وتقيِّم مبادرة Atoms4NetZero إمكانات الطاقة النووية في وضع سيناريوهات موثوقة لتحقيق ذلك الهدف باستخدام الأدوات التحليلية لدى الوكالة، مثل نموذج بدائل الاستراتيجيات الخاصة بإمدادات الطاقة وآثارها البيئية العامة، الذي يجمع بين التكنولوجيات وأنواع الوقود لإقامة 'سلاسل الطاقة'، مما يجعل من الممكن رسم خريطة لتدفقات الطاقة من العرض (استخراج الموارد) إلى الطلب (خدمات الطاقة). وتشمل أدوات النمذجة الأخرى المستخدمة نموذج تحليل الطلب على الطاقة، الذي يحدد التغيرات الهيكلية اللازمة للوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر، وإطار نمذجة نظم الطاقة، الذي يقيم ويحدد دور وقيمة تكنولوجيات الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة النووية، في تخطيط وتشغيل نظم الطاقة.
وتمثل مبادرة Atoms4NetZero في نهجها لنمذجة سيناريوهات الطاقة تحولاً كبيراً عن الممارسات العالمية الحالية. وقالت كارولين شيرير، رئيسة قسم المشروع الدولي المعني بالمفاعلات النووية ودورات الوقود الابتكارية في الوكالة: "حتى الآن، كان للطاقة النووية دور محدود نوعاً ما في دراسات سيناريوهات الطاقة التي تستخدمها الحكومات والمستثمرون لرسم خريطة للوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر". وأضافت: "تهدف هذه المبادرة إلى سد هذه الفجوة من خلال تقديم صورة أكمل لإمكانات الطاقة النووية، التي لها سجل حافل في التخفيف من أسباب تغير المناخ مع توفير القدرة على التكيف مع العواقب المترتبة عليه، وفي تعزيز أمن الطاقة والتنمية المستدامة".
وبالطبع، من المقرر أن تؤدي المصادر المتجددة المتغيرة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية دوراً مركزيًّا في الانتقال إلى نظم الطاقة النظيفة. وفي هذا الصدد، يمكن أيضاً لنمذجة الطاقة في إطار مبادرة Atoms4NetZero أن توفر خدمة رئيسية تساعد واضعي السياسات على تحسين إدماج مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة من خلال تقييم توافر الموارد وتقييم التأثير على استقرار الشبكة. ويقول بايير: "من خلال الجمع بين القوى النووية ومصادر الطاقة المتجددة، يمكن للبلدان أن تحقق نظاماً للطاقة أكثر أمناً ومرونة واستدامة".
وقال إنوبوت آغبوراو، الأمين التنفيذي للهيئة الأفريقية للطاقة النووية: "إن سيناريوهات نمذجة الطاقة التي يُنظر فيها في إطار مبادرة Atoms4NetZero مهمة لأننا نواجه في أفريقيا على وجه الخصوص حالة نقص خطيرة في الطاقة، وينظر واضعو السياسات لدينا في خيارات مختلفة". وأضاف: "إنهم يبحثون في القوى النووية؛ ويبحثون في مصادر الطاقة المتجددة، ومن المهم جداً أن يكونوا على اطلاع جيد حتى يتمكنوا من اتخاذ أفضل القرارات الممكنة. وتوفر نمذجة الطاقة دليلاً علميًّا حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات لا تستند إلى إشاعات أو مشاعر، بل قرارات قوية من شأنها أن تمكننا من معالجة هذه القضية المتعلقة بتغير المناخ ونقص الطاقة".
وتستند مبادرة Atoms4NetZero إلى عمل الوكالة الراسخ مع البلدان بشأن تخطيط الطاقة المحايدة تكنولوجيًّا، وهو نهج يقيِّم مصادر الطاقة بشكل محايد ويختار هذه المصادر بناءً على أدائها. وتدعم الوكالة، من خلال برنامجها للتعاون التقني، جهود البلدان في مجال تخطيط الطاقة باستخدام أدوات النمذجة مثل نموذج بدائل الاستراتيجيات الخاصة بإمدادات الطاقة وآثارها البيئية العامة ونموذج اختبار تخطيط النظم. ومنذ عام 2021، تعمل الوكالة مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لمساعدة الاتحاد الأفريقي في وضع استراتيجية لتطوير البنية الأساسية للطاقة تعرف باسم الخطة الرئيسية لنظام القوى في قارة أفريقيا. وسيمكن ذلك أفريقيا من مقارنة سيناريوهات الطاقة المختلفة وتجميع الموارد للاستثمار في مصادر الطاقة المستدامة من أجل حل تحديات الطاقة المتنامية في القارة.
وستجري مبادرة Atoms4NetZero أيضاً تحليلات ودراسات تكنولوجية واقتصادية، مثل التحليل المقارن لمصادر الطاقة المنخفضة الكربون في بلد أو منطقة، ربما بالتعاون مع الأطراف المعنية مثل البلدان والمستخدمين النهائيين والمنظمات البحثية ودوائر الصناعة والمؤسسات المالية وغيرها من المنظمات والوكالات الدولية. وتشمل المبادرة مجالات نشاط أخرى لمساعدة البلدان في انتقالها إلى الطاقة النظيفة. ويشمل ذلك تقديم خدمات استشارية وحلقات عمل وتدريب لبناء القدرات والتواصل وإشراك الأطراف المعنية.
وتعمل مبادرة Atoms4NetZero حاليًّا مع باحثين إستونيين لدمج قيود الكربون الصارمة في نموذج بدائل الاستراتيجيات الخاصة بإمدادات الطاقة وآثارها البيئية العامة في البلاد بما يخدم سيناريوهات الوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر لإنتاج الكهرباء والحرارة حتى عام 2050. وتنظر إستونيا، التي تحصل على الجزء الأكبر من توليد الكهرباء لديها من الوقود الأحفوري، في الأخذ بالقوى النووية والمفاعلات النمطية الصغيرة على وجه الخصوص.