انقضى أكثر من عامين على إعلان منظمة الصحة العالمية في آذار/مارس 2020 تفشي جائحة كوفيد-19. وفي بداية الجائحة، أجرت الوكالة دراسة استقصائية عالمية قدَّمت تقديراً كميًّا لحجم الانخفاض العالمي في إجراءات تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية من 2019 إلى 2020. وأظهرت الدراسة أنَّ الإجراءات القياسية لتشخيص أمراض القلب، مثل رسم القلب بالموجات فوق الصوتية وتصوير الأوعية الدموية واختبارات الإجهاد، تراجع عددها بنسبة 84% في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وبنسبة 79% في أفريقيا بين آذار/مارس 2019 ونيسان/أبريل 2020.
وأظهرت دراسة استقصائية أجرتها الوكالة للمتابعة، عن طريق النظام الدولي لتكامل البحوث (IRIS)، أنَّ معدلات استعادة هذه الاختبارات بقيت منخفضة نسبياً حتى نيسان/أبريل 2021، فلم تتجاوز نسبة الإجراءات المنفذة 58% في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا و45% في أفريقيا مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة.
وقد نُشرت هذه الدراسة في أيار/مايو 2022 في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، وتضمَّنت تقييماً لحجم وأنواع عمليات تصوير القلب المنفَّذة في 669 مركزاً من مراكز علاج المرضى داخل المستشفيات وفي العيادات الخارجية في 107 بلدان. وفي المقابل، تحققت معدلات مرتفعة لاستعادة الاختبارات إلى مستويات ما قبل الجائحة، بل تجاوزتها في بعض الأحيان، لتبلغ إجمالاً 99% في البلدان المنتمية إلى الشريحة الأعلى من البلدان ذات الدخل المتوسط و108% في البلدان ذات الدخل المرتفع.
قال أندرو أينشتاين، الأخصائي في أمراض القلب والباحث في جامعة كولومبيا في نيويورك: "إنَّ هذا التراجع في عمليات التصوير التشخيصي للقلب من شأنه أن يؤدي إلى تدهور حالة المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية في البلدان ذات الدخل المنخفض وبلدان الشريحة الأدنى من الدخل المتوسط في السنوات المقبلة، وبالتالي، زيادة التباينات في صحة القلب والأوعية الدموية على الصعيد العالمي". وقد اشترك آينشتاين وباييز في كتابة الدراستين.