بات تشخيص الأمراض غير المعدية، بما في ذلك السرطان، وعلاجها، على نحو دقيق وناجز، قضيةً عالمية. لكن في بعض الدول العربية في آسيا، أدى النقص الكبير في البنية الأساسية والقدرات في مجال رعاية مرضى السرطان إلى تضييق فرص الحصول على العلاج بالطب النووي والعلاج الإشعاعي المنقذين للحياة. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تنوء الدول العربية بنسبة تبلغ 11% من حالات الإصابة بالسرطان على مستوى العالم، ومن المتوقع أن تشهد زيادة بنسبة 270% في معدلات الإصابة بالسرطان بين عامي 2003 و2030.
ولكن في السنوات العشرين الماضية، تحسنت إمكانية الحصول على الرعاية الصحية لمرضى السرطان تحسنا كبيرا، حيث نفذت الوكالة، بالتعاون الوثيق مع المؤسسات الشريكة، سلسلة متواصلة من المشاريع لسد الثغرات في عدم المساواة في مجال الحصول على الرعاية الخاصة بأمراض السرطان في المنطقة. واليوم، أصبح لدى 80% من بلدان المنطقة سياسات وطنية لمكافحة السرطان، ومنذ عام 2015، ارتفع عدد عيادات علاج الأورام في البلدان العربية بنسبة 12%، ويعزى ذلك جزئياً إلى تنامي القدرات التقنية.
وفي إطار الاتفاق التعاوني للدول العربية الواقعة في آسيا للبحث والتنمية والتدريب في مجال العلم والتكنولوجيا النوويين، المعروف باسم عراسيا، وهو اتفاق بين الدول العربية العشر تولت الوكالة تيسيره، من المزمع أن تقوم البلدان الناطقة بالعربية بزيادة تعاونها في هذا المجال بموجب خمس مذكرات تفاهم وُقِّعت الشهر الماضي. ويعد التوقيع المتزامن على مذكرات التفاهم حدثاً هو الأول من نوعه لبلدان عراسيا، وهو يتيح للبلدان العربية الأكثر تقدما من الناحية التقنية تقديم الدعم لجيرانها في مجالات الطب النووي، ومعايرة الأجهزة، وفي قياس الجرعات وضمان الأمان من الإشعاع المؤين.