وستتمكَّن الوكالة من استكمال تشييد مرفق مختبر جديد ثانٍ دعماً للصحة والتنمية العالميتين بفضل مساهمات تبلغ قيمتها الإجمالية ٤.٧ ملايين يورو مقدَّمة من ألمانيا والنرويج والولايات المتحدة واليابان.
وأعلنت البلدان الأربعة عن تعهداتها المالية الإضافية بعد أن أبلغ المدير العام يوكيا أمانو الشهر الفائت مجلس محافظي الوكالة بالحاجة الملحّة لهذه الأموال الخارجة عن الميزانية للإبقاء على بناء المختبر المرن القابل للتعديل حسب الموعد المقرر. وجاء إعلان اليابان اليوم عن تقديم مساهمة قدرها مليون يورو ليوفر الأموال المتبقية اللازمة لبلوغ الهدف البالغ ٤.٧ ملايين يورو وليضمن التمويل الكامل لتشييد المبنى.
وتعهّدت الولايات المتحدة وألمانيا، في البداية واستجابة لنداء التمويل، بتقديم مساهَمَتين تبلغ الأولى ٣.١ مليون دولار أمريكي (حوالي ٢.٦ مليون يورو) من الولايات المتحدة، وتبلغ الثانية ١ مليون يورو وذلك في ١٨ أيلول/سبتمبر، وهو اليوم الأول من المؤتمر العام السنوي للوكالة. وتعهّدت النرويج بتقديم مبلغ ٠٠٠ ١٠٠ يورو في ٢٩ أيلول/سبتمبر. وكان هذا التعهد الثاني الذي أعلنته النرويج في الأشهر الأخيرة بعد أن أعلنت عن تقديم مساهمة قدرها ٠٠٠ ٣٠٠ يورو في حزيران/يونيه ٢٠١٧.
وسيشكّل المبنى الحديث المقرّ الجديد لثلاثة مختبرات تتعامل مع الإنتاج الحيواني وصحة الحيوان، وسلامة الأغذية، وإدارة التربة والمياه، وتغذية المحاصيل، والتي تدعم الشعبة المشتركة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
ويشكّل المبنى المذكور جزءاً من المشروع الأوسع المسمّى "تجديد مختبرات التطبيقات النووية (ReNuAL )" ومشروع المتابعة المسمّى "العناصر الإضافية لتجديد مختبرات التطبيقات النووية (+ReNuAL)" اللذين يهدفان إلى تجديد وتحديث جميع مختبرات الوكالة الثمانية الواقعة في زايبرسدورف بالنمسا، ويرميان إلى مساعدة البلدان على استخدام العلوم والتكنولوجيا النووية لتحقيق أهدافها الإنمائية. وفي الأسبوع الفائت دشَّنت الوكالة مبنى آخر في زايبرسدورف، هو مختبر مكافحة الآفات الحشرية، وهو أيضاً في إطار مبادرات التحديث.
وفي هذا الصدد، قال المدير العام للوكالة، السيد يوكيا أمانو: "إنَّ تحديث مختبرات التطبيقات النووية التابعة للوكالة يمثَّل أحد أهم المشاريع على الإطلاق التي اضطلعت بها الوكالة. وستشعر الدول الأعضاء بنفسها بالفوائد المتأتية منه لعقود قادمة، وأشكرُ جميع الجهات المانحة التي أسهمت في هذا الجهد المهم."
وقدَّم وزير خارجية اليابان تارو كونو التعهَّد خلال اجتماع عُقد في طوكيو مع المدير العام للوكالة يوكيا أمانو. وقال السيد أمانو: "إني شديد الامتنان لهذا التعهّد المهم من الحكومة اليابانية، وهو ما يمكّن الوكالة من الاضطلاع بتشييد المختبر المرن القابل للتعديل حسب الموعد المقرر."
وأعرب وزير خارجية اليابان عن دعم حكومة بلاده القوي لما يقوم به المدير العام بشأن ولاية الوكالة المتمثلة في "تسخير الذرة من أجل السلام والتنمية".
وقال وزير خارجية النرويج بورج بريندي: "النرويج فخورة بدعم تجديد المختبرات النووية في زايبرسدورف. ويبرز هذا المشروع المساهمة المهمة لتطبيقات غير الطاقة للعلوم والتكنولوجيا النووية في مجال الصحة والتنمية. وأشكرُ الوكالة ومديرها العام السيد أمانو على تفانيهما."
وفي المجمل، جمعت الوكالة حوالي ٣٢ مليون يورو من الأموال الخارجة عن الميزانية من جهات مانحة مختلفة، بما في ذلك ٣١ دولة عضواً، لمختبرات التطبيقات النووية. وبعد التعهدات الأخيرة، تكون الوكالة قد جمعت أموالاً كافية لاستكمال جميع أعمال التشييد الجديدة المقررة في إطار مبادرات التحديث.
وكانت مختبرات التطبيقات النووية في زايبرسدورف، والواقعة على بُعد ٣٥ كيلومتراً جنوب-شرق فيينا، قد فتحت أبوابها في عام ١٩٦٢ لتتيح للدول الأعضاء إمكانية الوصول المباشر إلى التدريب العلمي والبحوث والخدمات التحليلية. وفي عام ٢٠١٦ وحده، درَّبت هذه المختبرات أكثر من ٣٣٠ خبيراً وطنياً، في مجالات تشمل على سبيل المثال الكشف السريع عن الأمراض الحيوانية باستخدام التقنيات النووية والتقنيات المستمدة من المجال النووي.
وبتدشين مختبر مكافحة الآفات الحشرية الأسبوع الفائت يكون قد استُكمل أول مبنى جديد في إطار جهود التحديث. ومن المتوقع أن يُنجز المختبر المرن القابل للتعديل، الذي هو قيد الإنشاء حالياً، بحلول نهاية عام ٢٠١٨ بتمويل جديد.