You are here

المدير العام يزور سوريا من أجل توطيد التعاون في مجالات الضمانات، ورعاية مرضى السرطان، والأمن الغذائي

,

المدير العام للوكالة، السيد رافائيل ماريانو غروسي، أثناء لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق في 4 حزيران/يونيه 2025. (الصورة من: د. كاندانو/الوكالة)

 

زار المدير العام للوكالة سوريا الأسبوع الماضي من أجل توضيح المسائل المتبقية المتعلقة بالضمانات ولدعم البلد في استخدام العلوم والتكنولوجيا النووية في مجال الصحة البشرية — ولا سيما مكافحة السرطان — وفي مجال الأغذية والزراعة.

والتقى السيد غروسي بالرئيس أحمد الشرع في دمشق في 4 حزيران/يونيه وأقر "بشجاعته في التعاون بشفافية تامة من أجل إغلاق فصل من ماضي سوريا كانت فيه الموارد اللازمة لتنمية البلد تُحوَّل عن هذا المسار."

وأضاف السيد غروسي قائلاً: "مع وجود حكومة جديدة ملتزمة بالتعاون مع المجتمع الدولي، أمامنا الآن فرصة لتسوية المسائل العالقة."

وأتاح الرئيس الشرع إمكانية "الوصول فوراً وبلا قيود" إلى المواقع ذات الصلة بعمليات التفتيش، وأكَّد المدير العام أنَّ أفرقة الوكالة أجرت أنشطة تحقق خلال زيارته هذه.

كما أعلن السيد غروسي، في اجتماعه مع الرئيس السوري، عن برنامج شامل لدعم البلد بتوفير المعدات الطبية والتدريب للمستشفيات، فضلا عن تقديم المساعدة في الزراعة وإدارة المياه. كما بحث الطرفان إمكانية استخدام القوى النووية في سوريا.

التقى السيد غروسي أيضا، خلال هذه الزيارة، بوزير الخارجية والمغتربين، السيد أسعد الشيباني، ووقَّع معه مذكرة تفاهم لتوطيد التعاون في مجالي الأمن الغذائي ومكافحة السرطان. وستدعم الوكالة سوريا بتوفير المعدات الطبية والتدريب للمستشفيات، وكذلك بتقديم المساعدة في مجال الأغذية والزراعة لتحسين سلامة الأغذية وأمنها.

النهوض برعاية مرضى السرطان

تكشف التشخيصات أنَّ أكثر من 1400 امرأة يُصَبْن سنوياً في سوريا بسرطان الجهاز التناسلي. وبالنسبة للكثير منهن، فإنَّ الحصول على شكل متخصص من العلاج الإشعاعي الداخلي، الذي يُعرف بالتشعيع الداخلي، يمكن أن يعزِّز إلى حد كبير فرصهن في البقاء على قيد الحياة.

ولمساعدة هؤلاء النساء على تلقي العلاج الذي يحتجن إليه، تعمل الوكالة، من خلال مبادرتها "أشعة الأمل"، مع طواقم طبية محلية لبناء أول جناح للتشعيع الداخلي مجهَّز تجهيزاً كاملاً في سوريا في مستشفى البيروني في دمشق. وأضحى بناء هذا الجناح المنقذ للحياة أمراً ممكناً بفضل دعم مالي من حكومة إيطاليا.

وقال السيد غروسي: "إننا ندعم إعادة بناء خدمات العلاج الإشعاعي والطب النووي والتصوير الإشعاعي في سوريا. وإننا نوفِّر معدات مثل أجهزة التصوير المقطعي الحاسوبي، وآلات التشعيع الداخلي لعلاج أنواع السرطان التي تصيب النساء، وغير ذلك من الأدوات غير المتوفرة حاليا في البلد، وسنعمل على تدريب العاملين في هذا المجال في الموقع على استخدامها."

مبادرة تسخير الذرة من أجل الغذاء (مبادرة Atoms4Food)

من خلال التعاون في إطار مبادرة Atoms4Food، ستعمل الوكالة وسوريا معاً على تعزيز الأمن الغذائي لسكان البلد باستخدام التطبيقات النووية والنظيرية من أجل تحسين الممارسات الزراعية.

وقال السيد غروسي: "إنَّ للأمن الغذائي، بطبيعة الحال، أهمية كبرى بالنسبة لسوريا، والوكالة في وضع جيد يمكِّنها من تقديم المساعدة في هذا المجال. وتستطيع التقنيات النووية أن تحدث فرقاً كبيراً في مجالات مثل تحسين إنتاجية المحاصيل أو إدارة المياه أو تعقيم الحشرات أو مكافحة الآفات. ونحن نُطبِّق هذه التقنيات في جميع أنحاء العالم، وها نحن نفتح الآن فصلاً جديداً أمام سوريا وشعبها."

 

التعاون التقني وبناء القدرات

في وقت سابق من هذا العام، سافرت بعثة خبراء تابعة للوكالة إلى سوريا وأجرت تقييمات للحالة الراهنة لمختبر المعايير الثانوية لقياس الجرعات في سوريا التابع لهيئة الطاقة الذرية السورية، وقدَّمت البعثة توصيات لتعزيز الأمان الإشعاعي في البلد. 

كما تم تقييم الخدمات الوطنية لتقديم العلاج الإشعاعي، وقُدِّمت إسهامات تقنية لتعزيز الممارسات الإكلينيكية. وعقدت الوكالة وخبراء دوليون في دمشق سلسلة من الدورات التدريبية التقنية وحلقات العمل العملية بشأن تقنيات العلاج الإشعاعي المتقدمة من خلال برنامج الوكالة للتعاون التقني.

ستواصل الوكالة دعم بناء القدرات من خلال تقديم دورات تدريبية إكلينيكية للعاملين المحليين من أخصائيي الأورام والفيزيائيين الطبيين وأخصائيي تكنولوجيا العلاج الإشعاعي بانتظار وصول آلة التشعيع الداخلي إلى مستشفى البيروني.

وما فتئت الوكالة تقدم الدعم إلى سوريا، بما في ذلك المعدات الطبية مثل الأجهزة المحمولة والمتنقلة للتصوير بالأشعة السينية، وأجهزة الاختبارات غير المتلفة، والوحدات المحمولة للتصوير بالموجات فوق الصوتية في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب البلد في شباط/فبراير 2023. 

ولقد كانت بعثة السيد غروسي إلى سوريا الأسبوع الماضي ممكنة بفضل الدعم اللوجستي الذي قدمته الحكومة الإيطالية.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية