قد يكون الإشعاع القليل جداً غير فعال، في حين أن الكثير جداً منه قد يكون ضاراً. ولذلك، يجب توخي أقصى درجات الحذر عند إعطاء جرعة الإشعاع. وتوفر الوكالة الدولية للطاقة الذرية خدمات معايرة ومراقبة الجرعات بالمراسلة، وتضع مدونات قواعد قياس الجرعات المنسقة دولياً والمبادئ التوجيهية للمستشفيات ومختبرات المعايرة في جميع أنحاء العالم.
تلقي الجرعة الصحيحة
ولتلقي الجرعة الصحيحة، فمن الأهمية بمكان أن تُعرف بدقة الجرعات الإشعاعية المرتبطة بأي ممارسة طبية، سواءً التشخيص أو العلاج. وينبغي أن يعزى قياس الجرعة إلى المعايير الدولية بحيث يكون مستوى الجرعة المحدد هو نفس المستوى في بلدان مختلفة.
استخدام قياس الجرعات الطبية للتشخيص والعلاج
قد يضطرُّ المرضى، في المستشفيات، إلى إجراء فحوص مختلفة، تشمل استخدام الإشعاع المؤين (الأشعة السينية أو أشعة غاما) لتقييم حالتهم الصحية. وستوفر هذه الفحوص صوراً تشخيصية تحتوي على المعلومات التشريحية التي يحتاجها الأطباء لصياغة التشخيص واتخاذ قرار بشأن علاج المريض.
وعندما يُشخص مريض بالسرطان، فغالباً ما ينطوي العلاج على استخدام الإشعاع المؤين، إما من خلال العلاج الإشعاعي أو الطب النووي. وفي العلاج الإشعاعي، يُستخدم الإشعاع المؤين لاستهداف الخلايا السرطانية وتدميرها داخل جسم المريض. أما في الطب النووي، فتُحقن نظائر الإشعاع السائلة (مولِّدةً الإشعاع المؤين) مباشرة في جسم الإنسان حيث تمر إلى العضو المستهدف. وهناك، يُطلق الإشعاع بشكل انتقائي داخل العضو المحتاج للعلاج. ويعتمد نجاح العلاج على استخدام الجرعة الصحيحة ومدى دقة استهداف الإشعاع المؤين للعضو.
وتضمن قياسات الجرعة الكافية والبرامج الشاملة لضمان الجودة أن يُعطي الفيزيائيون الطبيون الجرعات الصحيحة للمرضى – تلك الجرعات التي وصفها لهم أطباؤهم. وتؤيد الوكالة أنشطة الدول الأعضاء من خلال ضمان الاتساق الدولي في معايير قياس الجرعات وعن طريق رصد تنفيذ تلك المعايير ونشرها على المستعملين النهائيين. كما أنها تعزز البحث والتطوير في مجال تقنيات قياس الجرعات وتوفر التدريب للفيزيائيين الطبيين.
قياس الجرعة في الظروف غير الطبية
هناك حاجة أيضاً إلى قياسات الجرعات لرصد الأفراد الذين قد يتعرضون للإشعاع أثناء عملهم أو أفراد الجمهور. وفي حالات استثنائية مثل الحوادث النووية أو الإشعاعية، تكتسي تقييمات الجرعات نفس القدر من الأهمية. وفي مجال قياس جرعات الحماية من الإشعاع، لا تتسم متطلبات الدقة بنفس درجة الصرامة كما هو في مجال قياس الجرعات الطبية، غير أن التتبع الصحيح للقياسات بمستوى معين من عدم التيقن هو أيضاً عامل هام.