لم يكتشف فريق خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي مستويات عالية من الإشعاع في المناطق التي خضعت للمسح خلال مهمة إلى بيروت نُفذِّت في أعقاب الانفجار الضخم الذي وقع قبل شهرين. ولم تكن هناك نويدات مشعة اصطناعية في القياسات التي أجراها الفريق خلال الزيارة التي جرت في منتصف أيلول/سبتمبر.
وأكدت الاستنباطات التي توصل إليها الفريق ما سبق أن أبلغت عنه السلطات اللبنانية التي طلبت إيفاد بعثة مساعدة من الوكالة لدعم ما تقوم به من جهودٍ للتصدي للطوارئ في أعقاب الانفجار في ميناء بيروت في ٤ آب/أغسطس. وعلى الرغم من أن المهمة جاءت بعد أكثر من شهر من الانفجار، فإنها كانت ستكتشف أي زيادة ناتجة في الإشعاعات.
كما قدم الفريق، المؤلف من أربعة خبراء من الدنمارك وفرنسا، بالإضافة إلى أربعة من موظفي الوكالة، المشورة بشأن مسائل الأمان والأمن النوويين خلال المهمة التي أجريت في الفترة من ١٤ إلى ١٨ أيلول/سبتمبر.
وفي تقرير قُدِّم إلى الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية هذا الأسبوع، قالت الوكالة إن المسوحات الإشعاعية التي أجريت خلال البعثة لم تعثر على أي مستويات إشعاعية غير عادية، فيما عدا الإشعاعات الخلفية الطبيعية.
وقال المدير العام للوكالة رافائيل ماريانو غروسي: "أجرت بعثة المساعدة التابعة للوكالة، بمشاركة خبراء من الدول الأعضاء، مسوحات وتحليلات إشعاعية في مواقع بعينها للتأكد من عدم وجود مستويات مرتفعة من الإشعاعات عقب الانفجار". "والوكالة على استعداد لتقديم المزيد من الدعم للبنان في سعيه للتعافي من ذلك الانفجار المدمر."
كما قام فريق الوكالة بتقييم تأثير الانفجار على المواد والمصادر المشعة. وأكد أن المصادر المشعة في مستشفيين اثنين آمنة ومأمونة.
وأوصى الفريق باتخاذ بعض الإجراءات في ساحات الخردة والمستشفيات والميناء لتعزيز الأمان والأمن النوويين، بما في ذلك تدريب العاملين في ساحات الخردة، وتحسين اللافتات التي تشير إلى وجود مواد مشعة، وزيادة الأمن المتعلق بتخزين هذه المواد. وكان دعم السلطات بالمعدات جزءاً مهماً من عمل البعثة، وقدم فريق الوكالة التدريب على استخدام المعدات المحمولة للكشف عن الإشعاعات التي مُنحت أيضاً للبلد.
وقال السيد بلال نصولي، المدير العام للهيئة اللبنانية للطاقة الذرية : "في الوقت الذي يواجه فيه لبنان هذه الفترة الصعبة، بعد انفجار بيروت وفي ظل وجود كوفيد-١٩، نرحب بالدعم الذي قدمته بعثة المساعدة التابعة للوكالة دعماً لجهود التصدي التي تبذلها الهيئة". "ونتطلع إلى مواصلة التعاون مع الوكالة ونحن نعمل فيه على تعزيز الأمان والأمن النوويين في البلد."
وقد نفِّذت مهمة المساعدة بناءً على طلب لبنان، بمشاركةِ الدول الأعضاء المسجَّلة في شبكة التصدِّي والمساعدة (رانيت) التابعة للوكالة، وهي شبكة من الدول التي تعرض المساعدة ابتغاء الحدّ، إلى أدنى درجة ممكنة، من التبعات الإشعاعية، الفعلية أو المحتملة، للطوارئ النووية أو الإشعاعية، بِغضِّ النظر عن مَنشئها.
وقالت إيلينا بوغلوفا، رئيسة مركز الحادثات والطوارئ التابع للوكالة "لقد قمنا بتنشيط شبكة رانيت بناءً على الطلب المحدد الذي تقدّم به لبنان لدعم جهود التصدي في بيروت. وبعد تلقي الوكالة عروضاً للمساعدة من أربعة عشر بلداً مسجلا في شبكة رانيت، قامت بتجميع بعثة مساعدة وإيفادها إلى بيروت لرصد مختلف المواقع في جميع أنحاء المدينة وإبلاغ الاستنباطات الرسمية إلى لبنان."
كما دعمت الوكالة لبنان بطرق أخرى، بما في ذلك في مجال الصحة، حيث تضرر العديد من المستشفيات جراء الانفجار.