You are here

سلامة مياه الشرب: وحدة معالجة المياه المدعومة من الوكالة تحول مياه المستودعات الجوفية إلى مياه صالحة للشرب في الأردن

,

وتسهل وحدة معالجة المياه، التي استُكملت في كانون الأول/ديسمبر 2020، الاستفادة من مستودعات المياه الجوفية الحجرية الرملية الأقدم عمراً. (الصورة: أمل الصياحين/سلطة المياه بالأردن)

في الأردن، حيث تشكل ندرة المياه مصدر قلق متزايد، تبدأ قريباً وحدة جديدة لمعالجة المياه الجوفية، ابتُكرت بدعم من الوكالة، في ضخ مياه شرب ذات جودة عالية إلى آلاف المنازل في محافظة العقبة في الطرف الجنوبي من البلد. ويعمل نظام المعالجة التجريبي، وهو أول نظام من نوعه في الأردن، عن طريق إزالة النويدات المشعة الطبيعية المنشأ من المياه الجوفية، مما يسمح لسلطة المياه بالأردن بالاستفادة من مستودعات المياه الجوفية غير المستعملة سابقاً وتقليل الضغط على مصادر المياه الحالية.

والأردن واحد من عشرة بلدان تعاني من أدنى معدلات توافر المياه العذبة للفرد الواحد في العالم - بسبب مناخه شبه القاحل الذي يتسم بانخفاض معدلات هطول الأمطار ونتيجةً لتزايد عدد سكانه. ومن المتوقع أن يتدهور هذا الوضع، فوفقاً لما أفاد به المكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية، سوف يدخل الأردن في حالة من "الفقر المائي المدقع" بحلول عام 2025 ما لم تُتخذ تدابير فعالة.

ومن بين هذه التدابير استغلال مصادر المياه الجوفية الأعمق والأقدم، مثل مستودع المياه الجوفية في وادي رَم-المحاط بالحجر الرملي- الذي يحتوي على كميات ضخمة من المياه العذبة ذات الجودة العالية، ومن غير المرجح أن يظهر به أي تلوث بشري المنشأ. ومع ذلك، غالباً ما يحتوي الحجر الرملي على تركيزات عالية من النويدات المشعة الطبيعية المنشأ، وهي الراديوم بصفة أساسية، التي يمكن أن تشكل خطراً على المستهلكين.

وبدعم من برنامج الوكالة للتعاون التقني، ساعد أخصائيو تحليل النظائر والمتخصصون في تكنولوجيا النفايات خبراء في الأردن في قياس ورصد تركيز الراديوم في عينات مياه جوفية مأخوذة من مستودع المياه الجوفية في وادي رَم وفي استكشاف عدد من خيارات معالجة المياه.

وبعد تحليل محتوى المياه، قدَّم المشروع الدعم لتشييد وتركيب وحدة معالجة مياه تقع بالقرب من بئر مياه. وترشح وحدة المعالجة المياه بإضافة أكسيد المنغنيز المائي، وتُوجَّه بعد ذلك المياه من خلال سلسلة من المرشحات الخزفية، مما يحدُّ من تركيزات النويدات حتى تصل إلى مستوى التطابق مع المعايير الأردنية (انظر الأساس العلمي).

وبعد وصول المكونات الأساسية الأولى، مثل المضخات وأجهزة القياس، انطلقت في شباط/فبراير 2020 أعمال تجميع معدات معالجة المياه، لكي تبدأ الأعمال الهندسية المدنية وأعمال التشييد في بداية الشهر التالي. وبحلول كانون الأول/ديسمبر 2020، أصبحت وحدة المعالجة كاملة وجاهزة لكي تستخدمها شركة مياه العقبة، وهي سلطة توزيع المياه المحلية. ويمكن للوحدة الجديدة معالجة 40 متراً مكعباً من المياه في الساعة -أي 12.5 لتراً في الثانية- وهو ما يوفر كميات من المياه تكفي نحو 2000 شخص.

وتقول أمل الصياحين، مديرة البحوث والخدمات التقنية في سلطة المياه بالأردن: "نخطط لإنشاء مزيد من وحدات معالجة مصادر المياه في مدينة العقبة، وكذلك في آبار جوفية جديدة تقع في المنطقة الجنوبية من محافظة عَمَّان، في منطقة تسمى خان الزبيب."

وجميع المواد الموجودة في القشرة الأرضية تحتوي على نويدات مشعة طبيعية المنشأ. وهي موزعة على جميع الصخور وأشكال التربة، وعادةً ما تكون في شكل تركيزات منخفضة النشاط. ومع ذلك، يمكن أن تتسرب إلى المياه الجوفية، ومن ثم إلى مياه الشرب المستخرجة من مصادر المياه الجوفية وينابيعها. ويقول هورست مونكِن-فرنانديز، وهو أخصائي لدى الوكالة في مجال الاستصلاح البيئي ويساعد الأردن في هذا المشروع: "إنَّ وجود النويدات المشعة قد يستدعي إجراء تحليل دقيق لفهم المخاطر الإشعاعية المرتبطة باستهلاك هذه المياه." 

ويمثل النشاط الإشعاعي في مياه الشرب مشكلة في العديد من بلدان العالم. وفي الآونة الأخيرة، نظَّمت الوكالة حلقة عمل ضمن فعاليات المؤتمر الدولي بشأن إدارة المواد المشعة الموجودة في البيئة الطبيعية لعام 2020، تحت عنوان المياه الجوفية o360، حيث بُحثت فيها جوانب متنوعة تتعلق بوجود النويدات الطبيعية المنشأ في المياه الجوفية.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية