You are here

البيانات النووية: وقود للإبداع البشري والتقدم العالمي

Rafael Mariano Grossi

Rafael Grossi

"من خلال جمع البيانات وتقاسمها، تعزز الوكالة جهود التعاون الدولي وتدعم اتخاذ القرارات السياسية بالاستناد إلى الحقائق بما يعود بالنفع على الجميع".

– رافائيل ماريانو غروسي،

المدير العام للوكالة

من الحقول التي تعاني من الجفاف إلى الأنهار الجليدية الآخذة في الذوبان، يجمع علماء الوكالة وخبراؤها البيانات ويحللونها ويتقاسمونها للنهوض بالسلام والأمن والتنمية المستدامة.

وتساعدنا البيانات على تحديد الأسباب الجذرية وراء التحديات الرئيسية التي تواجه العالم اليوم والعمل على وضع حلول فعالة لهذه التحديات. وفي المجال النووي، تؤدي البيانات دوراً أساسياً في البحث والتطوير وفي وضع السياسات. فالغرض منها لا يقتصر على توسيع نطاق معارفنا، بل يشمل أيضاً تمكيننا من قياس الأثر ورصد التقدم وتحديد الاستراتيجيات والتقنيات الناجحة. ومن خلال جمع البيانات وتقاسمها، تعزز الوكالة جهود التعاون الدولي وتدعم اتخاذ القرارات السياسية بالاستناد إلى الحقائق بما يعود بالنفع على الجميع.

ويبين هذا العدد من مجلة الوكالة كيف تستفيد الوكالة من البيانات في عملها في مختلف القطاعات، من الصحة والتغذية إلى الزراعة والبيئة ومن الطاقة إلى الأمان والأمن النوويين، ويسلط الضوء على المجموعة المتنوعة من قواعد البيانات التي تديرها الوكالة لدعم عمل العلماء ومقرري السياسات في جميع أنحاء العالم.

وهذا العدد من مجلة الوكالة مليء بالقصص المثيرة للاهتمام عن جهود الوكالة المتراوحة بين أدق المستويات وأوسعها نطاقاً، من جمع العينات يدويا في أصقاع أنتاركتيكا إلى استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل "البيانات الضخمة".

وفي هذه الصفحات، نقرأ عن عالم بوليفي ارتحل لمدة ستة أيام لتركيب جهاز رصد على أحد الأنهار الجليدية في نيبال لتمكين العلماء المحليين من جمع البيانات حول ذوبان الأنهار الجليدية ورصد تأثيره المحتمل في التربة والموارد المائية في ذلك البلد. كذلك نتعرف على مساهمة إحدى قواعد البيانات التي تديرها الوكالة في مساعدة مسؤولي الأمن في ألمانيا على تأمين الملاعب في المدن الألمانية العشر التي استضافت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم لعام 2024.

والبيانات هي أساس النُّهُج القائمة على الأدلة، وتعتمد البلدان على بيانات الوكالة وأدواتها التحليلية ودعمها لجهود التخطيط. فعلى سبيل المثال، استفادت ملاوي من بيانات الوكالة وتحليلاتها ومن دعم مبادرة أشعة الأمل لتخطيط وإنشاء أول مركز عام لعلاج السرطان. واستخدمت إستونيا أداة من أدوات الوكالة لتحليل نظم الطاقة من أجل وضع نموذج لتحقيق صافي انبعاثات صفري.

وتؤدي البيانات دوراً حاسم الأهمية في الاكتشافات العلمية. وبغية دفع عجلة التقدم في تطوير طاقة الاندماج من التجريب إلى التشغيل التجاري، تجمع الوكالة البيانات وتتقاسمها فيما يتعلق بجميع مراحل البحث والتطوير، من العلوم المتصلة بعملية الاندماج وحتى تصميم المحطات وتشغيلها.

ويسلط هذا العدد من مجلة الوكالة الضوء أيضاً على مساهمة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تعزيز البحث والتحليل، ومن ثم تعميق المعارف والتعجيل بالتقدم. وعلى سبيل المثال، فسوف تعمل مبادرة العمل المتكامل للأمراض الحيوانية المصدر (مبادرة زودياك)، وهي إحدى مبادرات الوكالة الرئيسية، على استخدام  الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحديد أنماط الأمراض التنفسية الحيوانية المصدر، أي التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، لاكتشاف ظهور الأشكال الجديدة التي يمكن أن تؤدي إلى جوائح.

والذكاء الاصطناعي يغدو بسرعة أداة أساسية في مختلف ميادين العلوم والصناعة، والقطاع النووي ليس استثناء من ذلك. وفي واقع الأمر، يمكن للقوى النووية أن تؤدي دورا مهماً مع تزايد مساهمة الذكاء الاصطناعي في حياتنا. وفي عام 2022، بلغ استهلاك مراكز البيانات المستخدمة في تشغيل الذكاء الاصطناعي نحو 460 تيراواط ساعة من الكهرباء على الصعيد العالمي، وهي نفس الكمية اللازمة لتزويد فرنسا بالكهرباء في نفس المدة، أي في عام كامل. وفي كانون الأول/ديسمبر، ستعقد الوكالة ندوة دولية لاستكشاف إمكانيات مساهمة الطاقة النووية في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء لتزويد مراكز البيانات، وكذلك إمكانيات مساهمة الذكاء الاصطناعي في دعم صناعة القوى النووية.

والبيانات مورد بالغ الأهمية لأنها وقود للإبداع. ومن خلال تعزيز جهود التعاون الدولي لجمع البيانات واستخدامها، تساعد الوكالة على النهوض بالمعارف التي يمكن أن تساعدنا على التصدي للتحديات المشتركة وبناء مستقبل أفضل للجميع.

 

٢٠٢٥/٠٤
Vol. 66-1

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية