الأطباء التنزانيون قادرون الآن على تقديم علاج إشعاعي أكثر دقة لمرضى السرطان مع أضرار أقل للأنسجة السليمة. وبعد التدريب والدعم من الوكالة في تخطيط العلاج الإشعاعي الثلاثي الأبعاد، ستتاح المرضى إمكانية الحصول على رعاية أكثر فعالية وأكثر أماناً لمرضى السرطان.
"أن تكون دقيقاً قدر الإمكان عند تشعيع الورم أمر ضروري. ولدينا الآن المهارات اللازمة من أجل فهم أكمل لمدى الورم والتخطيط في نهاية المطاف لعلاج أفضل وأكثر دقة لمرضانا،" كما قال مارك مسيتي، أخصائي علاج الأورام الإشعاعي بمعهد أوشان رود للسرطان في العاصمة دار السلام، الذي يتلقى دعماً تقنياً ومعدات من خلال الوكالة . وقد شارك في تدريب للوكالة مؤخراً على التخطيط الثلاثي الأبعاد لتحديد الحجم المستهدف ورسم محيط الأورام لأغراض العلاج الإشعاعي (أنظر مربع العلوم). وهذا جزء من تحول تنزانيا من خدمات تخطيط العلاج الإشعاعي الثنائي الأبعاد إلى التخطيط الثلاثي الأبعاد الذي سيتم تنفيذه لاحقاً هذا العام بعد افتتاح أول مرفق في البلد مجهز بأدوات التخطيط الثلاثي الأبعاد.
"مفهوم تحديد الحجم المستهدف ورسم محيط الأورام غرضه التأكد من أن الإشعاع الذي نستعمله يركز على المرض وليس على الأنسجة السليمة"، كما أوضح مسيتي. "وإذا كنت تستطيع الحصول على دقة في رسم، أو تحديد محيط، الورم، سيكون لديك احتمال أعلى للاستهداف والحصول على غايات العلاج، مع تجنب أكبر قدر من الأنسجة الطبيعية السليمة حسبما يمكنك."
والسرطان هو انقسام خلايا غير طبيعية في الجسم بشكل غير خاضع للرقابة، ويمكن أن يُستخدَم الإشعاع لوقف ذلك الانقسام. ويمكن لجرعات محددة من الإشعاع أن تتلف الخلايا بشكل لا يمكن إصلاحه، مما يؤدى إلى وقف انقسامها وموتها. وهذا يجعل الإشعاع فعالاً لإدارة وعلاج السرطان. ومع ذلك، إذا كان الإشعاع مستهدفاً بشكل غير دقيق أو غير صحيح أو تم تنفيذه بمستوى الجرعة الخاطئ، يمكن أن تتلف الخلايا السليمة للمريض دون داعٍ، أو ربما يتم القضاء جزئياً فقط على الخلايا السرطانية، وتُترَك خلايا سرطانية أخرى لتواصل الانقسام. وهذا قد يعرِّض المريض لخطر حدوث مضاعفات صحية على المدى القصير أو الطويل.
وتدعم الوكالة الدول الأعضاء فيها، مثل تنزانيا، في العمل على الحد من عبء الأمراض غير المُعدية مثل السرطان. وتحقيقاً لهذه الغاية، تقدم الوكالة التدريب، وتنسق البحوث، وتوفر المعدات والخبرة التقنية وتستضيف العلميين الحاصلين على منح دراسية، من بين خدمات أخرى. ومثل تنزانيا، فإن بلداناً عديدة منخفضة ومتوسطة الدخل تبدأ فقط أو تخطط للبدء في استخدام أدوات علاج السرطان الثلاثية الأبعاد.
أن تكون دقيقاً قدر الإمكان عند تشعيع الورم أمر ضروري. ولدينا الآن المهارات اللازمة من أجل فهم أكمل لمدى الورم والتخطيط في نهاية المطاف لعلاج أفضل وأكثر دقة لمرضانا.