"إنَّنا نرى بأعيننا ما يجري على الأرض في أوكرانيا. فإذا وقع حادث نووي هذه المرة، لن يكون السبب موجة تسونامي راجعة لقوى الطبيعة. وإنما سيكون نتيجة لتقصير بشري عن القيام بما يلزم، في وقت نعرف فيه أنَّ ذلك كان في وسعنا ومن واجبنا".
كانت هذه هي كلمات التحذير التي ألقاها المدير العام، السيد رافائيل ماريانو غروسي، في افتتاح الدورة العادية لمجلس محافظي الوكالة في فيينا صباح اليوم.
وقال السيد غروسي: "إنَّ العمليات العسكرية في مرافق القوى النووية في أوكرانيا تتسبَّب في خطر غير مسبوق بوقوع حادث نووي، مما يعني المجازفة بحياة البشر الذين يعيشون في أوكرانيا والبلدان المجاورة، بما فيها روسيا".
وأكَّد المدير العام مجدَّداً استعداد الوكالة للمساعدة على ضمان الأمان والأمن في المرافق النووية في أوكرانيا، ودعا الأطراف إلى الاتفاق على "إطار عمل قابل للتنفيذ من أجل إعادة إرساء الالتزام بالأمان النووي".
وقال السيد غروسي: "يجب علينا أن نتلافى وقوع حادث نووي في أوكرانيا. وعلينا ألا نختبئ وراء الحلول التي تخيِّرنا بين الفوز بكلِّ شيء أو خسارة كلِّ شيء"، وأضاف أنَّه مستعد للسفر إلى أيِّ مكانٍ يقتضيه الاتفاق على ذلك الإطار.
وأطلع المدير العام المجلس بأعضائه البالغ عددهم 35 عضواً على وضع الأمان والأمن في المواقع النووية في أوكرانيا – والتي صار اثنان منها خاضعين لسيطرة القوات العسكرية الروسية.
وفي سياق الحديث عن الوضع في محطة زابوريجيا، كبرى محطات القوى النووية في أوروبا، قال السيد غروسي:
"إنَّ القوات الروسية تسيطر الآن على إدارة المحطة وتتحكم في الموافقة على القرارات التقنية التي يتخذها موظفو التشغيل الأوكرانيون. ولا يُعدُّ ذلك أسلوباً مأموناً لإدارة محطة للقوى النووية. كما أنَّه من غير المأمون ولا المستدام أن تُعطَّل وتنقطع الاتصالات الداخلية والخارجية، على النحو الذي أبلغتنا به الجهة المشغلة والهيئة الرقابية في أوكرانيا. وإنَّني أشعر بقلق بالغ بشأن ما آلت إليه الأحداث".
ويمكنكم الاطلاع على جميع التحديثات التي نشرتها الوكالة فيما يتصل بالنزاع في أوكرانيا، بما في ذلك بيانات المدير العام غروسي، عبر هذه الصفحة.