You are here

مبادرة الوكالة Atoms4NetZero تساعد البلدان على الاستفادة من الإمكانات النووية لتحقيق عالم خالٍ من الانبعاثات

Jeffrey Donovan

يستلزم طريق الوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر سلسلة من الخيارات المعقدة. ويجب على واضعي السياسات أن يرسموا مساراً للطاقة استناداً إلى ما هو متاح من موارد وتكاليف وتكنولوجيات للطاقة (بما في ذلك التكنولوجيات التي لا تزال قيد التطوير). ومن خلال الاستفادة من نمذجة سيناريوهات الطاقة المتقدمة، تعمل مبادرة Atoms4NetZero التي أطلقتها الوكالة على مساعدة البلدان على اتخاذ قرارات قائمة على العلم بشأن الإمكانات الكاملة للطاقة النووية - بما في ذلك القطاعات غير العاملة في مجال توليد الكهرباء - من أجل الاستعداد للانتقال نحو الوصول بصافي انبعاثات غازات الدفيئة إلى مستوى الصفر.

ويقول هنري بايير، رئيس قسم التخطيط والدراسات الاقتصادية في الوكالة: "إن الخطوة الأولى بالنسبة لأي بلد يسعى إلى تحقيق أهدافه بشأن الوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر هي تقييم بنيته الأساسية القائمة للطاقة، بما في ذلك مصادر توليد القوى وشبكات النقل وأنماط الاستهلاك". ومن خلال تحليل البيانات السابقة والحالية، ونمذجة الطلب على الطاقة في المستقبل، يمكن لواضعي السياسات تحديد المجالات التي تحتاج إلى التحسين وتحديد أولويات الاستثمارات لإرساء نظم طاقة نظيفة ومرنة".

وهناك عدد متزايد من البلدان المهتمة بالأخذ بالقوى النووية أو التوسع فيها أو تشرع في ذلك. وفي مؤتمر المناخ COP28 في دبي، تعهد أكثر من 20 بلداً بالعمل من أجل مضاعفة القدرة النووية ثلاث مرات للوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر. ويجري حاليًّا تشييد نحو 60 مفاعل قوى نووية تبلغ قدرتها الإجمالية نحو 60 غيغاواط (كهربائي) في 17 بلداً، وأكثر من ثلث هذه المفاعلات موجود في الصين، وهي المشيِّد الأكبر للمفاعلات في العالم. وتقول الوكالة الدولية للطاقة إن القدرة النووية العالمية يجب أن تزيد إلى أكثر من الضعف بحلول عام 2050 للوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر، وهو مستوى يتسق مع سيناريو الحالة المرتفعة للتوقعات السنوية للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن القوى النووية حتى عام 2050.

ومع ذلك، فإن الوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر يتطلب أكثر من الكهرباء النظيفة. ومن خلال وسائط نقل الحرارة والطاقة المنخفضة الكربون مثل الهيدروجين، سوف يتطلب الأمر إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب إزالته منها مثل البتروكيماويات والصلب وصناعة الأسمنت والنقل، والتي تساهم مجتمعة في حوالي 60% من انبعاثات غازات الدفيئة.

وتقيِّم مبادرة Atoms4NetZero إمكانات الطاقة النووية في وضع سيناريوهات موثوقة لتحقيق ذلك الهدف باستخدام الأدوات التحليلية لدى الوكالة، مثل نموذج بدائل الاستراتيجيات الخاصة بإمدادات الطاقة وآثارها البيئية العامة، الذي يجمع بين التكنولوجيات وأنواع الوقود لإقامة 'سلاسل الطاقة'، مما يجعل من الممكن رسم خريطة لتدفقات الطاقة من العرض (استخراج الموارد) إلى الطلب (خدمات الطاقة). وتشمل أدوات النمذجة الأخرى المستخدمة نموذج تحليل الطلب على الطاقة، الذي يحدد التغيرات الهيكلية اللازمة للوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر، وإطار نمذجة نظم الطاقة، الذي يقيم ويحدد دور وقيمة تكنولوجيات الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة النووية، في تخطيط وتشغيل نظم الطاقة.

وتمثل مبادرة Atoms4NetZero في نهجها لنمذجة سيناريوهات الطاقة تحولاً كبيراً عن الممارسات العالمية الحالية. وقالت كارولين شيرير، رئيسة قسم المشروع الدولي المعني بالمفاعلات النووية ودورات الوقود الابتكارية في الوكالة: "حتى الآن، كان للطاقة النووية دور محدود نوعاً ما في دراسات سيناريوهات الطاقة التي تستخدمها الحكومات والمستثمرون لرسم خريطة للوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر". وأضافت: "تهدف هذه المبادرة إلى سد هذه الفجوة من خلال تقديم صورة أكمل لإمكانات الطاقة النووية، التي لها سجل حافل في التخفيف من أسباب تغير المناخ مع توفير القدرة على التكيف مع العواقب المترتبة عليه، وفي تعزيز أمن الطاقة والتنمية المستدامة".

وبالطبع، من المقرر أن تؤدي المصادر المتجددة المتغيرة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية دوراً مركزيًّا في الانتقال إلى نظم الطاقة النظيفة. وفي هذا الصدد، يمكن أيضاً لنمذجة الطاقة في إطار مبادرة Atoms4NetZero أن توفر خدمة رئيسية تساعد واضعي السياسات على تحسين إدماج مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة من خلال تقييم توافر الموارد وتقييم التأثير على استقرار الشبكة. ويقول بايير: "من خلال الجمع بين القوى النووية ومصادر الطاقة المتجددة، يمكن للبلدان أن تحقق نظاماً للطاقة أكثر أمناً ومرونة واستدامة".

وقال إنوبوت آغبوراو، الأمين التنفيذي للهيئة الأفريقية للطاقة النووية: "إن سيناريوهات نمذجة الطاقة التي يُنظر فيها في إطار مبادرة Atoms4NetZero مهمة لأننا نواجه في أفريقيا على وجه الخصوص حالة نقص خطيرة في الطاقة، وينظر واضعو السياسات لدينا في خيارات مختلفة". وأضاف: "إنهم يبحثون في القوى النووية؛ ويبحثون في مصادر الطاقة المتجددة، ومن المهم جداً أن يكونوا على اطلاع جيد حتى يتمكنوا من اتخاذ أفضل القرارات الممكنة. وتوفر نمذجة الطاقة دليلاً علميًّا حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات لا تستند إلى إشاعات أو مشاعر، بل قرارات قوية من شأنها أن تمكننا من معالجة هذه القضية المتعلقة بتغير المناخ ونقص الطاقة".

وتستند مبادرة Atoms4NetZero إلى عمل الوكالة الراسخ مع البلدان بشأن تخطيط الطاقة المحايدة تكنولوجيًّا، وهو نهج يقيِّم مصادر الطاقة بشكل محايد ويختار هذه المصادر بناءً على أدائها. وتدعم الوكالة، من خلال برنامجها للتعاون التقني، جهود البلدان في مجال تخطيط الطاقة باستخدام أدوات النمذجة مثل نموذج بدائل الاستراتيجيات الخاصة بإمدادات الطاقة وآثارها البيئية العامة ونموذج اختبار تخطيط النظم. ومنذ عام 2021، تعمل الوكالة مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لمساعدة الاتحاد الأفريقي في وضع استراتيجية لتطوير البنية الأساسية للطاقة تعرف باسم الخطة الرئيسية لنظام القوى في قارة أفريقيا. وسيمكن ذلك أفريقيا من مقارنة سيناريوهات الطاقة المختلفة وتجميع الموارد للاستثمار في مصادر الطاقة المستدامة من أجل حل تحديات الطاقة المتنامية في القارة.

وستجري مبادرة Atoms4NetZero أيضاً تحليلات ودراسات تكنولوجية واقتصادية، مثل التحليل المقارن لمصادر الطاقة المنخفضة الكربون في بلد أو منطقة، ربما بالتعاون مع الأطراف المعنية مثل البلدان والمستخدمين النهائيين والمنظمات البحثية ودوائر الصناعة والمؤسسات المالية وغيرها من المنظمات والوكالات الدولية. وتشمل المبادرة مجالات نشاط أخرى لمساعدة البلدان في انتقالها إلى الطاقة النظيفة. ويشمل ذلك تقديم خدمات استشارية وحلقات عمل وتدريب لبناء القدرات والتواصل وإشراك الأطراف المعنية.

وتعمل مبادرة Atoms4NetZero حاليًّا مع باحثين إستونيين لدمج قيود الكربون الصارمة في نموذج بدائل الاستراتيجيات الخاصة بإمدادات الطاقة وآثارها البيئية العامة في البلاد بما يخدم سيناريوهات الوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر لإنتاج الكهرباء والحرارة حتى عام 2050. وتنظر إستونيا، التي تحصل على الجزء الأكبر من توليد الكهرباء لديها من الوقود الأحفوري، في الأخذ بالقوى النووية والمفاعلات النمطية الصغيرة على وجه الخصوص.

 

٢٠٢٤/١٠
Vol. 65-3

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية