أنشأ أخصائيون من واحد وعشرين بلداً في أفريقيا لأول مرة رابطة أفريقية للصيدلة الإشعاعية لتعزيز قدراتهم وتلبية الاحتياجات الوطنية على نحو أفضل من أجل التحضير والإدارة المأمونين للمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية المستخدمة في تشخيص السرطان والأمراض الأخرى وعلاجها ومكافحتها.
وستساهم هذه الرابطة، التي أُنشئت في آذار/مارس بدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجمعية علوم المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية والرابطة الأوروبية للطب النووي، في تطوير مجال المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية في المنطقة، التي تواجه حاليًّا عدداً من التحديات. ومن هذه التحديات النقصُ الحاد في أخصائيي الصيدلة الإشعاعية المؤهَّلين وعدم كفاية اللوائح الصحية لضمان الإنتاج المأمون لمستحضرات صيدلانية إشعاعية جيدة يصلُح إعطاؤها للمرضى. وتحتوي المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، المستخدمة لعلاج السرطان، واضطرابات القلب، والكلى، والعظام والدماغ، على كميات صغيرة من النظائر المشعة ويجب إنتاجها في ظل ظروف محكمة بعناية واختبارها للتأكد من جودتها قبل صرفها للمرضى. وفي الوقت الراهن، يعمل حوالي 70 في المائة من أخصائيي الصيدلة الإشعاعية المؤهَّلين في أفريقيا في بلدين فقط، هما جنوب أفريقيا ومصر.
وستعزز الرابطة الوعي بالمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية كمنتجات طبية بين المهنيين الصحيين في أفريقيا، وستزيد وعي متخذي القرارات بأهمية خدمات الصيدلة الإشعاعية وكذلك الحاجة إلى تنظيمها على أساس المعايير الدولية. كما ستيسر التعاون الإقليمي وتبادل الأفكار والمعارف، لتعزيز القدرات بين المهنيين في أفريقيا، من خلال المنصات العلمية والمهنية الرسمية.
وقال شوكت عبد الرزاق، مدير شعبة أفريقيا التابعة لإدارة التعاون التقني في الوكالة، خلال حفل الافتتاح الذي أقيم في الرباط بالمغرب في أوائل آذار/مارس: "هذا معلم بارز حققته الدول الأعضاء الأفريقية في مجال الصيدلة الإشعاعية". وأضاف: "تأسست الرابطة الأفريقية للصيدلة الإشعاعية من أجل منح المرضى في أفريقيا إمكانية الوصول إلى المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية التي لا غنى عنها والتي يحتاجون إليها. وسيكون الخبراء قادرين على التواصل وتقييم ما يجب القيام به من حيث تعزيز جودة تحضير وإدارة المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية في أفريقيا".