دولة الإمارات العربية المتحدة رائدةٌ عالميًّا في مجال الابتكار ورائدةٌ إقليميًّا في استخدام الطاقة النووية لتلبية طموحاتها في مجال الطاقة المستدامة والعمل المناخي، جاء ذلك على لسان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، هذا الأسبوع خلال رحلته إلى هذه الدولة الخليجية. والتقى السيد غروسي، خلال رحلته إلى إمارَتَي أبوظبي ودبي، كبارَ المسؤولين الحكوميين، من بينهم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد بن سلطان آل نهيان، وقامَ بزيارة إلى محطة براكة للطاقة النووية.
ونوَّه السيد غروسي، خلال لقائه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في معرض إكسبو دبي مساء يوم الثلاثاء، بتاريخ الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها قبل 50 عاماً. فقد تحوَّلت الإمارات العربية المتحدة في غضون نصف قرن من اقتصاد يعتمد على صيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ إلى قوة اقتصادية إقليمية هائلة في مجالات الطاقة والتجارة والسياحة.
وخاطب السيد غروسي الشيخَ عبدالله بن زايد آل نهيان قائلاً: "الإمارات العربية المتحدة مثالٌ يُحتذى به في تحويل الرؤية إلى واقع ملموس. فقد نجحت القيادة التي تتسم ببُعد النظر في توجيه البلادَ نحو الازدهار والتمتع بنفوذ أكبر في منطقتها". وأشادَ بجهود البلاد لإرساء المهارات العلمية التقنية بين سكانها من خلال برامجها الذاتية النووية والفضائية السلمية، قائلاً إنَّ مثل هذه المبادرات ستساعد على حفز المزيد من التنمية الاقتصادية، وستمكن البلاد من تلبية طموحاتها، وستلهم الابتكار لدى الأجيال القادمة.
وناقش السيد غروسي والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أيضاً دورَ الطاقة والتطبيقات النووية في التصدي لتغيُّر المناخ واتفقا على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والإمارات العربية المتحدة ستعملان معاً على نحو وثيق لتسليط الضوء على دور الطاقة والتطبيقات النووية في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP28) - وهو مؤتمر الأمم المتحدة السنوي المعني بتغيُّر المناخ الذي ستستضيفه الإمارات العربية المتحدة في عام 2023.
والإمارات العربية المتحدة من المناصرين للطاقة النووية وهي أول بلد عضو بمجلس التعاون الخليجي ينتج الطاقة النووية وذلك في محطة براكة للطاقة النووية الواقعة في أبوظبي. وينظر هذا البلد إلى الطاقة النووية كحجرِ زاويةٍ في طموحاته بأن يصل بالانبعاثات إلى مستوى الصفر ويتوقع أن تشكِّل الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة 50 في المائة من قدرته المنشأة على توليد الطاقة النووية بحلول عام 2050.
وشكر الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الوكالةَ الدولية للطاقة النووية على ما قدَّمته من دعم للإمارات العربية المتحدة في إنشاء برنامجها النووي من خلال نهج المعالم المرحلية البارزة التابع للوكالة. وناقش الطرفان التعاون الوثيق في مجالات أخرى، بما في ذلك مشروع زودياك لمساعدة البلدان على التصدي لحالات تفشي الأمراض الحيوانية المصدر، ومبادرة "أشعة الأمل"، وهي مبادرة قادمة ستُطلق في شباط/فبراير 2022 وستسعى إلى زيادة فرص الحصول على خدمات رعاية مرضى السرطان على مستوى العالم.
الإمارات العربية المتحدة أحد الشركاء المهمين للوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي أول بلد ناطق باللغة العربية يمتلك برنامجاً مكتمل الجوانب للطاقة النووية.