السيكلوترون هو أحد العناصر الأساسية للطب النووي وهو يؤدي دوراً محوريًّا في القطاع الصحي. والسيكلوترون هو مُعجل جسيمات لإنتاج النظائر المشعة للأدوية الطبية المعروفة أيضاً بالمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية. وتُعتبر المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية مهمة في تشخيص مرض السرطان وعلاجه بالإضافة إلى أمراض الدماغ والقلب.
وقد أثَّر السيكلوترون بشكل كبير على الوطن العربي الذي يوجد به حاليًّا 39 معجلاً عاملاً. وقد أثبت استخدام هذه الآلة بأن المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية المنتَجة لا يقتصر استخدامها على بلد الإنتاج فحسب بل تشمل المنطقة بأكملها.
وفي الوقت الحالي، هناك أكثر من 1200 سيكلوترون عاملاً في العالم، وهي تنتج النويدات المشعة وتُعزِّز وجود الطِّب النووي، وهي بذلك تسهِّل الحصول على تشخيص أفضل وأكثر فعالية.
وقال أمير جليليان، الكيميائي المتخصِّص في النظائر المشعة والمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية لدى الوكالة: "غيَّر السيكلوترون مسار المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية على مدى السنوات الثلاثين الماضية". وعلى عكس مفاعلات البحوث التي كانت تنتج النظائر المشعة أيضاً، لا يستخدم السيكلوترون المواد المُشعة، ويَسُهل تركيبه وتشغيله في المستشفيات.
وعلى الصعيد العالمي، يُنتَج ما بين 10 و12 في المائة من المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية باستخدام السيكلوترون، ويزداد الطلب على السيكلوترون بسبب استخدام المزيد من النويدات المشعة التي ينتجها في البحوث التي تتعلق بمجموعة من الأمراض المزمنة مثل السرطان وباركنسون والزهايمر والأرق، بالإضافة إلى تشخيصها وعلاجها.
وشارك جليليان في كتابة تقرير نشرته الوكالة مؤخراً بعنوان "إنتاج النويدات المشعة باستخدام السيكلوترون"، وهو يسرد مجموعة متنوعة من النويدات المشعة التي يمكن إنتاجها باستخدام السيكلوترون. وأُضيف هذا التقرير إلى قاعدة بيانات الوكالة حول استخدام السيكلوترون لإنتاج النويدات المُشعة، والتي هي بمثابة دليل يلجأ إليه واضعو السياسات والباحثون والشركات والطلاب بالإضافة إلى الخبراء التقنيين، بهدف الحصول على نظرة عامة عن أنواع النويدات المُشعة التي يمكن أن تنتجها هذه الآلات ومدى فائدتها في الطب النووي ورعاية المرضى وعلاجهم.