You are here

استخدام التقنيات النووية من أجل التصدي للكوارث الطبيعية في أمريكا اللاتينية والكاريبي

,
 RLA1014 on Advancing Non-Destructive Testing Technologies for the Inspection of Civil and Industrial Structures (ARCAL CLIX)

توفر تقنيات الاختبار غير المتلف بيانات موثوقة بشأن قوة المواد وسلامتها دون المساس بالهياكل التي يحتمل أن تكون ضعيفة أو خطرة. (الصورة من: الاتفاق التعاوني الإقليمي لترويج العلم والتكنولوجيا النوويين في أمريكا اللاتينية والكاريبي (اتفاق أركال))

إنَّ منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي هي ثاني أكثر المناطق تعرُّضاً للكوارث في العالم. فبسبب هيكلها التكتوني الفريد وأنماط الطقس فيها، تعاني المنطقة من كونها عرضةً للأحداث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والأعاصير. وبالنظر إلى تفاقم هذا التعرُّض بسبب تغير المناخ، فقد كانت المنطقة بحاجة ماسة إلى تطوير القدرة على تقييم أمان وسلامة الهياكل المبنية بعد وقوع الكوارث الطبيعية، لا سيما في المناطق الحضرية. وبمساعدة الوكالة، حققت المنطقة الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.

وأُنشئت بمساعدة من الوكالة في الأرجنتين وبيرو وشيلي والمكسيك أربعة مراكز للتصدي قادرة على استعمال تقنيات الاختبار غير المتلف لتقييم سلامة الهياكل المدنية مثل الطرق والجسور في هذه البلدان والبلدان المجاورة. وستدعم هذه المراكز التصدي المنسق على الصعيد الإقليمي في حالات الطوارئ.

وتوفر تقنيات الاختبار غير المتلف بيانات موثوقة بشأن قوة وسلامة المواد دون المساس بالهياكل التي يحتمل أن تكون ضعيفة أو خطرة من خلال استعمال أنواع مختلفة من الإشعاعات للكشف عن العيوب في الخرسانة والأنابيب ومواضع اللحام. وهذه التقنيات آمنة وسريعة وتساهم في حماية المدنيين.

وقد أُنشئت المراكز الأربعة في إطار مشروع تعاون تقني تابع للوكالة استُهل في عام 2018 لتعزيز تقييم الهياكل في المدن وتحسين جودة السلع والخدمات الصناعية في أمريكا اللاتينية والكاريبي باستخدام التقنيات النووية.

وقال السيد جيراردو ماغيلا، وهو خبير مساعد في مجال التكنولوجيا الصناعية لدى الوكالة: "إنَّ الزلازل الأخيرة التي ضربت المنطقة تبرز أيما إبراز أهمية الشبكات التي تحسِّن تنسيق التصدي لحالات الطوارئ في هذه المنطقة المهددة بالكوارث. ومن خلال إنشاء مراكز التصدي، أصبحت المنطقة مكتفية ذاتيًّا في مجال التخفيف من آثار الكوارث."

Recent earthquakes in the region dramatically highlight the importance of networks that improve coordination of emergency response in the disaster-prone region. Through the development of the response centres, the region has become self-sufficient in mitigating the effects of disasters.
Gerardo Maghella, IAEA Associate Industrial Technologist

الاختبار غير المتلف هو تقنية لمراقبة الجودة تُستخدم فيها التقنيات النووية لفحص المواد دون إتلافها. (الصورة من: اتفاق أركال)

وفي إطار إنشاء هذه المراكز، نظَّمت الوكالة تدريب الخبراء على تقنيات الاختبار غير المتلف واعتماد تأهيلهم في هذا المجال في بوينس آيرس من 7 إلى 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 من خلال مشروع التعاون التقني الجاري. وحصل تسعة مشاركين من الأرجنتين والبرازيل وكوستاريكا والمكسيك على شهادات اعتماد أو إعادة اعتماد في أساليب التصوير الإشعاعي المتقدمة باستخدام الأشعة السينية وأشعة غاما. وهم الآن مؤهلون لمعاينة الهياكل الهندسية المدنية باستخدام أحدث تقنيات الاختبار غير المتلف.

وحصل 24 مشاركاً آخر من عشرة بلدان — الأرجنتين وإكوادور وأوروغواي وبيرو والجمهورية الدومينيكية وجمهورية فنزويلا البوليفارية وشيلي وكوبا وكوستاريكا والمكسيك — على التأهيل في أساليب الاختبار غير المتلف المدنية، بما في ذلك المعاينة بالنظر والاختبار بالموجات فوق الصوتية، الذي تُستخدم فيه الموجات الصوتية لكشف العيوب في المواد وقياس سمكها.

وقال السيد إدواردو روبلس، وهو رئيس مشروع في المعهد الوطني للبحوث النووية في المكسيك وأحد الخبراء المعتمدين مؤخراً وممثل المكسيك في مجال استخدام القياس غير المتلف في سياق التصدي للكوارث، إنَّ: "الاعتماد يمثل دفعة بالغة الأهمية للترويج لمنهجيات الاختبار غير المتلف في مجال الهندسة المدنية في بلداننا."

وتولى تقديم التدريب والاعتماد جمعية غير ربحية هي الجمعية الإيطالية للاختبار غير المتلف، وذلك في إطار ترتيبات عملية مبرمة مع الوكالة وفقاً للمعيارين الدوليين ISO 9712، بشأن الاختبار غير المتلف، وISO 17024، بشأن المتطلبات العامة لهيئات الاعتماد، ومن ثمَّ تمكين الخبراء من تدريب آخرين.

وقال السيد هيرنان زارغاي، وهو رئيس شعبة في الهيئة الوطنية للطاقة الذرية ومنسق في مركز التصدي الجديد في الأرجنتين، إنَّ: "تنظيم الوكالة للتدريب والاعتماد على مستوى المعايير الصادرة عن المنظمة الدولية للتوحيد القياسي يرسي الثقة في استيفاء المتطلبات الدولية ويدعم توحيد المنهجيات في مختلف أنحاء المنطقة".

واتفق معه السيد ماريو باريرا مينديز، منسق مراقبة الجودة في لجنة الطاقة النووية في شيلي والذي يقود مركز التصدي الجديد في ذلك البلد، قائلاً: "إنَّ الشبكة التي أنشأتها الوكالة هي حجر الزاوية في إرساء القدرات الجديدة المتعلقة بالتصدي للطوارئ في المنطقة. وبصفتنا أحد مراكز التصدي الأربعة، نعتزم أن نتقاسم كمية المعارف الهائلة التي اكتسبناها في مجال تقنيات الاختبار غير المتلف حيثما تنشأ الحاجة إليها في أمريكا اللاتينية والكاريبي."

والاختبار غير المتلف هو تقنية لمراقبة الجودة تُستخدم فيها التقنيات النووية لفحص المواد دون إتلافها. وتدعم الوكالة استخدام تكنولوجيا الاختبار غير المتلف للمحافظة على صرامة مراقبة الجودة على النحو اللازم لتشغيل المنشآت النووية وغيرها من المنشآت الصناعية بأمان. ويتخذ هذا الدعم شكل تقديم المعدات والمساعدة للدول الأعضاء بما في ذلك تدريب الموظفين المحليين على تطبيق هذه التكنولوجيا. طالعوا المزيد عن عمل الوكالة في مجال الاختبار غير المتلف.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية