مثّلت بداية تشييد أول مفاعل قوى نووية ببنغلاديش في ٣٠ تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٧ معلماً بارزاً في المسار الممتد طوال عشرة أعوام لنقل فوائد الطاقة النووية إلى ثامن أكثر بلدان العالم كثافة سكّانية. وما انفكّت الوكالة تدعم بنغلاديش في طريقها لتصبح ثالث بلد "مستجد" في مجال القوى النووية خلال ٣٠ عاماً، بعد الإمارات العربية المتحدة عام ٢٠١٢وبيلاروس عام ٢٠١٣.
وتعكف بنغلاديش على تطبيق برنامج تنموي متعدد الجوانب وطموح لتصير بلداً متوسط الدخل بحلول عام ٢٠٢١ وبلداً متقدماً بحلول عام ٢٠٤١. وتعدُّ زيادة إنتاج الكهرباء زيادة كبيرة بهدف ربط ٢.٧ مليون منزل إضافي بالشبكة الكهربائية بحلول عام ٢٠٢١ حجر الزاوية في إطار هذا السعي نحو التنمية، وستؤدي التكنولوجيا النووية دوراً محورياً في هذا المجال، على حدّ قول محمد شوكت أكبر المدير الإداري في شركة بنغلاديش المحدودة لمحطات القوى النووية. وأضاف بأن بنغلاديش تعمل أيضاً على تنويع إمداداتها من الطاقة لتعزيز أمن الطاقة، والحدّ من اعتمادها على الواردات وعلى مواردها المحلية المحدودة.
وقال أكبر: "بنغلاديش تشرع في إدخال الطاقة النووية كمصدر مأمون وصديق للبيئة ومجدٍ اقتصادياً لتوليد الكهرباء. وستشتمل المحطة في روبور، التي تبعد ١٦٠ كيلومتر شمال غربي داكا، على وحدتين وسيكون لها قدرة قوى مشتركة قدرها ٢٤٠٠ ميغاواط (كهربائي). وتقوم شركة تابعة للشركة الروسية الحكومية للطاقة الذرية "روزاتوم" بعملية البناء. ومن المقرر أن تدخل الوحدة الأولى في طور التشغيل في عام ٢٠٢٣ والثانية في عام ٢٠٢٤. وقال أكبر: "سيعزز هذا المشروع من تنمية إمكانات هذا البلد الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية".
كما أشار أكبر إلى أن هدف هذا البلد لزيادة إنتاج الكهرباء عبر التكنولوجيا النووية سيغدو قريباً حقيقة واقعة. "على مدى ٦٠ عاماً، حلمت بنغلاديش حلم ببناء محطتها الخاصة للقوى النووية. ولن توفر محطة روبور للقوى النووية كهرباء ذات أحمال أساسية مستقرة فحسب، بل أيضاً ستعزز من معارفنا وتسمح لنا بأن نزيد من كفاءتنا الاقتصادية."
المعالم المرحلية البارزة في المجال النووي
تُعدّ بنغلاديش من بين ما يقارب ثلاثين بلداً تنظر في استحداث القوى النووية، أو تخطط لها، أو شرعت فيها. وتساعد الوكالة هذه البلدان على وضع برامجها عبر نهج المعالم المرحلية البارزة، وهي منهجية تقدّم إرشادات حول العمل على إرساء القوى النووية في بلد مُستجد، بما في ذلك البنية الأساسية المرتبطة بها. إذ تركّز على تحديد الفجوات، إن وُجِدت، خلال تقدم البلدان نحو إدخال القوى النووية.
وما فتئت الوكالة تدعم بنغلاديش في تطوير بنيتها الأساسية للقوى النووية بما في ذلك وضع إطار رقابي ونظام للتصرّف في النفايات المشعة. وقُدِّم هذا الدعم في إطار برنامج التعاون التقني للوكالة وهو مُموّل جزئياً من خلال مبادرة الاستخدامات السلمية.
وللبنية الأساسية النووية أوجه عديدة تشمل مكوّنات حكومية وقانونية ورقابية وإدارية، إضافة إلى البنية الأساسية المادية. ويتكّون نهج المعالم المرحلية البارزة من ثلاث مراحل مع معلم حاسم يتوجب بلوغه في نهاية كل واحدة منها.
وتشمل المرحلة الأولى اعتبارات ما قبل اتخاذ قرار ما للشروع في برنامج للقوى النووية وتُختتم بالتزام رسمي بالبرنامج. وتنطوي المرحلة الثانية على عمل تحضيري من أجل التعاقد وإنشاء محطة قوى نووية، وانتهاءً بالبدء في المناقصات أو مفاوضات العقود بهدف البناء. وتشمل المرحلة الختامية أنشطة لتنفيذ محطة القوى النووية، مثل قرار الاستثمار النهائي والتعاقد والبناء. وتختلف مدة هذه المراحل حسب البلد، إلاّ أنها تستغرق عادةً بين ١٠ و١٥ عاماً.
وقال أكبر: "إن نهج المعالم المرحلية البارزة الخاص بالوكالة هو وثيقة توجيهية، وخطة العمل المتكاملة هي الوسيلة المهمة لجمع كل الجهات المعنية في بنغلاديش للتأكد من تلبية كل متطلبات الأمان والأمن والضمانات المرتبطة بمشروع محطة روبور للقوى النووية." "ومكّنت خطة العمل المتكاملة المذكورة بنغلاديش من وضع نهج شمولي بشأن تنفيذ إرشادات الوكالة، فضلاً عن التعاون مع الجهات الوطنية المعنية والشركاء
بنغلاديش تشرع في إدخال الطاقة النووية كمصدر مأمون وصديق للبيئة ومجدٍ اقتصادياً لتوليد الكهرباء.