يمكن لمصر أن تعتمد على الدعم الذي تقدِّمه الوكالة في مكافحة السرطان وكذلك في حشد الالتزامات الدولية بمستقبل منخفض الكربون عندما تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في العام المقبل. هذا ما جاء اليوم على لسان رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة في القاهرة.
ففي لقائه مع الرئيس عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي، أعرب السيد غروسي عن تأييد الوكالة الكامل للعمل مع مصر في مؤتمر تغير المناخ المقبل COP27، وسلَّط الضوء على المساهمات التي يمكن أن تقدمها الطاقة النووية والتطبيقات النووية الأخرى من أجل معالجة تغير المناخ والتكيف مع الآثار التي خلَّفها ذلك بالفعل. وسوف تستضيف شرم الشيخ مؤتمر المناخ COP27، المقرر عقده في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وسيعتمد المؤتمر على النتائج التي توصَّل إليها مؤتمر المناخ COP26 الذي عُقد هذا العام في غلاسكو، من أجل الحد من انبعاثات الكربون والتخلص تدريجياً من استخدام الفحم وتوفير الدعم للبلدان النامية في التكيُّف مع تغير المناخ. ولقد كان للوكالة حضور كبير في مؤتمر المناخ COP26، كما أن المدير العام، السيد غروسي، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع اتفق على العمل عن كثب مع الإمارات العربية المتحدة وهي تستعد لاستضافة مؤتمر المناخ COP28 في عام 2023.
وخاطب السيد غروسي الرئيس السيسي قائلاً: "إنَّ تغير المناخ هو أحد أكبر التحديات في عصرنا، وسيكون مؤتمر المناخ COP27 بالغ الأهمية في الارتقاء بالعمل المناخي". إنَّ مصر تعدُّ مثالاً للجميع – حيث تأخذ الحكومة مسؤولياتها على محمل الجد للتصدي لتغير المناخ، بما في ذلك من خلال إدخال الطاقة النووية."
وتعتبر مصر ثاني أكبر اقتصاد في أفريقيا ويعتمد إنتاجها من الكهرباء بشكل كبير على النفط والغاز. وشكر الرئيس السيسي السيد غروسي على الدعم الذي قدمته الوكالة لمصر في برنامجها النووي. وتخطط الحكومة لبناء أربعة مفاعلات في الضبعة التي تقع على بعد 130 كيلومتراً شمال غرب القاهرة. وقد ساعدت الوكالة البرنامج النووي المصري من خلال تقديم المشورة في إعداد فريق المشروع، وعمليات إصدار التراخيص، وتطوير الموقع، والمشاركة الصناعية، والشبكات الكهربائية، وكذلك في التصميم والأمان.
وتبادل الرئيس والمدير العام كذلك وجهات النظر حول مكافحة السرطان في البلد، حيث يؤدي العلاج الإشعاعي دوراً مهماً. وفي شباط/فبراير 2022، ستطلق الوكالة مبادرة جديدة تسمى "أشعة الأمل" لدعم البلدان في زيادة فرص الحصول على خدمات رعاية مرضى السرطان. وناقش السيد غروسي كيف يمكن لمصر أن تؤدي دوراً مهماً في هذه المبادرة كمركز إقليمي لتشخيص السرطان وعلاج المصابين به ونقل المعارف.
وهناك مجال آخر للتعاون هو الحفاظ على القطع الأثرية التاريخية والثقافية الفريدة من نوعها في مصر باستخدام التقنيات النووية. فمن المعروف أن مومياء رمسيس الثاني، أحد أشهر الفراعنة في مصر، عولجت بالأشعة في عام 1977 للقضاء على الفطريات والحشرات الضارة، وكان علم التصوير الإشعاعي القديم قد أكَّد أن الفرعون لم يكن مصاباً بمرض في عموده الفقري، مما ساعد على تأكيد سمعته كمحارب عظيم. وصنَّفت الوكالة مؤخراً المركز القومي المصري لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع كمركز متعاون مع الوكالة في مجال التراث الثقافي – وهو الأول من نوعه إلى جانب جامعة باريس ساكلاي الفرنسية.
والتقى السيد غروسي بوزير الخارجية، السيد سامح حسن شكري، في وقت لاحق اليوم، وناقش معه التحديات الحالية في مجال عدم الانتشار واستخدام مصر على نطاق واسع للتقنيات النووية السلمية.
إنَّ تغير المناخ هو أحد أكبر التحديات في عصرنا، وسيكون مؤتمر المناخ COP27 بالغ الأهمية في الارتقاء بالعمل المناخي