المرافق اللازمة لمواجهة السرطان
مراكز علاج السرطان هي مرافق لتوفير الرعاية لمرضى السرطان في المقام الأول، ولكنها تؤدي أيضاً دوراً أساسيًّا في إيجاد الأدلة على العلاجات الجديدة وتنفيذها من خلال البحوث والتعليم، وفي توفير الإرشادات بشأن جميع جوانب مكافحة السرطان داخل البلد الذي توجد فيه. وفي حين تتفاوت إمكانية الوصول إلى مراكز علاج السرطان تفاوتاً كبيراً حول العالم، فمن المسلَّم به أنَّ هذه المرافق تشكِّل جزءاً بالغ الأهمية من نظام الرعاية الصحية عند وضع استراتيجية لمكافحة السرطان.
وتقدم مراكز علاج السرطان الخدمات المتعلقة بمكافحة السرطان، بما يشمل الوقاية والتشخيص والعلاج المتعدد التخصصات والرعاية الداعمة والبحوث والتعليم. ويتوقف مدى توفير هذه الخدمات على السياق المحلي، وهي تتطور باستمرار لتلبية المتطلبات التي يفرضها عبء السرطان.
ولا تتوفر القدرة على الوقاية من السرطان والسيطرة على أعبائه بقدرٍ متساوٍ داخل البلدان وفيما بينها. ففي البلدان التي تعاني من قصور في تطور النظم الصحية وقلة الموارد، لا تتوفر سوى إمكانية محدودة للوصول إلى خدمات التشخيص والعلاج. وبالإضافة إلى ذلك، فهناك حالات عجز كبيرة في توفير خدمات السرطان، من الوقاية إلى الرعاية في مرحلة التعافي.
ففي عام 2019، على سبيل المثال، أفادت نسبة 26 في المائة فقط من البلدان ذات الدخل المنخفض في جميع أنحاء العالم بأنَّ القطاع الصحي العام لديها يوفِّر خدمات تشخيص السرطان، أما خدمات علاج السرطان فلم يُفَد بتوافرها إلا في 30 في المائة من هذه البلدان. وفي المقابل، تبلغ نسبة البلدان ذات الدخل المرتفع التي يمكن أن تقدم هذه الخدمات 90 في المائة.
وقالت تشريان فارغيزي، المنسقة المعنية بالأمراض غير المعدية والمبادرات الخاصة لدى منظمة الصحة العالمية: "إنَّ العواقب المترتبة على عدم كفاية القدرات تؤدي إلى أن يكون تشخيص السرطان متأخراً وعلاجه دون المستوى الأمثل، كما تؤدي إلى ضعف النتائج وارتفاع مستوى الإنفاق من الأموال الخاصة. ومن بين العواقب الأخرى الفشل في بلوغ الغايات العالمية، بما في ذلك خفض معدلات الوفيات المبكرة نتيجة للأمراض غير المعدية، على النحو المتوخَّى في خطة العمل العالمية الخاصة بالوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها".