دُشّن في زغرب مرفقُ للحُزم الأيونيّة المزدوجة يمكّن من دمج حُزْمَتين أيونيَّتين من معجِّلات مختلفة على نحو متزامن، الأمر الذي يعزّز بحوث الاندماج النووي في كرواتيا ويوسّع الإمدادات العالمية من المرافق التي لديها مثل هذه القدرات الفائقة. ومرفق المصادر الأيونية والحُزم المزدوجة He Ion Source & DiFU Dual-Beam Facility التابع لمعهد رودر بوكوفيتش، والذي تمّ تركيبه بدعم من الوكالة، سيساعد العلماء على اختبار وتطوير موادّ هيكليّة جديدة لا غنى عنها حتى تصبح طاقة الاندماج حقيقةً واقعةً. وثمة قلة قليلة من المرافق المماثلة لهذا المرفق في جميع أنحاء العالم.
ويعمل باحثو ومهندسو الاندماج النووي على تطوير طُرق لتسخير الطاقة الناتجة عن اندماج النوى الخفيفة، وهي عملية مماثلة لإنتاج النجوم للطاقة. ويبشّر ذلك بطاقة وفيرة ومأمونة وخالية من الكربون.
غير أن التفاعلات الاندماجية تولّد نيوترونات نشطة للغاية وجُسيمات ألفا والتي، بعدَ مرور بعض الوقت من التعرُّض، يمكن أن تلحقَ الضَّرر بجدران المفاعل. ويمكن لتكنولوجيا الحُزم الأيونية، مثل مرفق الحُزم المزدوجة في كرواتيا، محاكاة هذه الظروف القاسية والإسهام في تطوير مواد جديدة متينة بما يكفي للحفاظ عليها.
وقال ميلكو جاسيتش، كبير العلماء في مختبر تفاعلات الحُزم الأيونية التابع لمعهد رودر بوكوفيتش: "تركيب المصدر الأيوني He في المعجِّل الترادفي الأصغر حجماً بقُدرة ١.٠ ميغافولت كان العنصر المفقود الأخير في مرفق معجِّلات معهد رودر بوكوفيتش، وهو الآن قادر على إجراء المحاكاة الأكثر واقعيةً لبيئة الاندماج النووي". "وسيمكّن هذا الاستثمار أيضاً من زيادة استخدام تقنيات تحليل الحُزم الأيونيّة لمجموعة واسعة من التطبيقات الأخرى."
وقال داناس ريدكاس، رئيس قسم الفيزياء في الوكالة: "سيتيح ذلك للباحثين والمهندسين اختبار فيما إذا كانت الموادّ قوية بما يكفي لاحتواء تفاعل الاندماج، من بين أمور أخرى". "وهذا المرفق بمثابة خبر سارّ بالنسبة لأوروبا والدول الأعضاء في الوكالة في مناطق أخرى أيضاً."
ويعمل معهد رودر بوكوفيتش مع الوكالة من خلال اتفاق تعاون تمَّ التوقيع عليه في عام ١٩٩٧. وقد زوّدت الوكالة المعهدَ بالمعدّات وساعدته من خلال بناء القدرات. وأطلقت الوكالة مؤخراً مشروعاً بحثياً منسّقاً جديداً لتيسير إجراء التجارب في مرافق الحُزم الأيونية في أنحاء العالم. ويمكن للعلماء المهتمين من الدول الأخرى الأعضاء في الوكالة الاستفادة من المعهد، بما في ذلك مرفق الحُزم الأيونية المزدوجة الجديد.