You are here

كيف تُتيح أشعة الأمل فرصاً أوسع ليستفيد الجميع من خدمات رعاية مرضى السرطان

من أجل توسيع نطاق الحصول على علاج السرطان المنقذ للحياة، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل حيث الحاجة ماسة إلى ذلك، أطلق المدير العام للوكالة رافائيل ماريانو غروسي مبادرة أشعة الأمل في شباط/فبراير 2022. (الصورة من الوكالة)

رعاية مرضى السرطان هي إحدى التحديات العالمية، لا سيما في تلك المناطق من العالم حيث يكون عدد مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى العلاج الإشعاعي أكبر من الفرص المتاحة للحصول على هذه التكنولوجيا. وفي عام 2022، لم تتجاوز نسبة البلدان التي استوفت الحد الأدنى من المتطلبات الخاصة بموارد العلاج الإشعاعي 21 في المائة. وفي ذلك العام، تم تشخيص 20 مليون حالة جديدة مُصابة بهذا المرض غير المعدي وتُوفي 10 ملايين شخص بسبب هذا المرض.

وتبلغ وطأة المرض أقصاها في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث يُسجَّل أكثر من 70 في المائة من الوفيات بسبب السرطان. ومع ذلك، لا تتلقى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل سوى 5 في المائة من الإنفاق العالمي في هذا المجال.

ومن أجل توسيع نطاق الحصول على علاج السرطان المنقذ للحياة، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل حيث الحاجة ماسة إلى ذلك، أطلق المدير العام للوكالة رافائيل ماريانو غروسي مبادرة أشعة الأمل في شباط/فبراير 2022. (الصورة من الوكالة)

ويتحدَّث المدير العام للوكالة السيد رافائيل ماريانو غروسي قائلاً: "إن كل حالة وفاة على حدة هي مأساة. ومن الظلم أن تكون حالات السرطان التي تُشخَّص بشكل روتيني وتُعالَج بنجاح في البلدان المرتفعة الدخل هي الحالات التي تقتل أعداداً متزايدة من الناس في البلدان النامية".

وفي إطار مبادرة أشعة الأمل: علاج السرطان للجميع، تعمل الوكالة مع المنظمات الدولية والشركاء بما في ذلك منظمة الصحة العالمية لتوفير الخبرات والتدريب والموارد في جميع أنحاء العالم، لتمكين مرضى السرطان من الحصول على خدمات مأمونة وآمنة في العلاج الإشعاعي والتصوير التشخيصي.

وما فتئت الوكالة منذ سنوات عديدة تتعاون مع منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان وتجري البعثات الاستعراضية إمباكت (البعثات الاستعراضية المتكاملة لبرنامج العمل من أجل علاج السرطان)، وهي تقييمات شاملة لقدرات بلد ما واحتياجاته في مجال مكافحة السرطان، وذلك باتباع نهج قائم على الأدلة لتوسيع فرص الحصول على خدمات رعاية مرضى السرطان. وقد أجري حتى الآن نحو 130 استعراضاً من هذا القبيل لدعم البلدان في جميع أنحاء العالم. وساعدت التوصيات المنبثقة عن البعثات الاستعراضية إمباكت في توفير المعلومات اللازمة لمشاريع التعاون التقني والخطط الوطنية لمكافحة السرطان ووثائق التمويل الاستراتيجي.

كما عيَّنت الوكالة عشرة معاهد للسرطان في جميع أنحاء العالم كمراكز إقليمية محورية لمبادرة أشعة الأمل لتكون بمثابة مراكز إقليمية للمعرفة وبناء القدرات والبحث والابتكار تقدم دعماً موجهاً في مجالات التدريب والبحث وضمان الجودة. ولهذه المراكز سجلٌ حافلٌ من العمل مع الوكالة، ولها خبرة تقنية عميقة وبنى أساسية متينة في مجالي الحوكمة والطب. وتهدف الوكالة، من خلال تعزيز وتوسيع قدرة أي مركز مختار على القيام بعمله الهام، إلى تنفيذ أكبر قدر من التدخلات ذات التأثيرات العالية لمرضى السرطان.

ونظراً لأن البيانات أساسية للنهوض بعلاج مرضى السرطان وبالبحوث والتعليم في هذا المجال، فإن الوكالة بصدد إعداد قاعدة بيانات عالمية بشأن الطب الإشعاعي (SUNRISE) في إطار مبادرة أشعة الأمل. وسيستفيد واضعو السياسات وممارسو الطب الإشعاعي على حد سواء من الأفكار المستمدة من قاعدة البيانات المذكورة بشأن تأثير مبادرات الطب الإشعاعي وسيساعدهم ذلك في اتخاذ إجراءات أكثر استهدافاً.

وفيما يلي بعض الأمثلة على الكيفية التي تدعم بها الوكالة مناطق مختلفة، بما في ذلك من خلال أشعة الأمل:

بدأت في عام 2024، في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، عملية لشراء 32 وحدة من وحدات التصوير الإشعاعي للثدي من أجل دعم خدمات فحص وتشخيص سرطان الثدي. وعند انتهاء هذه العملية، سيتيح ذلك إمكانية إجراء فحصٍ سنوي لما يصل إلى 000 250 امرأة في 19 بلداً. وقدمت الوكالة أيضاً إرشادات تقنية لمساعدة المراكز على تخطيط وتصميم وتشغيل خدمات فحص عالية الجودة ومأمونة.

ومنذ عام 2023، وأوكرانيا تتلقى مشورة الخبراء والمعدات والتدريب لتلبية احتياجات البلد العاجلة والمتزايدة في مجال تشخيص مرضى السرطان وعلاجهم. وتُبذل أيضاً الجهود لتدريب مزيد من المهنيين في مجالات علم الأشعة والطب النووي والعلاج الإشعاعي من خلال برنامج تدريب افتراضي شامل ومتعدد التخصصات وإنشاء مرفق تدريب داخل البلد.

وفي إطار مبادرة "أشعة الأمل"، ما فتئت إندونيسيا تتلقى الدعم، بما في ذلك الدعم المتعلق بوضع خريطة طريق وطنية لتوسيع نطاق خدمات العلاج الإشعاعي والطب النووي. وساعدت البعثة الاستعراضية إمباكت لعام 2024 في إثراء عملية وضع خطة إندونيسيا الوطنية لمكافحة السرطان للفترة 2024-2034 والتي أُعلن عنها في تشرين الأول/أكتوبر 2024.

وملاوي، التي يبلغ عدد سكانها المصابين بالسرطان حاليا نحو 000 20 نسمة وهو عدد يُتوقَّع أن يتضاعف بحلول عام 2045، هي واحدة من البلدان السبعة من "الموجة الأولى" التي انضمَّت إلى مبادرة أشعة الأمل عند إطلاقها في شباط/فبراير 2022. ومنذ الانضمام إلى هذه المبادرة، عُقدت دورات تدريبية وتنشيطية طويلة الأجل للمهنيين المتخصصين في العلاج الإشعاعي والتصوير الطبي. وتم تسليم معجل خطي، وجهاز للتشعيع الداخلي بمعدلات جرعات قوية، وجهاز محاكاة للتصوير المقطعي الحاسوبي، ومعدات لقياس الجرعات، ويجري حاليا شراء معدات إضافية. وبما أنه تم أيضا بناء مستودعات للعلاج الإشعاعي والعلاج بالتشعيع الداخلي، فإن ملاوي مستعدة لإطلاق أول مرفق عام في البلد للعلاج الإشعاعي.

وفي نيسان/أبريل، عقد مركز محوري في تركيا حلقة عمل دامت أسبوعاً وجمعت نحو 100 مهني من أوروبا وآسيا الوسطى لوضع خريطة طريق ناجحة من أجل تعزيز خدمات العلاج الإشعاعي للأطفال. وفي آب/أغسطس، نظم أحد المراكز المحورية في اليابان دورة تلقى فيها أطباء متخصصون في الطب النووي من 15 بلدا مختلفا التدريب على تقنيات التشخيص العلاجي المبسطة والناشئة لتشخيص مرضى السرطان وعلاجهم.

"سوف نحشد مواردنا والتزامنا لضمان نجاح مبادرة أشعة الأمل، لأننا نسعى بشكل جماعي إلى إيصال أشعة الأمل إلى المجتمعات المحتاجة"، هذا ما جاء على لسان أرتيت أونغكانونت، عميد كلية الطب بجامعة ماهيدول، التي أصبح مستشفى راماثيبودي التابع لها في تايلاند مركزاً محورياً.

_____________________________________________________________________________________________________________________________________

أشعة الأمل: توفير علاج السرطان للجميع

تهدف مبادرة "أشعة الأمل" إلى المساعدة على توسيع نطاق حصول مرضى السرطان على الرعاية والعلاج في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من خلال تحسين توافر خدمات العلاج الإشعاعي والتصوير الطبي والطب النووي في البلدان المحرومة.

النهج الشامل

إن مبادرة أشعة الأمل تعمل على دمج عناصر مختلفة كتشريعات الأمان الإشعاعي، ومراقبة الجودة، والإرشادات، والتدريب، والمعدات في مجموعة متماسكة من التدخلات، وتسعى عن طريق ذلك إلى تحقيق أقصى قدر من التأثير عبر مشاريع مستدامة مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الخاصة بكل بلد على حدة.

الترويج للصحة العالمية

تسهم مبادرة أشعة الأمل إسهاماً مباشراً في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ولا سيما السعي من أجل تحقيق الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة (الصحة الجيدة والرفاه)، من خلال السعي إلى خفض الإصابات الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة الثلث.

الدعم القائم على الطلب

تشارك الدول التي تحتاج إلى المساعدة من خلال مبادرة "أشعة الأمل" بتقديم طلبات رسمية إلى الوكالة، وضمان أن يكون الدعم المقدم متسقا بشكل مباشر مع الاحتياجات والأولويات المحددة لكل بلد.

٢٠٢٤/١١
Vol. 65-4

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية