You are here

قرار فقدان الوزن لعام 2022: البيانات النووية تكشف عن العلاقة بين التمرين والوزن

,

وأكدت دراسة، باستخدام الماء المزدوج الترقيم، أن جسمك يحاول مواجهة السعرات الحرارية التي تحرقها في أنشطة التمرين الإضافية، وأن فقدان الوزن من خلال ممارسة الرياضة وحدها أكثر صعوبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن. (الصورة من: ت. كاساندي)

في مثل هذا الوقت من العام  يفرط الناس في جميع أنحاء العالم، لا سيما في الدول الغربية، في تناول أطباق المواسم والأعياد الشهية ويعاهدون أنفسهم على إعادة أجسامهم إلى الوضع الصحيح في العام الجديد. ويأتي على رأس قائمة القرارات البدءُ في اشتراك عضوية جديدة في صالة الألعاب الرياضية واتباع نظام تمرين مكثف من شأنه تحقيق النتائج المرجوة في وقت قصير. وعلى الرغم من بذل أقصى الجهود، فإن هذا النهج لا يصلح للجميع - والسؤال لماذا؟ لماذا لا تعتبر التمارين المكثفة الطريقة الأكثر فعالية لخسارة الوزن لدى بعض الأشخاص؟

كشفت دراسة أجريت هذا العام، باستخدام بيانات مستمدة من قاعدة بيانات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية اسمها Doubly Labelled Water Database (قاعدة بيانات الماء المزدوج)، عن رؤى ثاقبة بشأن مدى فعالية التمارين الرياضية في تحفيز فقدان الوزن. والنتائج ليست مباشرة كما قد تعتقدون.

وقال جون سبيكمان، البروفسور في معهد شينزين للتكنولوجيا المتقدمة وجامعة أبردين، لصحيفة ميل اون لاين: "عند الالتحاق ببرامج التمارين الرياضية لفقدان الوزن، يفقد معظم الناس القليل من الوزن، ويفقد بعض الأفراد الكثير من الوزن، إلا أن القليل من الأفراد غير المحظوظين يزيدون في الوزن في الواقع". والبروفسور هو رئيس فريق إدارة قاعدة بيانات الوكالة المذكورة أعلاه وأحد مؤلفي دراسة تؤكد ما اشتبه فيه الكثير من الساعين إلى إنقاص أوزانهم منذ فترة طويلة، من أن السعرات الحرارية التي تُظهر شاشة جهاز الركض الكهربائي أنها احترقت لا تعكس حقيقة السعرات الحرارية المحترقة في الجسم. 

وووفقاً للدراسة المنشورة في مجلة Current Biology، فالأفراد الذين لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي (بين 18.5 و24.9)، ستعوض أجسامهم السعرات الحرارية المحروقة أثناء أداء التمارين بنسبة 28 في المائة - مما يعني فقدان 72 في المائة فقط من السعرات الحرارية على مدار اليوم. ومع تقدم العمر وزيادة الوزن، تزداد هذه النسبة سوءاً، ويفقد الأشخاص الذين تصل أرقام مؤشر كتلة أجسامهم أعلى الأرقام 51 في المائة فقط من السعرات الحرارية التي تُحرَق في التمرين. وتؤكد الدراسة أن الأفراد يختلفون في طريقة تخطيط أجسامهم لاستخدام الطاقة، وقد يواجه الأشخاص المصابون بالبدانة صعوبة في إنقاص الوزن لأن أجسامهم فعالة في الاحتفاظ بتخزين الدهون لديهم.

وقالت ألكسيا ألفورد، أخصائية التغذية في الوكالة والمؤلفة المشاركة في هذه الدراسة: "هناك العديد من الفوائد الصحية التي يمكن اكتسابها من خلال زيادة النشاط وممارسة الرياضة، ولكن الاعتماد على التمارين وحدها لن يساعدك على إنقاص الوزن". ولا تأخذ المبادئ التوجيهية لفقدان الوزن في الاعتبار تقليل السعرات الحرارية المحروقة في مهام الحياة الأخرى حيث يقوم الجسم بتعويض السعرات الحرارية المحروقة أثناء التمرين.

وأوضحت: "إذا قمت بزيادة نشاطك، فسيقوم جسمك بتعويض ذلك في مناطق أخرى ويخفض السعرات الحرارية المحروقة أثناء التنفس، والهضم، والحركات المتململة، وعمليات صيانة الجسم بشكل عام والوظائف التي يؤديها. وهذا الخفض يمكن أن يضيف الكثير من السعرات في الواقع،". وتنصح ألكسيا بعدم الاعتماد على التمارين وحدها لإنقاص الوزن، ولكن باتباع أسلوب حياة أكثر توازناً من جميع الجوانب، وأن النظام الغذائي هو المفتاح للحفاظ على نقص السعرات الحرارية لفقدان الوزن. وتنبع إرشاداتها، والاستنتاجات التي خلصت إليها الدراسة، من البيانات المستقاة من تقنية نووية تنطوي على أسلوب الماء المزدوج الترقيم، والتي يعود الفضل في إتاحتها لقاعدة بيانات الوكالة.

هناك العديد من الفوائد الصحية التي يمكن اكتسابها من خلال زيادة النشاط وممارسة الرياضة، ولكن الاعتماد على التمارين وحدها لن يساعدك على إنقاص الوزن.
ألكسيا ألفورد، أخصائية التغذية بالوكالة

الإجابات في قاعدة بيانات الماء المزدوج الترقيم

الماء المزدوج الترقيم هو الاسم الذي يُطلق على المياه الغنية بكمية معروفة من نظيرين مستقرين (أي غير مشعين وغير ضارين): الديوتيريوم والأكسجين-18. ومن خلال قياس بول الشخص موضوع الدراسة على مدى 7 إلى 14 يوماً بعد شرب الماء المزدوج الترقيم، يمكن للباحثين حساب إجمالي استهلاك الشخص للطاقة بدقة. وتتفوق هذه التقنية على غيرها من حيث إنها تتيح للأشخاص الخاضعين للدراسة الاستمرار في عيش حياتهم الطبيعية وحساب السعرات الحرارية التي يتم حرقها في كل من الأنشطة والتمثيل الغذائي في الجسم بشكل عام.

واستخدام الماء المزدوج الترقيم لدراسة إجمالي استهلاك الجسم للطاقة ليس بالأمر الجديد، لكن التكلفة العالية للأكسجين-18 والآلات المستخدمة لقياسه أدت إلى ضيق نطاق الدراسات. وفي عام 2018، اتصل فريق من الباحثين المعنيين بالماء المزدوج الترقيم بالوكالة وأرادوا إتاحة مجموعات البيانات التي لديهم على نطاق أوسع، ومن هنا بدأ تطوير قاعدة بيانات الوكالة للماء المزدوج الترقيم. وفي الوقت الحالي، تحتوي قاعدة البيانات على بيانات الماء المزدوج الترقيم من أكثر من 7600 شخص مما يجعلها أكبر مجموعة في العالم لمثل هذه البيانات.

وتحتوي قاعدة بيانات الوكالة للماء المزدوج الترقيم على مجموعة متنوعة من البيانات التي تشمل الرياضيين والعدَّائين على ارتفاعات عالية ومرضى السرطان وأشخاص مصابين بالشلل الدماغي، ويمكن للباحثين الوصول إليها بالمجان وتحتوي على مسائل بحثية واضحة ومحددة اعتمدها فريق الإدارة. وترِد معظم البيانات من دراسات أجريت في دول غربية، مثل الولايات المتحدة وهولندا، لذلك تتطلع الوكالة إلى توسيع مجموعة البيانات بشكل أكبر ببيانات من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وفي عام 2022 ستبدأ الوكالة مشروعاً بحثياً منسقاً سيضيف المزيد من بيانات البلدان ذات الدخل المنخفض.

وأضافت ألكسيا: "قاعدة بياناتنا هي رصيد لا يقدر بثمن نحو فهم أفضل لكيفية عمل جسم الإنسان. وهذه الدراسة بشأن التمارين مثال رائع على ذلك؛ في حين أن معظم دراسات الماء المزدوج الترقيم تشمل عموماً حوالي 30 شخصاً، فإن الدراسة بشأن التمارين تضمنت أكثر من 1600 شخص، مما يجعل البيانات قوية للغاية،". واستفاضت: "البيانات الموجودة في قاعدة بيانات الوكالة للماء المزدوج الترقيم كنز دفين غير مستغل، ونحث الباحثين على التواصل معنا للوصول إلى محتوياتها والمساهمة بمجموعات البيانات التي لديهم."

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية