كيف أدى جمع البيانات إلى إنشاء أول مركز عمومي للعلاج الإشعاعي في ملاوي
Ellen Swabey-Van de Borne, Felix Omanja Wanjala

يحتوي المرفق الجديد في ملاوي على 4 مستودعات للعلاج الإشعاعي، ومستودعين للعلاج بالتشعيع الداخلي، ومعجلين خطيين، ووحدة تشعيع قائمة على الكوبالت-60، وجهاز محاكاة قائم على التصوير المقطعي الحاسوبي، ومجموعة أدوات للعلاج بالتشعيع الداخلي.
(الصورة من: موسى كومويمبي، مستشفى كامازو المركزي، ليلونغوي)
تعكف ملاوي على وضع اللمسات الأخيرة على مركزها العمومي للعلاج الإشعاعي في ليلونغوي وتستعد لتشخيص وعلاج مرضى السرطان محليا لأول مرة في تاريخها.
وقال السيد ساندرسون كويلي، نائب مدير التخطيط (لشؤون إدارة البنية الأساسية الصحية) في وزارة الصحة في ملاوي: "إن افتتاح مركز العلاج الجديد يمثل بداية عهد جديد لبلدي. لم نعد بحاجة إلى إرسال مرضى السرطان إلى الخارج، وصار بوسعنا الاعتناء بهم هنا، بجوار أسرهم".
ويُتوقع افتتاح مركز العلاج الإشعاعي الجديد بحلول نهاية هذا العام، وسوف يسترشد في عمله بنهج قائم على الأدلة وستسانده الوكالة بالخبرات والدعم.
وإلى حد كبير، يرجع الفضل في النجاح التاريخي الذي حققته ملاوي إلى جهودها الحثيثة في جمع البيانات، والالتزام المستمر من جانب وزارة الصحة، والدعم المقدم من الوكالة وشركائها. ومن خلال اتباع نهج قائم على الأدلة، تمكنت ملاوي من إعداد اقتراح تمويلي استراتيجي ومن ثم الحصول على قرض من صندوق أوبك للتنمية الدولية في عام 2018.
وقال شوكت عبد الرزاق، مدير شعبة أفريقيا في الوكالة: "بدأت القصة كلها ببعثة أوفدتها الوكالة إلى ملاوي في عام 2012 في إطار البعثات الاستعراضية المتكاملة لبرنامج العمل من أجل علاج السرطان (بعثات imPACT) . وشارك في تنفيذ هذه البعثة الاستكشافية الأولى كلٌّ من الوكالة ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان، وزودت البعثة ملاوي بتحليل أساسي للوضع القائم وبمجموعة من التوصيات لتوجيه التخطيط والاستثمارات في مجال مكافحة السرطان بكامل نطاقه، من الوقاية إلى الرعاية التسكينية".

وقالت السيدة مي عبد الوهاب، مديرة شعبة الصحة البشرية في الوكالة: "منذ أكثر من 65 عاماً، يجمع خبراء الوكالة المتخصصين في الصحة البشرية البيانات عن توافر فرص الحصول العلاج الإشعاعي من خلال دليل مراكز العلاج الإشعاعي، ويساعدون البلدان أيضاً على بناء وتعزيز قدرتها على استخدام الإشعاعات المؤينة للتصدي للتحديات الصحية الملحة بأمان وفعالية". وأضافت قائلة: "إن الدعم الكبير الذي تقدمه الوكالة إلى ملاوي هو مثال على الدعم الفعال الذي يقدمه خبراؤنا المتخصصون، كما يجري الآن في إطار مبادرة أشعة الأمل التي أطلقتها الوكالة لتعزيز توافر علاج السرطان على الصعيد العالمي".
وانطلاقاً من البيانات التي تم جمعها، قدم برنامج الصحة البشرية التابع للوكالة الدعم التقني لجهود تشييد مركز العلاج الإشعاعي. وشمل ذلك جميع الخطوات، بدءاً من تصميم مستودعات العلاج إلى تحديد مواصفات المعدات وشرائها والتنسيق مع البائعين لضمان الانتهاء من التركيب والإدخال في الخدمة في الوقت المناسب.
ويحتوي المرفق الجديد في ملاوي على 4 مستودعات للعلاج الإشعاعي ومستودعين للعلاج بالتشعيع الداخلي، وسيبدأ عمله بمعجلين خطيين، ووحدة تشعيع قائمة على الكوبالت-60، وجهاز محاكاة قائم على التصوير المقطعي الحاسوبي، ومجموعة أدوات للعلاج بالتشعيع الداخلي. ودربت الوكالة أيضاً أكثر من 20 من الموظفين الطبيين المتخصصين ومن موظفي هيئة الهيئة الرقابية للطاقة الذرية المسؤولين عن عمليات التفتيش والترخيص اللازمة لمرفق العلاج الإشعاعي الجديد.
وأثناء الدورة السابعة والستين للمؤتمر العام للوكالة في عام 2023، قال السيد كومبيزي كاندودو تشيبوندا، وزير الصحة في ملاوي: "نحن أبلغ مثال على ما تقوم به الوكالة لتدريب العلماء الشباب في المجالات ذات الصلة بالمجال النووي، وتقديم خدمات الخبراء، وشراء معدات العلاج الإشعاعي. والكل في بلدنا سعيد بأننا سنتمكن قريباً جداً من علاج مرضى السرطان في ملاوي".
وقالت السيدة ليزا ستيفنز، مديرة برنامج العمل من أجل علاج السرطان في الوكالة: "تعمل الوكالة على مساعدة دولها الأعضاء على تكوين فهم مكتمل لقدرات بلدانها واحتياجاتها في مجال مكافحة السرطان". وعلى سبيل المثال، أعدت الوكالة خريطة عالمية لتوافر العلاج الإشعاعي على الصعيد العالمي باستخدام البيانات المأخوذة من دليل مراكز العلاج الإشعاعي ومن مصادر أخرى، وتقارن الخريطة بين مستوى توافر أجهزة العلاج الإشعاعي ومستوى الاحتياج إلى العلاج الإشعاعي في كل بلد، على أساس أن أكثر من نصف مرضى السرطان البالغين يحتاجون إلى هذا النوع من العلاج.
وأضافت السيدة ستيفنز: "تذكرنا الأدوات من هذا القبيل بانعدام المساواة في فرص الحصول على علاج السرطان وتأثير ذلك على المرضى، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط مقارنة بسائر أنحاء العالم".
ويوفر دليل مراكز العلاج الإشعاعي أشمل قاعدة بيانات بشأن موارد العلاج الإشعاعي في العالم، وبذلك يدعم البلدان في اتخاذ قرارات قائمة على الأدلة لتحسين فرص الحصول على علاج السرطان. ويمكن استخدام الدليل لتقييم البنية الأساسية القائمة في مجال العلاج الإشعاعي، والتخطيط لإقامة مراكز جديدة للعلاج الإشعاعي للأورام، وتحليل أداء خدمات العلاج الإشعاعي وجودتها. وتُجمع البيانات حول جميع أشكال مكافحة السرطان من خلال استعراضات imPACT، وتُستخدم لتزويد مبادرة أشعة الأمل برؤى حاسمة الأهمية لدعم جهودها الرامية إلى سد الفجوة العالمية في علاج السرطان.