أشادَ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية السيد يوكيا أمانو بالجهود التي تبذلها باكستان لزيادة الأمان والأمن النوويين في الوقت الذي تعمل فيه البلاد على زيادة قدراتها النووية إلى ثلاث أضعاف. وتمّ إطلاع السيد أمانو أيضاً على استخدام التكنولوجيا النووية في مجال الرعاية الصحية والزراعة. وكان السيد أمانو في زيارة إلى باكستان في الفترة بين ١٢-١٤ مارس.
وفي كراتشي، وفي موقع محطة كراتشي للقوى النووية، شاهد السيد أمانو الأعمال الجارية لتشييد مفاعِلَيْن جديدين، ورأى تدابير الحماية المادية التي تم تنفيذها. والمفاعلان، اللذان من المقرَّر استكمالهما في عامَي ٢٠٢١ و٢٠٢٢، ستزيد قدرتهما المشتركة على ٢٠٠٠ ميغاواط من الكهرباء، أيّ قرابة ١٠% من إجمالي ما يتمّ توليده في البلاد.
وأشاد رئيس الوزراء شهيد خاقان عباسي، خلال لقائه السيد أمانو، بالوكالة لما تقدّمه من دعم إلى باكستان في استخدام التطبيقات النووية السلمية. وقال رئيس الوزراء إنّ باكستان "مستعدة لزيادة تعزيز شراكتها مع الوكالة والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم".
وأعربَ السيد أمانو عن تقديره لتعاون باكستان مع الوكالة ومساهمتها النشطة في جهود الوكالة لبناء القدرات في بلدان أخرى في المنطقة من خلال توفير الخبراء واستضافة الدورات التدريبية.
وفي إسلام أباد، استمع السيد أمانو إلى رئيس هيئة الطاقة الذرية الباكستانية السيد محمد نعيم الذي تحدّث عن دور الهيئة في الإشراف على الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا النووية السلمية لتحقيق الأهداف الإنمائية للبلاد.
وأُحيط السيد أمانو علماً، خلال اجتماعاته في الهيئة الرقابية النووية الباكستانية وهيئة الطاقة الذرية الباكستانية، بالخطوات التي تتخذها باكستان لزيادة تعزيز الأمان النووي. وتعمل الهيئة الرقابية وهيئة الطاقة المذكورتان جنباً إلى جنب، حيث تتولى الهيئة الرقابية دوراً رئيسياً يشمل إرساء ثقافة أمان راسخة في المرافق النووية.
وأطلقت الوكالة هذا العام مشروعاً مدته أربعة أعوام للمساعدة على الجمع بين المؤسسات الرئيسية في باكستان للعمل بشكل أوثق فيما يتعلق بالتشغيل المأمون والموثوق والمستدام لمحطات القوى النووية.
تدشين جناح جديد للعلاج الإشعاعي للأورام
حضر السيد أمانو افتتاح المؤتمر الدولي المعني بأوجه التقدُّم المحرَز في العلاج الإشعاعي للأورام الذي نظّمه معهد الطب النووي وعلم الأورام والعلاج الإشعاعي، حيث افتتح جناحاً جديداً للعلاج الإشعاعي للأورام.
وسلّط السيد أمانو الضوء على المساعدة المقدَّمة من الوكالة لتعزيز مستشفيات السرطان في البلدان النامية حتى يتسنّى لها تقديم العلاج للمرضى وفق المعايير الدولية.
وقدّم السيد أمانو لمحة عامة عن دعم الوكالة في شراء معدات العلاج الإشعاعي، وتدريب الموظفين الطبيين، ورفع مستوى مراكز العلاج الإشعاعي. وأشار إلى أهمية تدابير الأمان الفعالة لحماية المرضى والموظفين من التعرُّض للإشعاعات.
سلامة الأغذية: مختبر جديد
في فيصل أباد، افتتح السيد أمانو مختبر سلامة الأغذية التابع للمعهد النووي للزراعة والبيولوجيا، ويستخدم هذا المعهد التقنيات النووية وتقنيات حديثة أخرى في الزراعة والبيولوجيا لمواجهة تحديات إنتاج المحاصيل والحفاظ عليها. وتمَّ أيضاً إطلاعه على عمل المعهد لتطوير سلالات جديدة من القطن والقمح والأرز ومحاصيل أخرى.
وساعدت الوكالة على إنشاء أول مختبر للمخلفات البيطرية في باكستان، والذي يُجري حالياً اختبارات سلامة الأغذية وفق المعايير الدولية. وقال السيد أمانو: "يمكن للمختبر الجديد أن يختبر اللحوم والمنتجات الغذائية الأخرى وأن يشهد على أنها لا تحتوي مخلفات عقاقير بيطرية تتجاوز حدود السلامة".
وفي السنة الماضية نال مختبر المخلفات البيطرية اعتماد المنظمة الدولية لتوحيد المقاييس. ومن المرجَّح أن يؤدي ذلك إلى تعزيز صادرات البلاد من اللحوم، وقد يكون ذلك مهماً لاقتصاد البلاد حيث يستحوذ قطاع الثروة الحيوانية على نسبة ١٢ بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في باكستان.
التطبيقات السلمية للطاقة النووية
وألقى السيد أمانو، في اليوم الأخير من زيارته، في كراتشي، الكلمة الرئيسية خلال حلقة دراسية بعنوان "الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وباكستان - التكنولوجيا النووية لأغراض التنمية المستدامة". وأبرز في كلمته أهمية نقل التكنولوجيا النووية إلى العالم النامي كأحد أهم مجالات عمل الوكالة.
وقال: "تسهم الوكالة إسهاماً مباشراً في تحقيق تسعة من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر". وأضاف قائلاً: "ونحن نركّز على نقل المعارف والخبرات. ويساعد التدريب التقني عالي الجودة بلدان العالم على بناء خبرتها الخاصة حتى تتمكّن من تدريب أجيال المستقبل من الأخصائيين النوويين. "
"ونحن المنظمة الدولية الريادية في بعض المجالات، مثل الطاقة النووية والأمان والأمن النوويين. ونقوم في مجالات أخرى، مثل الصحة البشرية والأغذية والزراعة، بدور داعمٍ، غير أنه دور فعّال إلى حد بعيد. وهدفنا، على الدوام، هو تحقيق نتائج ملموسة".