You are here

ملتزمون بوضع حد للجوائح

Rafael Mariano Grossi

ستعمل مبادرة زودياك، أو مشروع العمل المتكامل للأمراض الحيوانية المصدر، على دعم المختبرات

بالتكنولوجيا والمعدات والتدريب لمساعدتها على اكتشاف مسببات الأمراض الحيوانية المصدر

الناشئة أو العائدة للظهور

بقلم: رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية

إغلاقات، وفحوصات، وتطعيمات، ووفيات، وتهديد لسبل كسب العيش - لقد غير كوفيد-19 العالم كما نعرفه. كما غيّر الوباء بشكل أساسي فهمنا للأمراض، وألقى في روع الناس عامةً أهمية دمج صحة البيئة والصحة الحيوانية والصحة البشرية في عمليات التصدي في إطار الصحة العامة. وألوى الخطوات لتجنب الجوائح المستقبلية هي الكشف في الوقت المناسب عن تفشي الأمراض ورصدها، والتي غالبًا ما تنشأ في الحيوانات. وستكثف الوكالة جهودها لتقديم الدعم للحكومات في جميع أنحاء العالم في استخدام التقنيات النووية والتقنيات ذات الصلة لتعزيز التأهب للتصدي على النطاق العالمي.

وعلى مدى أكثر من 60 عامًا، عملت الوكالة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، من أجل فهم أفضل للأمراض الحيوانية العابرة للحدود - بما في ذلك الأمراض الحيوانية المصدر التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر. ولا يقتصر دور المركز المشترك بين الفاو والوكالة لاستخدام التقنيات النووية في الأغذية والزراعة، وهو الأداة الرئيسية لهذا التعاون، على تعزيز الأمن الغذائي العالمي من خلال برنامجه للصحة الحيوانية والإنتاجي الحيواني فحسب، بل يتعدى ذلك ليساهم بشكل كبير في إنقاذ أرواح الناس.

وفي هذا العدد من نشرة الوكالة، نوضح كيف يحدث العمل الذي تقوم به مختبراتنا في زايبرسدورف في مجال الأمراض الحيوانية المصدر، بالنمسا، تأثيرًا ينتظم العالم أجمع. ومن دورنا في معالجة تفشي فيروس إيبولا في عام 2014، إلى الدعم القيم المقدم للتصدي لجائحة COVID-19، اضطلعت الوكالة ومنظمة الفاو بدور تقني مهم في معالجة أكبر حالات تفشي الأمراض الحيوانية المصدر في جميع أنحاء العالم.

ويتسم الدعم الذي تقدمه الوكالة للبلدان في التصدي لفيروس كوفيد -19 بأهمية خاصة. ومن خلال أكبر مشروع تعاون تقني في تاريخ الوكالة، نجح ما قدمناه من دعم لما يقرب من 300 مختبر ومؤسسة صحية في جميع أنحاء العالم في تحسين القدرات والإمكانات الخاصة بإجراء فحوص كوفيد-19 لمن هم في أمس الحاجة إلى ذلك.


 ونشرح في هذا العدد لماذا لعبت التقنيات النووية والتقنيات ذات الصلة، مثل التفاعل البوليميري المتسلسل بواسطة الاستنساخ العكسي (آر تي - بي سي آر)، دورًا مهمًا في فحوص فيروس كوفيد-19.


 كما نستكشف الخدمات والأدوات المختلفة التي تقدمها الوكالة ومنظمة الفاو للبلدان لتحديد وتعقّب الأمراض الحيوانية المصدر والأمراض الحيوانية.

 

ويكشف هذا العدد أيضًا عن الاتجاه الذي نتخذه للمساعدة في معالجة الفاشيات المستقبلية للأمراض ذات المصدر الحيواني.


 وسيدعم مشروع العمل المتكامل لمكافحة الأمراض الحيوانية المصدر التابع للوكالة، أو زودياك، المختبرات بالتكنولوجيا والمعدات والتدريب لمساعدتها في الكشف في الوقت المناسب عن مسببات الأمراض الحيوانية المصدر الناشئة أو التي تعاود الظهور.


 لقد أظهر جائحة كوفيد-19 بوضوح أن التصرف مبكرًا وسريعًا هو الوسيلة الفعالة للتعامل مع الأمراض الحيوانية المصدر.

ونستمع في هذا العدد إلى باحث في فيينا يستخدم الذكاء الاصطناعي من أجل فهم أفضل للأمراض الحيوانية المصدر الناشئة، كما نلتقي بالمديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، التي تدعو، مثلنا، إلى اتباع نهج كلي يشمل صحة الإنسان والحيوان والبيئة. ولئن كان عالمنا منقسماً من حيث النهج التي نتبعها لمواجهة التحديات العالمية، فإن هذه الجائحة الحيوانية المصدر قد وحدتنا من نواحٍ عديدة.

٢٠٢١/٠٩
Vol. 62-3

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية