You are here

تعزيز إنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية باستخدام السيكلوترون

,

سيكلوترون عامل في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث (الصورة من: الدكتور إبراهيم الجماز، رئيس قسم السيكلوترون والصيدلانيات المشعة في مركز الأبحاث التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي، في الرياض، المملكة العربية السعودية)

 

السيكلوترون هو أحد العناصر الأساسية للطب النووي وهو يؤدي دوراً محوريًّا في القطاع الصحي. والسيكلوترون هو مُعجل جسيمات لإنتاج النظائر المشعة للأدوية الطبية المعروفة أيضاً بالمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية. وتُعتبر المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية مهمة في تشخيص مرض السرطان وعلاجه بالإضافة إلى أمراض الدماغ والقلب.

وقد أثَّر السيكلوترون بشكل كبير على الوطن العربي الذي يوجد به حاليًّا 39 معجلاً عاملاً. وقد أثبت استخدام هذه الآلة بأن المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية المنتَجة لا يقتصر استخدامها على بلد الإنتاج فحسب بل تشمل المنطقة بأكملها.

وفي الوقت الحالي، هناك أكثر من 1200 سيكلوترون عاملاً في العالم، وهي تنتج النويدات المشعة وتُعزِّز وجود الطِّب النووي، وهي بذلك تسهِّل الحصول على تشخيص أفضل وأكثر فعالية.

وقال أمير جليليان، الكيميائي المتخصِّص في النظائر المشعة والمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية لدى الوكالة: "غيَّر السيكلوترون مسار المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية على مدى السنوات الثلاثين الماضية". وعلى عكس مفاعلات البحوث التي كانت تنتج النظائر المشعة أيضاً، لا يستخدم السيكلوترون المواد المُشعة، ويَسُهل تركيبه وتشغيله في المستشفيات.

وعلى الصعيد العالمي، يُنتَج ما بين 10 و12 في المائة من المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية باستخدام السيكلوترون، ويزداد الطلب على السيكلوترون بسبب استخدام المزيد من النويدات المشعة التي ينتجها في البحوث التي تتعلق بمجموعة من الأمراض المزمنة مثل السرطان وباركنسون والزهايمر والأرق، بالإضافة إلى تشخيصها وعلاجها.

وشارك جليليان في كتابة تقرير نشرته الوكالة مؤخراً بعنوان "إنتاج النويدات المشعة باستخدام السيكلوترون"، وهو يسرد مجموعة متنوعة من النويدات المشعة التي يمكن إنتاجها باستخدام السيكلوترون. وأُضيف هذا التقرير إلى قاعدة بيانات الوكالة حول استخدام السيكلوترون لإنتاج النويدات المُشعة، والتي هي بمثابة دليل يلجأ إليه واضعو السياسات والباحثون والشركات والطلاب بالإضافة إلى الخبراء التقنيين، بهدف الحصول على نظرة عامة عن أنواع النويدات المُشعة التي يمكن أن تنتجها هذه الآلات ومدى فائدتها في الطب النووي ورعاية المرضى وعلاجهم.

الاستخدامات المتعددة للسيكلوترون

غالباً ما تُستخدم النظائر المُشعة في المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية وهي تُظهر صوراً للأعضاء أو الأنسجة، لاكتشاف الأمراض والمساعدة في تحديد حجم الأورام أو تقلصها.

وأكثر النظائر المشعة السائدة التي تُنتَج من خلال السيكلوترونات هي تلك التي لها عمر قصير نصفي، مما يعني أنها تفقد الكثير من نشاطها الإشعاعي في غضون ساعات قليلة وبالتالي فهي غير مناسبة لفترات التتبُّع الطويلة. وهي تشمل الفلور-18، والكربون-11، والأكسجين-15، والنتروجين-13 وتُستخدم في تقنية تصوير تسمى تقنية التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني وتُستخدم لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد للأعضاء أو الأنسجة المعنية في الجسم لتشخيص المرض. وعلى الصعيد العالمي، تُستخدم السيكلوترونات لإنتاج 95 في المائة من المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية المُستخدمة في التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني، وهي تشمل المستحضرات التي كان إنتاجها معقداً قبل استخدام السيكلوترونات.

وكان "مُولِّدُ الغاليوم" يُستخدم غالباً لإنتاج الغاليوم-68، ويمكن استخدامه لعام واحد فقط ويمكنه إنتاج عددٍ كافٍ من النويدات المُشعة لتشخيص أربعة إلى ستة مرضى يوميًّا فقط. وباستخدام السيكلوترون، يمكن إنتاج كمية من الغاليوم-68 تكفي لتشخيص 20 مريضاً يوميًّا وبتكلفة أقل. وتستخدم 10 مراكز على الأقل هذا النهج الآن في جميع أنحاء العالم. ويدعم المنشور المعنون "إنتاج الغاليوم-68 باستخدام السيكلوترون" الصادر عن الوكالة، بالتعاون مع أحد المشاريع البحثية المنسقة، تبادل الخبرات الدولية في مجال إنتاج الغاليوم-68 من خلال السيكلوترون.

وتعمل الوكالة أيضاً على صياغة مبادئ توجيهية لتعزيز وتقوية استخدام الزركونيوم-89، وهو أحد النظائر المُشعة التي تستخدمها تقنية التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني مع عمر نصفي طويل نسبيًّا يبلغ 3.3 أيام مقارنة بالعمر النصفي للفلور-18 الذي لا يدوم إلا لساعة واحدة و50 دقيقة. ويوفر العمر النصفي للزركونيوم-89 وقتاً كافيًّا لكي يستخدمه الخبراء الطبيون لمراقبة سلوك الجزيئات في الجسم عن كثب. ويُستخدم أيضاً في التجارب الإكلينيكية لرصد الأجسام المضادة عندما يخضع المريض لعلاج السرطان.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية