You are here

اليوم الدولي للمرأة: عالِمات تركن بصمات واضحة في مسيرة الوكالة

,
,

فريق عمل في أحد مختبرات الكيمياء بالمعهد النووي الكولومبي في بوغوتا، يناقش الطرق الكيميائية الإشعاعية لعزل المُمَاكِب النووي مع سونيا ناصيف، أوّل امرأة عملت كخبيرة في الوكالة. وقد طُبِّق بنجاح برنامج العمل على عزل المُمَاكِب النووي عبر استخدام مركب عضوي وسيط. (الصورة من: أرشيف الوكالة/F0019-015، وAGRACOL)

يقوم مجال العلوم على التعاون ويزخر بتنوع الخبرات والمقاربات وتعدّدها. بيد أنّ الفجوة بين الجنسين لا تزال قائمة: ففي البلادِ العربية تمثِّلُ النساء ٤١ بالمئة من العلماء والباحثين. ولهذا السبب تحتاج العديدُ من المجالات العلمية والبحثية إلى استقطاب المزيد من النساء؛ والمجال النووي ليسَ باستثناءٍ.

لطالما ظلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في موقعٍ ممتازٍ لمدِّ يد العون، وإتاحة الفرص لتيسير الولوج لدراسة العلوم النووية، للنساء والرجال، وللتدريب والعمل في هذا المجال، عبر تقديم المنح الدراسية والدورات التدريبية والزيارات العلمية. ويشكل اليوم الدولي للمرأة  الفرصة المثالية لتسليط الضوء على مبادراتٍ ما فتئت تدعم عمل المرأة في المجال النووي في الماضي والحاضر والمستقبل.

نساء الأمس

أثناء بحث دعمته الوكالة، حلّلت مساعدة بحوث، في قسم الزولوجيا في جامعة نيروبي في كينيا، تركيب البروتين عبر مكثاف لاستقصاء العوامل الموجودة في دم الحشرات وأمعائها والغدد اللعابية التي تتحكّم في تطوّر الطفيل المسؤول عن مرض النوم في العام ١٩٧٤. (الصورة من: أرشيف الوكالة/E0054-018.)

لقد سعت الوكالة، منذ إنشائها في العام ١٩٥٧، إلى دعم الشابّات والنساء المنخرطات في دراسة العلوم وإلى تحفيز ارتقائهنّ إلى المواقع القيادية في هذا المجال . فمن خلال برنامج الوكالة للتعاون التقني، قُدِّمت ٥٥٠٠٠  منحة دراسية في مجالات عديدة تتراوح ما بين الهندسة النووية إلى الكيمياء الإشعاعيّة. وتهدف هذه المنح إلى تنمية قدرات المهنيين الشباب وصقل مهاراتهم ليعودوا عقب ذلك إلى بلدانهم الأمّ فيسهموا في تعزيز قدرات المؤسسات النووية الوطنية القائمة.

وعلى مدار السنوات، شكّلت النساء ٢٣ بالمئة من الحائزين على المنح الدراسية. ومن أوائل النساء اللاتي تلّقين المنح في العام ١٩٥٩ سالاج داباباندانا من تايلند، وماريا إيلينا فوكوغوشي دي سانتياغو من المكسيك.

وتدأب الوكالة على العمل لرفع هذه النسبة وتحقيق التكافؤ والمساواة. وقال مدير قسم التعاون التقني في الوكالة مارتن كراوس: "سنبذل قصارى جهدنا لزيادة عدد النساء الحائزات على المنح، ونعوّل أيضاً على دعم الدول الأعضاء لتسمية مرشحّات للمشاركة في البرامج المصمَّمة. فبالعمل سوياً نستطيع أن نحدث فرقاً."

وبات واضحاً أنَ معظم النساء الحائزات على المنح الدراسيَّة التي تقدمها الوكالة يتّجهنَ بشكلٍ شائعٍ إلى دراسة تطبيقات النظائر والإشعاع في مجال الأغذية والزراعة، بنسبة تصل إلى نحو ٢٥ بالمئة في الفترة من ١٩٥٩ حتى ٢٠١٧، يليه مجال الطب الإشعاعي والصحة البشرية، ومن ثمَّ يأتي مجال الأمان والأمن النوويين.

أمّا أول امرأة عيَّنتها الوكالة كخبيرة فاسمها سونيا ناصيف، من الأرجنتين، ودرًّبت فريقاً من العلماء الشباب على استخدام تقنيات النظائر المشعّة في العام ١٩٦١. ومنذئذٍ وظّفت الوكالة العديد من النساء كمحاضرات وخبيرات في التعاون التقني. ومن هؤلاء روزالين سوسمان يالو، الحائزة على جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء سنة ١٩٧٧ بالمناصفة وذلك لتطوير تقنية المقايسة المناعية الشعاعية. ومنذ أوائل السبعينيّات، ظلت يالو ملتزمة بتنفيذ أنشطة في الوكالة مثل تقديم المساعدة في مهمّة التطبيق الطبّي للنظائر المشعّة.

نساء الغدّ

في إطار برنامج المنح الدراسية التي تقدمها الوكالة، تقوم أنيلي سالو من فنلندا بعزل الإيتريوم 90 في عينة حليب في مختبر الوكالة لتحليل النشاط الإشعاعي البيئي في زايبرسدورف، بالنمسا، في شهر شباط/فبراير في العام ١٩٦٢. (الصورة من: أرشيف الوكالة/E0001-021.)

ما انفكت  الوكالة تعمل على تشجيع المرأة في المجال النووي وتحفيز الأجيال القادمة على اغتنام الفرص التعليمية والمهنيّة المتاحة في مجالات العلوم والتكنولوجيا عبر مجموعة واسعة من الأنشطة.

وإذْ تدأبُ الوكالة على توظيف قوة عاملة أكثر شمولاً، وتهيئة مناخ عمل يستطيع فيه الرجال والنساء تحقيق الازدهار والمشاركة على قدم المساواة، فإنها تُعنى أيضاً بتسليط الضوء على مسيرة العالمات اللاتي نلن قصب السبق بالعمل فيها. والوكالة ملتزمة أيضاً بتحقيق التكافؤ بين الجنسين – أي ٥٠ بالمئة من النساء و٥٠ بالمئة من الرجال – على جميع الفئات الفنية والفئات العليا بحلول العام ٢٠٢٥.

وفي العام ٢٠٢٠، اعتمدت الوكالة تدابير لتحقيق تمثيل أكثر إنصافاً للنساء في جميع الأقسام ولتشجيع النساء للتقديم للمناصب الشاغرة في الوكالة. وساهمت الجهود المبذولة في زيادة فرص العمل الموجّهة للنساء وقبولهنّ بها بنسبة ٥٨ بالمئة، وذلك ضمن الفئة الفنية والفئات العليا، بما فيها الوظائف في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. للاطلاع على الوظائف الشاغرة في الوكالة، انظر هنا.

ولدعم الأجيال الصاعدة من العالمات والباحثات في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية، أطلقت الوكالة برنامج المنح الدراسية ماري سكلودوفسكا كوري في العام ٢٠٢٠. وقدّ تمَّ بالفعل اختيار أوّل مئة طالبة من جميع أنحاء العالم وقُدِّمت لهن المنح الدراسية سعياً لسدّ الفجوة بين الجنسين في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية