You are here

تقنية نظيرية لوضع برامج فيتامين "ألف" بشكل صحيح

,
Orange-fleshed fruits like mangoes, leafy green vegetables and supplement tablets are all sources of vitamin A.

تحتوي الفواكه والخضروات البرتقالية اللون مثل المانجو والقرع والجزر وكذلك الخضروات الورقية الخضراء على الكاروتينات، والتي يمكن تحويلها إلى فيتامين "ألف" في الجسم. وتقدّم عدة بلدان أيضاً جرعات عالية من من مكمّلات فيتامين "ألف" مع خدمات التحصين. (الصورة من: جاكلين براندوين، ناثان دوملاو، ميشيل بلاكويل)

يقول المثل القديم "قُلْ لي ماذا تأكل أقُل لكَ من أنت"، والذين يحصلون على مجموعة محدودة من العناصر الغذائية في نظامهم الغذائي لهم أن يتوقعوا صحة سيئة. وعلى مدى عقود، كافحت الحكومات والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم هذه المشكلة من خلال الترويج للمكمّلات الغذائية والأطعمة المدَّعمة بالعناصر الغذائية بما في ذلك فيتامين "ألف". ومع ذلك، تثار الآن مخاوف بشأن ما إذا كانت المخططات المتداخلة غير المنسَّقة قد جعلت تلك المكمّلات الغذائية والأطعمة المدعَّمة تزيد عن حدّها وتنقلب إلى ضدّها، ما يضرّ صحة الإنسان.

وقد استكشف اجتماع تقني للوكالة عُقد مؤخراً هذه المخاوف، ووضع الاجتماع في صدارة الاهتمام تقنيةً تستخدم النظائر المستقرة يمكن أن تساعد بدقة عالية خبراءَ التغذية وأخصائيي الصحة العامة على فهم حالة فيتامين "ألف" بشكل أفضل لدى السكان الخاضعين للعديد من البرامج التي تعالج نقص فيتامين "ألف" (انظر استخدام النظائر لقياس حالة فيتامين "ألف").

وفيتامين "أ" مركَّب عضوي مهم للنمو والتطور. وهو يسهم في الحفاظ على نظام المناعة عند الإنسان وهو ضروري لصحة النظر. والحصول على قدر كافٍ من فيتامين "ألف" ليس في متناول الجميع، فالشكل النشط بيولوجيًّا منه لا يتوافر إلا في عدد قليل من المنتجات الحيوانية مثل البيض ومنتجات الألبان والكبد. وتحتوي الأطعمة التي يسهل الوصول إليها مثل الفواكه والخضروات البرتقالية اللون مثل المانجو والقرع والجزر وكذلك الخضروات الورقية الخضراء على الكاروتينات، والتي يمكن تحويلها إلى فيتامين "ألف" في الجسم.

وعلى عكس فيتامين ج أو غيره من العناصر الغذائية القابلة للذوبان في الماء، فإن فيتامين أ قابل للذوبان في الدهون. وهذا يعني أنه بمجرد تناوله، فإنه لا يغادر الجسم بسرعة ويتراكم في الكبد - مما قد يؤدي إلى إتلافه والتسبب في أعراض مشابهة لأعراض إدمان الكحول، مثل اصفرار الجزء الأبيض من العين.

وتصنّف منظمة الصحة العالمية نقص فيتامين "ألف" كمشكلة صحة عامة وبحسب تقديراتها فإنَّ هذه المشكلة تؤثر في ١٩٠ مليون طفل دون سنّ الخامسة على مستوى العالم. وتشير بياناتها إلى أن ٨٠٠,٠٠٠ حالة وفاة يمكن أن تُعزى سنويًّا إلى نقص فيتامين "ألف". لذلك دأبت عدّة بلدان على تقديم جرعات عالية من مكملات فيتامين "ألف" مع خدمات التحصين، ولكن يقترن ذلك ببعض المخاطر في حال وجود برامج أخرى لفيتامين "ألف". وتشير دراسات أجريت في جنوب إفريقيا والفلبين وغواتيمالا إلى أن بعض المجموعات السكانية قد تحصل على جرعة تفوق الحاجة من فيتامين "ألف" بسبب تداخُل برامج المكمّلات الغذائية وتعزيز الأغذية إلى جانب النظم الغذائية المحسَّنة.

ما زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه

قالت بيرنيل كايستل، أخصائية التغذية في الوكالة: "تاريخيًّا، كان فرط فيتامين "ألف" أمراً نادراً وشوهد بين الذين يأكلون أكباد الحيوانات الضخمة آكلة اللحوم، مثل الدببة القطبية". "واليوم، ثمة خطر أيضاً في الإفراط في تناول فيتامين "ألف". ويمثّل فَهْم مَن يتناول كمية ضئيلة وكمية مفرطة من فيتامين "ألف" أولوية للتأكد من أن برامج التغذية تفعل الصواب".

وتبدأ معالجة هذه المشكلة بقياس حالة فيتامين "ألف" بين السكان. ويمتلك أخصائيو الصحة العامة وخبراء التغذية مجموعة من تقنيات القياس المختلفة تحت تصرفهم، لكنها غالباً ما تكون فعالة فقط في تحديد متى تكون لدى الشخص مستويات منخفضة من فيتامين "ألف".

وخلال الاجتماع التقني الافتراضي بشأن "الوصول بالتقنيات النووية إلى المستوى الأمثل لتقييم حالة فيتامين "ألف"، المنعقد الشهر الفائت، التأم 20 خبيراً من حول العالم لمناقشة كيفية الوصول باختبار تخفيف نظائر الريتينول، وهو تقنية نووية يمكنها قياس مستويات فيتامين "ألف" في الجسم، إلى المستوى الأمثل للاستخدام في برامج التغذية.

وكجزء من اجتماع الوكالة، نُظّمت حلقة نقاش مع أطراف معنيّة دولية من منظمات مهتمة بحالة فيتامين "ألف" في العالم. وخلال الاجتماع، مُثّلت كلٌّ من منظمة الصحة العالمية، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، والتحالف العالمي المعنيّ بفيتامين "ألف"، ومؤسسة هيلين كيلر الدولية.

واتفق المشاركون في النقاش على أن النتائج المتأتية من البرامج التي تستخدم اختبار تخفيف نظائر الريتينول يمكن أن تساعد البلدان على تحديد متى يجب التوقف عن ممارسات المكمّلات أو تغييرها - وفي أفضل الأحوال، قد يكون الاستمرار بها بمثابة إهدار للموارد، وفي أسوأ الأحوال، قد تعرّض بعض المجموعات السكانية لخطر فرط فيتامين "ألف".

كما ساعد الحوار في الحلقة النقاشية على توجيه النقاش للأيام المتبقية من الاجتماع التقني. وحدَّد المشاركون الأولويات البحثية لمعالجة المسائل المنهجية المفتوحة بشأن اختبار تخفيف نظائر الريتينول وحددوا طرقاً لجعل التقنية مناسبة للاستخدام على نطاق أوسع. وسيتم الآن تناول نتائج الاجتماع في إطار مشروع بحثي منسَّق قادم للوكالة من المقرر أن يبدأ في وقت لاحق هذا العام.

واختبار تخفيف نظائر الريتينول موجود منذ التسعينيات، ولكن نظراً لأنه تقنية نظيرية تتطلب معدات ومعرفة متخصصة لإجرائه بدقة، لم يُطبَّق بطريقة روتينية خارج البيئات البحثية. ومع ذلك، أكد الخبراء المشاركون في الاجتماع على الإمكانات المحتملة للاختبار في سياقات أوسع حيث يمكن أن يكمل أوجه القصور في التقنيات الأخرى.

موارد ذات صلة

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية