You are here

تسخير العلوم النووية والبنية الأساسية للأمن النووي لحماية الأنواع النادرة من وحيد القرن: البدء بتنفيذ مشروع بارز تدعمه الوكالة

74/2025
محيط واتربرغ الحيوي، جنوب أفريقيا

أعضاء من فريق مشروع ريزوتوب (Rhisotope Project) يزرعون نظائر مشعة في قرنَي وحيد القرن. (مارتن كليننبوك/الوكالة)

في إطار مبادرة رائدة ترمي إلى مكافحة الاتجار غير المشروع بأنواع وحيد القرن البري المهددة بالانقراض، بدأت إحدى الجامعات في جنوب أفريقيا اليوم بتنفيذ مشروع تدعمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الوكالة). ويقوم المشروع على زرع نظائر مشعة في قرون وحيد القرن بطريقة مأمونة وعلى استخدام البنية الأساسية المتاحة الخاصة بالأمن النووي لردع الصيد غير المشروع وكشفه.

ومع فقدان أكثر من 000 10 من وحيد القرن بسبب الصيد غير المشروع في العقد الماضي، لا تزال جنوب أفريقيا، التي تضم أكبر عدد من حيوانات وحيد القرن في العالم، هدفاً للمجرمين الذين يتاجرون على نحو غير مشروع بقرون وحيد القرن. وفي الربع الأول من عام 2025 وحده، أفادت وزارة الغابات ومصائد الأسماك والبيئة في جنوب أفريقيا بأنه تم اصطياد 103 من وحيد القرن بطريقة غير مشروعة. وبغية التصدي لهذه المشكلة، يستخدم مشروع ريزوتوب الذي تديره جامعة ويتواترسراند الإشعاعات لدعم جهود الصون والإنفاذ.

وبعد عامين من الاختبارات الأولية، أنشئ مشروع ريزوتوب في عام 2021 بهدف وسم قرون وحيد القرن بمواد مشعة. ويتيح ذلك الكشف عن القرون باستخدام أجهزة الرصد الإشعاعي البوابية التي باتت متوافرة في المعابر الحدودية والموانئ والمطارات في جميع أنحاء العالم. وأصبح من الممكن اليوم الاستفادة من هذه الأجهزة، التي تُستخدم عادةً للكشف عن المواد النووية والمواد المشعة الأخرى، في سبيل مكافحة الجرائم ضد الأحياء البرية.

ويرتكز الدعم الذي تقدِّمه الوكالة في إطار مشروع ريزوتوب على دورها المحوري في تدعيم الإطار العالمي للأمن النووي. ومع مرور ملايين المركبات والأشخاص عبر المعابر الحدودية كل يوم، بات استخدام أجهزة الرصد الإشعاعي البوابية، التي يبلغ عددها 000 10 جهاز في العالم حسب التقديرات، وسيلة بالغة الأهمية في الكشف عن عمليات النقل غير المأذون بها للمواد النووية والمواد المشعة الأخرى عبر الحدود.

وقال المدير العام للوكالة رافائيل ماريانو غروسي: "يبرِز مشروع ريزوتوب الطرائق الجديدة التي يمكن بها استخدام العلوم النووية والبنية الأساسية للأمن النووي من أجل التصدي للتحديات العالمية". وأضاف: "تقدِّم الوكالة الدعم إلى البلدان لتعظيم فوائد العلوم النووية. وباستخدام البنية الأساسية القائمة الخاصة بالأمن النووي بطرائق مبتكرة، يمكننا المساعدة على حماية واحد من أنواع الحيوانات الأبرز والأكثر عرضةً للانقراض في العالم."

وفي فعالية أُقيمت اليوم في واتربرغ، بليمبوبو، على بعد نحو 250 كيلومتراً إلى الشمال من جوهانسبرغ، أعلنت جامعة ويتواترسراند نتائج عمليات تقييم الأمان الصارمة التي أُجريت خلال المرحلة التجريبية من المشروع. وفي حزيران/يونيه من العام الماضي، زُرعت نظائر مشعة في 20 من وحيد القرن. وأجرت جامعة غنت في بلجيكا فحوصاً بيطرية وسيتولوجية لمراقبة صحة 15 من حيوانات وحيد القرن التي زُرعت نظائر مشعة في قرونها، كما أجرت مقارنة مع خمسة حيوانات لم توسَم بالنظائر المشعة. وأثبتت نتائج الاختبارات أن الأسلوب المتَّبع غير باضع ولا يشكل خطراً على صحة وحيد القرن.

وقال جيمز لاركن، مدير وحدة الإشعاعات والفيزياء الصحية في جامعة ويتواترسراند: "يستند المشروع إلى تعاون دولي بين أفراد تفكيرهم واحد يحاولون إحداث فرق حقيقي لمعالجة أزمة الصيد غير المشروع التي نشهدها اليوم". وتابع قائلاً: "لقد بدأنا عملنا بطرح السؤال التالي: ماذا لو كان من شأن الإشعاعات أن تكون أداة حماية غير مضرة تتيح تحويل قرون وحيد القرن إلى واسمات يمكن تتبُّعها لوقف عمل ممارسي الصيد غير المشروع قبل أن يبدأوا الاتجار بالقرون؟ وبعد عامين من النمذجة الرقمية، واختبارات الأمان، وعمليات المحاكاة الخاصة بالكشف، أصبحنا جاهزين لتطبيق حل يمكن أن يحد فعلاً من الصيد غير المشروع لوحيد القرن".

وفضلاً عن ذلك، سيفسح نجاح المشروع المجال لتطبيق هذا الحل في المستقبل من أجل حماية أنواع أخرى مهددة بالانقراض.

وأضاف لاركن: "يمكن تكييف المنهجية المتَّبعة لحماية أنواع أخرى من الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الفيلة أو البنغول."

وتقدِّم الوكالة الدعم التقني والمالي لمشروع ريزوتوب في إطار مشروعها البحثي المنسق المعنون تيسير التجارة المأمونة والآمنة باستخدام تكنولوجيا الكشف النووي — الكشف عن المواد المشعة والنووية المهرَّبة وغيرها من المواد المهرَّبة. وفي سياق المشروع، تدعم الوكالة البلدان أيضاً في جهودها الرامية إلى تحسين الكشف عن الإشعاعات إلى أقصى حد باستخدام أداتها المخصصة لتقدير الكميات الدنيا القابلة للكشف ومستويات إطلاق الإنذار، مما يتيح الكشف عن قرون وحيد القرن الموسومة بنظائر مشعة.

وقالت إيلينا بوغلوفا، مديرة شعبة الأمن النووي في الوكالة: "يستخدم مشروع ريزوتوب كل الإمكانات التي توفرها شبكة الأمن النووي العالمية". وأضافت: "يمكن الاستفادة من البنية الأساسية للأمن النووي المخصصة للكشف عن تهريب المواد النووية والمواد المشعة الأخرى في العديد من بلدان العالم من أجل الكشف عن الاتجار غير المشروع بقرون وحيد القرن وأي مواد أخرى يمكن أن تُهرَّب معها. ويقدِّم الالتزام بالأمن النووي فوائد عديدة."

ستُتاح مقاطع الفيديو B-roll والصور هنا.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية