You are here

مشروع جديد يهدف إلى تعزيز استدامة المؤسسات النووية في آسيا

,

Informing the public about the impact of the work of nuclear institutions is key to their sustainability, said Djarot Wisnubroto, Chairman of Indonesia’s National Nuclear Energy Agency (BATAN) (right), at a regional meeting on the topic in Jakarta on 14 May, 2018. (Photo: M. Gaspar/IAEA)

جاكرتا، إندونيسيا - كيف يمكن للمؤسسات النووية الوطنية التي تروّج للتكنولوجيات النووية في بلدانها أن توّسع من نطاق تأثيرها وتزيد من اعتمادها على الذات؟ هذا هو السؤال الذي حاول كبار المديرين النوويين من مختلف بلدان آسيا النامية الإجابة عنه في اجتماع عُقِدَ في جاكرتا هذا الشهر، حيث أطلقوا مشروع تعاون تقني مدته أربع سنوات مع الوكالة لمساعدة المؤسسات النووية الوطنية على زيادة استدامة عملياتها.

وقال دجاروت ويسنوبروتو، رئيس الوكالة الوطنية للطاقة النووية في إندونيسيا (باتان): "إن العديد من أفراد الجمهور لا يعرفون إلا أقلّ القليل عن التكنولوجيات النووية، والطريقة التي يمكن من خلالها كسب دعمهم هي إظهار الأثر الاجتماعي والاقتصادي لعملنا، بدلاً من مجرد الجانب العلمي له". وأضاف قائلاً: "يَكمن التحدي الأكبر في كيفية زيادة الوعي بعملنا والترويج لمنتجاتنا."

منوهاً إلى أنه في حين أنّ لبرنامج عمل باتان أهداف من المستويات العليا إلى المستويات الدنيا في مجالات مختلفة، يجب أن تكون الأنشطة مدفوعة بالطلب. إن تطوير سلالات جديدة من الأرز وتعقيم المعدات الطبية باستخدام الإشعاع هما مثالان على نوع الخدمات المرتفعة الطلب. "إن العمل مع القطاع الخاص والحصول على خدمات قابلة للتسويق أمران رئيسيان لاستدامتنا."

وتحدث السيد ويسنوبروتو أيضاً عن الدور الهام الذي يمكن أن يؤديه الباحثون الشبان في استنباط أفكار مبتكرة، سواء في العلوم أو في الإدارة.

ويقول داناس ريديكاس، رئيس قسم الفيزياء في الوكالة والمسؤول التقني المكلَّف بالمشروع الجديد: "إن أكثر من ٧٥٪ من تمويل المؤسسات النووية في آسيا النامية يأتي مباشرة من الحكومات." وهو أمر توّد العديد من الحكومات في المنطقة أن تراه منخفضاً. وأضاف قائلاً إنَّ هذه الحصة أعلى بكثير من مثيلاتها في العديد من البلدان المتقدمة، حيث تقوم المؤسسات هناك في الغالب ببيع خدمات مثل المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية وتشعيع المنتجات الصناعية في السوق المفتوحة. كما تمكنت المؤسسات النووية في العديد من البلدان النامية المتقدمة في المنطقة من تحقيق إيرادات كبيرة من الخدمات التي تبيعها للقطاع الخاص.

ويمكن للمؤسسات أن تصبح أكثر اعتماداً على نفسها من خلال درّ الإيرادات، والذي لا يشمل بيع الخدمات فحسب، ولكن أيضاً تلقي المنح من الحكومة أو غيرها من هيئات التمويل القائمة على الخدمات العامة التي تقدمها المؤسسات، على حد قول فتحي الخانجي، وهو خبير استشاري من السودان. "المطلوب هو حدوث تحول في المؤسسات النووية من التركيز على البحوث الصِّرفة إلى تحديد أولويات قائمة على الاحتياجات وإدارة أقوى للتطبيقات النووية".

المطلوب هو حدوث تحول ... من التركيز على البحوث الصِّرفة إلى تحديد أولويات قائمة على الاحتياجات وإدارة أقوى للتطبيقات النووية.
فتحي الخانجي، خبير استشاري، السودان.

تفويض واضح يدعم سياسة التنمية

ولتحقيق الاستدامة، تحتاج أي منظمة نووية إلى تفويض واضح يدعم سياسة التنمية الوطنية في البلاد، والشغف بالابتكار، والموارد البشرية الكافية والتمويل، هذا حسب ما قاله إن-تشول ليم ، مدير إدارة العلوم الأساسية والتكنولوجيا في معهد بحوث الطاقة الذرية في كوريا (KAERI) في دايجون، كوريا الجنوبية. ولقد تطور نموذج عمل المعهد الكوري لبحوث الطاقة الذرية ليواكب المتطلبات المتغيرة للحكومة، حيث انتقل من البحوث الأساسية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي إلى دعم الأخذ بالقوى النووية في السبعينيات ودعم تنمية البلاد المدفوعة بالصادرات في الثمانينيات والتسعينيات. وقال: "دائماً ما كانت تتوقع الحكومة منا أن نواصل التحرك نحو مجالات جديدة في الوقت الذي نحول فيه التقنيات الناضجة إلى صناعة." وأضاف قائلاً: "لقد كان التكيُّف مع الاحتياجات المتطورة حاسماً لاستدامتنا." وأشار إلى أنَّ أقل من ٣٠٪ من ميزانية المعهد المذكور تأتي من الإعانات الحكومية- أما الباقي فهو عائد من الخدمات المباعة للحكومة وقطاع الصناعة. 

ومن جانبه قال سياهريل سياهريل، مسؤول إدارة المشروع المكلّف بالمبادرة الجديدة، إن مفتاح نجاح هذا الاجتماع للوكالة هو أن تقوم المؤسسات النووية الوطنية بتبني وتنفيذ الأفكار، وما تتمخض عنه ورش العمل المتعاقبة وبعثات الخبراء الاستشارية التي ستتم خلال السنوات الأربع القادمة من منهجية ونهج. وأضاف قائلاً: "ستقدم الوكالة دعماً مستمراً لتسهيل التنفيذ".

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية