جددت الوكالة اتفاقاً مع المركز النووي الوطني المغربي من أجل العمل على مجموعة من التقنيات النووية لأغراض إدارة الموارد المائية وحماية البيئة والتطبيقات الصناعية.
وهذا الاتفاق هو نتيجة شراكة طويلة الأجل بين الوكالة والمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية (CNESTEN) في المغرب، الذي عُيِّن مركزاً متعاوناً مع الوكالة منذ عام 2015.
وخطى المركز خطوات كبيرة في ميادين مختلفة من خلال تعاونه مع الوكالة، إذ أنشأ مختبرات متقدمة معنية بتحليل النظائر، والاختبارات غير المتلفة، ودراسات التحليل الإشعاعي، وأصبح مؤسسة لها دور محوري في المنطقة في مجالات إدارة الموارد المائية وحماية البيئة والتطبيقات الصناعية.
وتشمل إنجازات المركز الرئيسية إجراء ثماني دراسات وطنية بشأن تقييم الموارد المائية وإدارتها باستخدام التقنيات النووية، وتحديث قواعد البيانات النظيرية والكيميائية الخاصة بأكثر من 20 حوضاً في المغرب، والمشاركة في ثلاثة مشاريع بحثية منسقة تتعلق بالموارد المائية والزراعة.
ووفَّر المركز الوطني تدريباً فردياً وخبرات وخدمات تشخيصية لعدة دول أعضاء أفريقية، ونظَّم ما يزيد على 90 دورة تدريبية وحلقة عمل بشأن الهيدرولوجيا النظيرية والتطبيقات الصناعية. وفضلاً عن ذلك، نشر المركز أكثر من 25 ورقة علمية في تلك المجالات، مما ساهم مساهمة كبيرة في إثراء قاعدة المعارف العالمية وتعزيز التعاون الإقليمي.
ووقِّع أحدث اتفاق خلال الدورة الثامنة والستين للمؤتمر العام للوكالة في أيلول/سبتمبر 2024، وسيبقى ساري المفعول حتى عام 2029. وهدف الاتفاق هو تنفيذ خطتَي عمل تركِّز أولاهما على تعزيز الاستخدام المنتظم لأدوات الهيدرولوجيا النظيرية على الصعيدين الوطني والإقليمي. وسيتحقق ذلك عن طريق وضع اتفاقات تعاون مع معاهد وطنية وإقليمية والمساهمة في شبكات دولية مثل الشبكة العالمية لاستخدام النظائر في دراسة الأمطار (GNIP) والشبكة العالمية لمختبرات تحليل المياه (GloWAL)، حيث يتم التركيز على الموارد المائية في المغرب ومختلف أنحاء أفريقيا. وسيقدِّم المركز الوطني تدريباً أساسياً وتدريباً متقدماً باللغة الفرنسية فيما يخص الأساليب التحليلية واستخدام الأدوات الجيوكيميائية والنظيرية. وإضافةً إلى ذلك، سيوفِّر المركز خدمات تحليلية (تتعلق بكيمياء المياه والنظائر البيئية) في إطار مشاريع التعاون التقني الخاصة بالوكالة في أفريقيا والشرق الأوسط.
وتهدف خطة العمل الثانية إلى دعم البلدان في تسخير التطبيقات السلمية للعلوم والتكنولوجيا النووية في البيئات الصناعية، مما يتيح تعزيز القدرات العالمية لضمان الاستخدام الفعال للتقنيات القائمة على النظائر المشعة والإشعاعات. وتشمل مجالات التركيز الرئيسية الاختبارات غير المتلفة، والمقتفيات الإشعاعية، وتطبيقات المصادر المختومة لتعزيز مراعاة البيئة والأمان في الممارسات الصناعية وفي إدارة العمليات الصناعية.
والمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية في المغرب هو مؤسسة عامة تعمل تحت إشراف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة لترويج العلوم والتكنولوجيا النووية في عدة قطاعات اجتماعية واقتصادية تشمل المياه والبيئة والصناعة. وتم الاعتراف به، بموجب اتفاق أفرا، كمركز امتياز إقليمي في ميادين متعددة مثل الهيدرولوجيا النظيرية والاختبارات غير المتلفة. وحصل المركز أيضاً على اعتمادات لستة مختبرات تحليلية مختصة بعدة مجالات منها النظائر المستقرة والتريتيوم، وذلك على أساس المعيار الدولي ISO/IEC 17025. وفضلاً عن ذلك، حصل المركز الوطني على موافقة الاتحاد المغربي المعني بالاختبارات غير المتلفة ليعمل كمركز للتدريب والاعتماد في مجال الاختبارات غير المتلفة.
وسيتيح هذا التعاون المتجدد بين الوكالة والمركز مواصلة دعم الجهود الرامية إلى استخدام التقنيات النووية والتقنيات النظيرية وتطويرها لأغراض إدارة الموارد المائية وحماية البيئة والتطبيقات الصناعية. وسيفضي أيضاً إلى تعزيز المهارات التقنية والقدرات الوطنية والإقليمية في هذه المجالات، وهو ما يؤكد مجدداً أهمية التكنولوجيات المذكورة في توطيد علاقة التعاون بين الوكالة والمركز وترسيخها في الأجل الطويل. وسيعزِّز هذا التعاون الدور الريادي الذي يؤديه المغرب على المستوى الأفريقي في تسخير التكنولوجيات النووية في مجموعة من القطاعات الرئيسية.