You are here

التقنيات النووية تساعد على تشخيص مرض الإبل في الشرق الأوسط

,

(الفيديو: سفتلومير سلافتشيف، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

ثمة مرض ناشئ يصيب الإبل والأشخاص يهدِّد منطقة الشرق الأوسط والمناطق المجاورة لها. وفي الشهر الماضي، قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بتدريب موظفي مختبرات بيطرية من المنطقة على كيفية الكشف عن هذا المرض وتشخيصه باستخدام التقنيات النووية والتقنيات المستمدَّة من المجال النووي.

وقال جيوفاني كاتولي، رئيس مختبر الإنتاج الحيواني والصحة الحيوانية التابع للشعبة المشتركة بين الفاو والوكالة لاستخدام التقنيات النووية في الأغذية والزراعة، حيث تلقى هؤلاء العلماء تدريبهم، "إنَّ فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) يشكّل شاغلاً خطيراً ومتزايداً لأنّه يمكن أن ينتقل من الحيوان إلى الإنسان.

وثمة عدد متزايد من حالات إصابة البشر بهذا الفيروس التي يتمُّ الإبلاغ بشأنها بشكل يومي تقريباً، كما أن حدّة بعض هذه الحالات تبلغ درجة يمكن معها أن تصبح مميتة." ووفقا لـتقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية، تؤدي ٣٥% من حالات الإصابة بهذا الفيروس إلى الوفاة.

مشكلة متعلقة بالإبل

تمثّل الإبل الأثوياء الرئيسيين لفيروس كورونا. وفي منطقة الشرق الأوسط، يمتطي الناس الإبل للتنقّل، ويأكلون لحومها ويشربون ألبانها. وتبلّغ بلدان هذه المنطقة بأعلى عدد من حالات إصابة البشر بهذا الفيروس — لا سيما المملكة العربية السعودية حيث تمّ اكتشاف هذا الفيروس لأول مرة في عام ٢٠١٢.

وعندما تُصاب الإبل بالعدوى، لا تظهر عليها أعراض المرض.

وقال كاتولي أيضا: "يتسبب هذا الفيروس في ظهور أعراض إكلينيكية خفيفة على الإبل المصابة بحيث يكون من الصعب التفطّن إلى هذه الأعراض. ولهذا السبب، من المهم للغاية ضمان أن يكون العلماء والتقنيون العاملون في مختبرات منطقة الشرق الأوسط مدركين للخطر القائم في هذا الشأن، ومطّلعين على التكنولوجيا المستمدة من المجال النووي، وعلى أهبّة الاستعداد للكشف عن هذا الفيروس.

وبمجرّد أن يقوم العلماء بالكشف عن الفيروس باستخدام هذه التقنيات المستمدّة من المجال النووي، يمكن للسلطات تنبيه سكان منطقة ما وتقديم المشورة إليهم بشأن التدابير الصحية الأساسية وغيرها من التدابير التي يتعيَّن اتخاذها مثل غسل اليدين بعد الاحتكاك بالإبل أو البقاء على مسافة معينة بعيداً عنها. ومن شأن هذه التدابير أن تقلّص من خطر التعرّض للفيروس، ويُعدّ ذلك أمراً مهماً لأنه لا يوجد بعدُ علاج للمرض الذي يسببه هذا الفيروس.

الدورة والعلوم

التقى أخصائيون في التشخيص البيطري من الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والعراق، والكويت، ولبنان، والمملكة العربية السعودية الشهر الماضي في المختبرات التابعة للشعبة المشتركة بين الفاو والوكالة في النمسا. وتم تدريبهم من قبل خبراء دوليين على استخدام التقنيات الجزيئية الحديثة للكشف عن الفيروسات (انظر التسلسل الجيني) لتمكينهم من الكشف عن هذا الفيروس ومكافحته.

ومن شأن التقنيات التي تعلّم هؤلاء العاملون في المجال البيطري كيفية استخدامها أن تساعدهم على تحديد هذا الفيروس بدقة في غضون ساعات معدودة. وفي المقابل، يستغرق تحديد هذا الفيروس عدة أيام بل حتى عدّة أسابيع في حال استخدام التقنيات التقليدية.

وقال محمد الحوسني، من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، الذي شارك في الدورة التدريبية: "بما أنه فيروس حديث النشأة، لا تزال ثمة العديد من الأمور التي يتعيَّن علينا الاطلاع عليها بشأنه.  وإن أهمّ شيء بشأن هذه التقنيات هو أنها تساعدنا على تحديد الفيروس بسرعة. فهي تقنيات تتسم بالسرعة والدقة."

وهذه التقنيات لن تساعد العاملين في المجال البيطري على الكشف عن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ورصده فحسب، بل إنها ستساهم أيضاً في زيادة توافر المعلومات الأساسية بشأنه. فعلى سبيل المثال، يمكن للعلماء من خلال التسلسل الجيني أن يطلعوا على الكيفية التي ينتشر بها هذا الفيروس ويتطور.

وأضاف الحوسني قائلاً إنَّ هذه الدورة التدريبية قد ساعدت على تعزيز التعاون في هذا الشأن. "التقاؤنا ببيطريين من بلدان أخرى سيفتح أمامنا الكثير من الأبواب. ونحن سنقوم الآن بتبادل المعلومات عبر قواعد بيانات مشتركة. وسنعمل معاً أيضاً لضمان ألاّ ينتشر هذا الفيروس في مناطق أخرى من العالم."

إن أهمّ شيء بشأن هذه التقنيات هو أنها تساعدنا على تحديد الفيروس بسرعة. فهي تقنيات تتسم بالسرعة والدقة.
محمد الحوسني، جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، الإمارات العربية المتحدة

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية