النظائر المشعّة هي نظائر العنصر الكيميائي. ولدى هذه النظائر فائض من الطاقة تُطلقه في شكل إشعاعات. وهذه النظائر يمكن أن تنشأ بشكل طبيعي أو أن تُنتَج اصطناعيًّا، أساساً في مفاعلات البحوث والمعجّلات. وتستخدم النظائر المشعّة في مختلف المجالات، بما في ذلك الطب النووي، والصناعة، والزراعة، والبحوث.
إنتاج النظائر المشعّة في مفاعلات البحوث
ينطوي إنتاج النظائر المشعّة على عدّة أنشطة مترابطة، بما في ذلك صنع الأهداف؛ وتشعيع هذه الأهداف؛ ونقل هذه الأهداف إلى مرافق إعادة المعالجة؛ ومعالجتها معالجة كيميائية إشعاعية أو تغليفها داخل مصادر مختومة؛ ومراقبة جودتها؛ ونقلها إلى المستخدمين النهائيين.
ويستند إنتاج النظائر المشعّة في المفاعلات إلى أسر النيوترونات داخل المواد المستهدفة، إما عبر تنشيط النظائر المشعّة أو توليدها من خلال شطر المواد المستهدفة عبر قصفها بالنيوترونات الحرارية. وتستخدم مفاعلات البحوث والمعجّلات أيضاً لتطوير نظائر مشعّة جديدة لأغراض التشخيص والعلاج في مجال الطب النووي، والاختبارات غير المتلِفة، والتطبيقات الصناعية الخاصة بالمقتفيات الإشعاعية، فضلاً عن دراسات المقتفيات الإشعاعية في إطار البحث العلمي.
والمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية من قبيل تلك المستخرجة من مولّدات النظائر المشعّة، هي مواد تحتوي نظيرا مشعاً ولديها القدرة على أداء دور الواسم في التشخيص الطبي أو في إطار الإجراءات العلاجية. وتعتمد ثمانون بالمئة من جميع عمليات المسح الطبي التشخيصي في جميع أنحاء العالم على توافر النظير المشعّ الموليبدينوم-99 ومنتجه الثانوي التكنيتيوم-99 شبه المستقر، الذين يتم إنتاجهما حالياً فقط في مفاعلات البحوث.
ويتنامى على الصعيد العالمي عدد الإجراءات الطبية التي تنطوي على استخدام النظائر المشعة مع تزايد التركيز على العلاج بالنويدات المشعّة باستخدام مستحضرات صيدلانية إشعاعية لأغراض علاج السرطان. وإنّ هذه الفوائد الاجتماعية الاقتصادية، إلى جانب ما توفّره التكنولوجيا الداعمة من عمليات فعالة لمراقبة الجودة وبيئة أنظف، تُعزِّزُ القدرات الوطنية والإقليمية والدولية لمرافق مفاعلات البحوث.