه الصناعة،".
إن إعادة تدوير الوقود المستهلك عنصر رئيسي في استراتيجية القطاع النووي الفرنسي، الذي يتمتع بأكثر من 30 عاماً من الخبرة في هذه الصناعة.